الأرجنتين تجدد ديونها لتخفيف أعباء عملتها المتعثرة

مباشر- قالت السلطات الأرجنتينية إنها نجحت في تجديد دفعة كبيرة من الديون المحلية يوم الأربعاء، متجاوزة بذلك اختبارا رئيسيا لاستراتيجية خافيير ميلي لاحتواء انزلاق البيزو قبل انتخابات التجديد النصفي.

باعت وزارة المالية نحو 7.7 تريليون بيزو من الديون، وفقًا لمنشور لوزير المالية بابلو كويرنو على موقع X. إلا أن البيع جاء بتكلفة، إذ بلغت عوائد السندات الجديدة المستحقة في 30 سبتمبر 75.7%، وهو معدل أعلى بكثير من التضخم المتوقع، وأعلى قليلاً من مستويات السوق قبل المزاد.

وحظيت عملية البيع باهتمام خاص بعد أن فشلت عملية مماثلة قبل أسبوعين في تمديد جزء كبير من الاستحقاقات، مما أجبر البنك المركزي على امتصاص السيولة الزائدة في السوق لمنع المزيد من الضغوط على سعر الصرف.

قال دانتي روجيري، الشريك في شركة الاستشارات 'إيه تي إنفيرسيونيس' في بوينس آيرس: 'هذا يتماشى مع التوقعات. إنهم يحاولون جني أرباح طائلة من بيع البيزو'.

شددت إدارة ميلي سياستها النقدية في الأسابيع القليلة الماضية لحماية البيزو، حتى مع تأثير أسعار الفائدة المرتفعة على القطاع المصرفي والاقتصاد عمومًا. يوم الاثنين، رفع الرئيس الليبرتاري احتياطيات البنوك التجارية التي تحمل فوائد، سعيًا لتقييد السيولة قبل المزاد وتوفير بعض الدعم للبيزو المتضرر.

قال دانيال شودوس، رئيس قسم الأبحاث والشريك في شركة دالمور كابيتال للوساطة المالية ومقرها بوينس آيرس: 'كان المزاد ناجحًا. قد يُسهم هذا في تخفيف الطلب على الدولار قليلًا غدًا. وقد واجهت وزارة الخزانة طلبًا محدودًا من البنوك بعد رفع متطلبات الاحتياطي'.

وارتفع البيزو قبل نتائج المزاد، حيث ارتفع بنسبة 0.5% عند إغلاق السوق يوم الأربعاء.

وتشير السياسة النقدية إلى حساب بسيط أجراه ميلي قبل الانتخابات البرلمانية في أكتوبر/تشرين الأول ــ فبعد سنوات من الزيادات الهائلة في أسعار المستهلك وسقوط العملة الحر، أصبح الأرجنتينيون يهتمون بالتضخم أكثر من اهتمامهم بالنمو الاقتصادي.

وقال ماتياس مونتيس ، رئيس الاستراتيجية في شركة إي إم إف آي للأوراق المالية: 'يبدو أن الحكومة تعطي الأولوية لسعر صرف حقيقي مرتفع للغاية يؤثر على النشاط الاقتصادي من أجل التخفيف من ارتفاع سعر الصرف'.

في السابع من سبتمبر، سيتوجه الناخبون إلى صناديق الاقتراع لانتخاب نواب محليين وأعضاء في المجالس البلدية. وستشير النتائج إلى قدرة ميلي على بناء زخم لانتخابات التجديد النصفي في أكتوبر، وطمأنة المستثمرين بأن أجندته الإصلاحية لا تزال قائمة.

في غضون ذلك، يأتي دفاع البيزو بتكلفة باهظة. فقد تضاعفت عوائد الأوراق النقدية المحلية المعروفة باسم 'ليكابس' تقريبًا خلال الشهر الماضي، متجاوزةً 90% مقارنةً بالمزادات السابقة.

تؤدي هذه الزيادة إلى ارتفاع تكاليف التمويل وتقليص هوامش الربح في البنوك التي تعاني بالفعل من ارتفاع حاد في الديون المتأخرة. وقد انخفضت أسهم أكبر البنوك الأرجنتينية في وول ستريت - مثل غاليسيا وبانكو ماكرو وسوبرفيل - بنسبة تصل إلى 47% خلال الأشهر الثلاثة الماضية.

مع نضوب السيولة، يتباطأ نمو القروض المصرفية. وقد ضاعف القطاع، الذي اعتاد في عهد الإدارة السابقة على الاستفادة من استثمارات سندات الخزانة، حجم الإقراض الخاص بحلول مارس/آذار تقريبًا مقارنةً بالعام السابق، وهو ما يُعدّ أحد أهم إنجازات ميلي المالية.

للتداول والاستثمار في البورصة المصريةاضغط هنا

لمتابعة قناتنا الرسمية على يوتيوباضغط هنا