تحت القصف.. مسعف يُجري عملية ولادة بأدوات بدائية وينقذ أمًا وطفلتها بغزة

في خضم العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، وبين أصوات القصف ونداءات الاستغاثة، سجّل المسعف في الدفاع المدني الفلسطيني وليد عدوان موقفًا إنسانيًا بطوليًا حين أجرى عملية ولادة طارئة لسيدة نازحة باستخدام أدوات بسيطة، أنقذ بها حياتها وحياة طفلتها.

وفي تفاصيل الحادثة، أوضح عدوان، في حديثه لقناة 'الجزيرة مباشر'، أنه تحرّك في مهمة إغاثية لنقل سيدة حامل إلى المستشفى، دون أن يتوقع أن يكون هو من سيتولى بنفسه مهمة التوليد داخل خيمة النزوح، وسط انعدام تام لأي تجهيزات طبية.

قال عدوان: 'وصلت إلى الأم ووجدتها في مرحلة متقدمة من المخاض، لم يكن لدي أي أدوات طبية، فقط مقص عادي، استخدمته لقص الحبل السري، وطلبت من الموجودين مشبك غسيل لربطه'، مضيفًا أن الموقف الصعب لم يمنعه من أداء واجبه الإنساني رغم غياب أي خبرة طبية سابقة لديه في مجال التوليد.

وأكد المسعف أن ما دفعه إلى التدخل هو مشهد الأم وهي تلفظ أنفاسها من الألم، وعدم وجود وقت كافٍ لوصول طواقم طبية متخصصة. 'أنا لست طبيبًا، لكنني شعرت أن عليّ أن أفعل شيئًا.. وربنا سهّل'، قال وليد بتأثر.

من جهتها، روت السيدة معزوزة القانوع، وهي نازحة من شمال غزة، لحظات الولادة العصيبة التي عاشتها داخل خيمة النزوح، مؤكدة أنها كانت في حالة طوارئ ولم تتمكن من التواصل مع إسعاف متخصص.

وأضافت: 'لم أتخيل أن أُنجب طفلتي داخل خيمة وتحت القصف، لكن تدخل المسعف أنقذ حياتي وحياة ابنتي، ولن أنسى له هذا الموقف ما حييت'.

ويأتي هذا الموقف الإنساني في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على القطاع، وما يرافقه من استهداف متكرر للطواقم الطبية وتعطيل متعمّد للمرافق الصحية، ما فاقم من معاناة السكان المحاصرين ورفع من مستوى المخاطر على المدنيين، خاصة النساء الحوامل والأطفال.