اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ٨ تشرين الثاني ٢٠٢٥
كشفت تقارير بريطانية، الخميس، عن تصاعد الخلافات داخل هيئة الإذاعة البريطانية 'بي بي سي' بشأن تغطية الحرب الإسرائيلية على غزة، بعد أن رفع رافي بيرغ، رئيس قسم الشؤون الشرق أوسطية في الموقع الإلكتروني للهيئة، دعوى قضائية ضد الصحفي البريطاني أوين جونز بتهمة التشهير، على خلفية مقال اتهمه بالتحيز لإسرائيل.
وبحسب وثائق مقدمة إلى المحكمة العليا البريطانية، فإن بيرغ يقاضي جونز بسبب مقال نُشر في كانون الأول/ديسمبر الماضي بعنوان 'الحرب الأهلية داخل بي بي سي بشأن غزة' على موقع Drop Site، والذي زعم أن تغطية الهيئة تتسم بـ'التحيز المؤسسي لصالح (إسرائيل)'.
واستند المقال إلى شهادات 13 موظفًا داخل بي بي سي تحدثوا دون الكشف عن هويتهم، واتهموا بيرغ بـ'إعادة صياغة العناوين والنصوص بما يخدم الرواية الإسرائيلية على حساب الفلسطينية'، وبأنه 'يلعب دورًا محوريًا في ترسيخ ثقافة دعائية داخل المؤسسة'.
نفي الاتهمات
وينفي بيرغ، الذي يعمل في الهيئة منذ عام 2001 ويشغل منصب محرر شؤون الشرق الأوسط منذ 12 عامًا، جميع الاتهامات، معتبرًا أنها 'تمس سمعته المهنية كصحفي مستقل'.
وقال محاميه جون ستابلز، في تصريحات نقلتها وكالة الصحافة البريطانية، إن الادعاءات 'سببت ضررًا بالغًا لسمعة موكله وتسببت في تهديدات وكراهية عبر الإنترنت، بينها تهديدات بالقتل'، مشيرًا إلى أن الهيئة عززت الإجراءات الأمنية الخاصة ببيرغ، وأن الشرطة فتحت تحقيقًا في تلك التهديدات.
وطالب بيرغ المحكمة بأمر قضائي يمنع إعادة نشر المقال، وبحذفه من جميع المواقع الإلكترونية، إضافة إلى تعويض مالي عن الأضرار التي لحقت به.
مزاعم بيرغ
في المقابل، قال أوين جونز إنه 'يرفض تمامًا مزاعم بيرغ'، مؤكدًا أنه 'سيدافع عن دقة تحقيقه واستقلاليته أمام المحكمة إذا لزم الأمر'.
المقال الذي فجّر الأزمة، أشار إلى أن 'بي بي سي' تواجه تمردًا داخليًا بشأن تغطيتها لما وصفه بـ'حرب الإبادة الجماعية على غزة'، وأن الملاحظات التحريرية التي يبديها بعض العاملين حول 'غياب التوازن في التغطية' تُهمّش بشكل متكرر.
كما زعم أن 'الحقائق غير المريحة لإسرائيل تُحذف عمدًا من تقارير بيرغ'، ما أدى إلى عريضة إلكترونية تطالب بتعليق عمله واحتجاجات أمام مقار الهيئة في كانون الثاني/يناير الماضي.
وفي السياق ذاته، نشر موقع Mint Press News تحقيقًا أشار إلى انقسامات عميقة داخل بي بي سي بشأن تغطية الحرب على غزة، إضافة إلى الحروب في لبنان وسوريا واليمن، ناقلًا عن موظفين قولهم إن بيرغ 'المسؤول الأول عن توجيه التغطية بما يخدم السردية الإسرائيلية'.
تقليل مساحة الرواية الفلسطينية
وأوضح التحقيق أن بيرغ يتحكم في اختيار العناوين والصور والنصوص المنشورة على الموقع الإخباري للهيئة، وأنه 'غالبًا ما يقلل من مساحة الرواية الفلسطينية في التغطية'.
كما أشار إلى أن بيرغ تعاون في عام 2020 مع أحد قادة الموساد الإسرائيلي السابقين، داني ليمور، في تأليف كتاب بعنوان 'جواسيس البحر الأحمر', امتدح فيه جهاز الموساد ووصفه بأنه 'أعظم جهاز استخبارات في العالم'.
وذكر التقرير أيضًا أن بيرغ عمل سابقًا في وحدة تابعة لوزارة الخارجية الأمريكية وصفها بأنها كانت 'واجهة لوكالة المخابرات المركزية (CIA)'.
ويُعد هذا الخلاف أحدث فصول الانقسام الداخلي في 'بي بي سي' بشأن كيفية تغطية الحرب الإسرائيلية على غزة، وسط اتهامات متزايدة للهيئة من داخلها وخارجها بغياب الحياد التحريري وتجاهل الرواية الفلسطينية.

























































