اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ٢١ نيسان ٢٠٢٥
أثار 'كمين كسر السيف' الذي نفذته كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، شرق بيت حانون شمال قطاع غزة، تفاعلاً واسعاً على المستويين الشعبي والإعلامي، في ظل ما مثّله من ضربة نوعية وموجعة لقوات الاحتلال الإسرائيلي، إذ اعتبره مغردون رسالة جلية بأن المقاومة ما زالت تستطيع المواجهة رغم استمرار الحرب على القطاع.
وظهر عناصر القسام وهم يعدون الكمين الذي وقع في شارع العودة شرق بيت حانون وينتظرون مرور القوة الإسرائيلية، ثم يستدفون سيارة الجيب التي انقلبت وأجهزوا على جميع من كانوا فيها من جنود الاحتلال.
العملية قوبلت بموجة تفاعل عارم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تصدّر وسم #كسر_السيف #بيت حانون قوائم التفاعل في فلسطين وعدة دول عربية. وعبّر نشطاء عن دعمهم للمقاومة، معتبرين أن الكمين يعكس جاهزية القسام وقدرته على ضبط توقيت ومكان المواجهة لصالحه.
وكتب أحد النشطاء: 'القسام لا يكرر نفسه.. بل يصنع مفاجآت بعمليات نوعية كلما ظنّ الاحتلال أنه أحكم سيطرته على الأرض'. فيما تداول آخرون مقاطع الفيديو التي نشرتها القسام لتوثيق كمين 'بيت حانون' السابق، معتبرين أنها جزء من الحرب النفسية والإعلامية الفعالة التي تخوضها المقاومة.
ردود فعل على وسائل التواصل الاجتماعي
تفاعل المستخدمون على منصة 'X' مع العملية، حيث غرد الصحفي فايد أبو شمالة قائلاً: 'القتال على طريقة القسام من نقطة صفر، وكمين كسر السيف رداً على عملية الاحتلال التي سماها الشجاعة والسيف... الشجاعة أصلاً مش موجودة'.
وجاء في تغريدة أيضا تعليقا على مشاهد كمين القسام: 'كمين كسر السيف في بيت حانون كأنه يوم السابع من أكتوبر'، وورد في أخرى: 'إنه يوم تحاسب فيه إسرائيل وتمرغ على تراب بيت حانون'.
كما شارك العديد من المستخدمين مقاطع فيديو وصوراً توثق لحظة تنفيذ الكمين، معبرين عن إعجابهم بالتخطيط والتنفيذ المحكم للعملية.
وكتب رشيد ألواي، 'جاهدوا صيفا وشتاء في عز الصقيع وتحت وهج الشمس و في أيام الفطر وأيام الصيام و أقاموا الحجة علينا جميعا، بوركت الأيادي الطاهرة يا تاج راسنا'.
ورأى الناشط أدهم أبو سلمية أن 'المشاهد المنشورة تعكس تحولًا واضحًا في نمط الاشتباك لدى المقاومة الفلسطينية، فبدلًا من المواجهة المفتوحة كما كان قبيل التهدئة الأخيرة، تلجأ الكتائب إلى كمائن نوعية مركّزة تعتمد على استخبارات دقيقة، ورصد متواصل لتحركات العدو'.
وتابع أبو سلمية قائلا: 'هذه الاستراتيجية الجديدة توفّر للمقاومة جملة من المزايا، أولا تقليل الخسائر البشرية في صفوفها عبر عمليات مباغتة لا تتطلب الانغماس في خطوط النار، وثانيا رفع الكلفة البشرية والمادية على العدو الصهيوني، عبر استهداف آلياته وجنوده بشكل مباغت ومدروس، وثالثا الحفاظ على القوة العسكرية من حيث العتاد والمجاهدون، واستخدامها في نقاط ذات أثر أكبر'.
فيما أشار الباحث السياسي سعيد زياد إلى أن الكمين تجاوز أنساق العدو الهجومية وتحصيناته في بيت حانون، مما يدل على تطور نوعي في تكتيكات المقاومة.
ويرى الدكتور رامي عبده، أن 'مشاهد هجوم المقاومة في بيت حانون تُعيد للقضية الفلسطينية روحها الأولى، وتستحضر في الذاكرة بطولات الثوار بين عامي 1936 و1939، ثم عمليات التسلل والاشتباك التي نفّذها الفدائيون الفلسطينيون ضد المستعمرات الصهيونية بعد نكبة'.
يرى مراقبون أن هذا الكمين لا يندرج فقط في سياق المعركة الميدانية، بل هو امتداد للحرب على الوعي التي تخوضها المقاومة. إذ تسعى القسام من خلال هذا النوع من العمليات إلى إرسال رسائل مركبة: أنها ما زالت تحتفظ ببنك أهداف، وبنية تحتية فعالة، وقدرة عالية على استثمار نقاط ضعف الاحتلال.
وتصدّرت بطولة بيت حانون المشهد في تعليقات وتغريدات واسعة، حيث أشاد ناشطون بصمود أبناء البلدة الواقعة شمال قطاع غزة، ودورهم البطولي في استنزاف قوات الاحتلال. واعتُبر الكمين الذي نُفذ في محيط البلدة تجسيداً لشجاعة الشباب المقاوم الذي يواجه بأدوات محدودة جيشًا مدججًا بالسلاح.
وقال مغرّدون إن بيت حانون أثبتت مجددًا أنها 'بوابة النار' التي لا تُفتح إلا على جنود الاحتلال، وحيّوا أبناءها الذين سطروا صفحة ناصعة من المقاومة الميدانية والتكتيك العسكري النوعي.
واعترف جيش الاحتلال الإسرائيلي بمقتل أحد جنوده خلال معارك في قطاع غزة، وهو أول قتيل يتكبده منذ استئناف حرب الإبادة وإنهاء اتفاق وقف إطلاق النار بتاريخ 18 آذار/ مارس الماضي.
وذكر جيش الاحتلال في بيان، أن 'الرقيب أول غالب سليمان النصاصرة (35 عاما) قُتل خلال الاشتباكات في شمال قطاع غزة'، مضيفا أن ثلاثة جنود آخرين أُصيبوا في المواجهات نفسها.