اخبار فلسطين
موقع كل يوم -وكالة شهاب للأنباء
نشر بتاريخ: ٤ أيار ٢٠٢٥
تقرير - شهاب
في حدث عسكري وصف بأنه 'غير مسبوق' منذ بدء العدوان على قطاع غزة، نجح صاروخ يمني بعيد المدى، أطلقته القوات اليمنية، التابعة لحركة 'أنصار الله' (الحوثيين)، في تجاوز أربع طبقات من أنظمة الدفاع الجوي لجيش الاحتلال الإسرائيلي، ليضرب مباشرةً في قلب مطار 'بن غوريون'، قرب مدينة 'تل أبيب' وسط فلسطين المحتلة.
الهجوم الذي خلّف حفرة بعمق 25 مترًا، وأدى إلى عدة إصابات في صفوف المستوطنين، شكل اختراق أمني وعسكري هزّ الأوساط السياسية والأمنية الإسرائيلية.
كما أن الضربة المفاجئة جاءت بعد أسابيع قليلة من غارات أمريكية على مواقع في اليمن، زعمت واشنطن أنها 'مخازن صواريخ استراتيجية' تابعة للحركة، في إطار ما سماه الرئيس الأمريكي دونالد ترمب 'ردع التهديد اليمني لإسرائيل والمصالح الغربية'.
غير أن الصاروخ الأخير شكّل، على ما يبدو، ردًّا عمليًا ينقض السردية الأمريكية حول فعالية تلك الضربات، ويبعث برسالة مفادها أن قدرات اليمن الصاروخية ما زالت فاعلة وقادرة على تجاوز أحدث الأنظمة الدفاعية، بما فيها منظومات 'القبة الحديدية' و'مقلاع داوود' و'حيتس'.
ويرى مراقبون أن هذا التطور قد يفتح الباب أمام مزيد من الضغوط السياسية والعسكرية على حكومة بنيامين نتنياهو، التي تواجه بالفعل انتقادات واسعة لفشلها في تحقيق أي نصر حاسم في غزة، وعجزها عن تحييد ما تسميه 'التهديدات من الجبهات الخارجية'.
'صدمة إسرائيلية'
كما فتح الاحتلال الإسرائيلي سلسلة تحقيقات موسعة لمعرفة كيفية تمكن الصاروخ اليمني من تجاوز كل طبقات الحماية الجوية والوصول إلى أحد أكثر المواقع حساسية في الكيان.
ووصف الإعلام العبري الحدث بـ'الاختراق المرعب'، فيما أقرّت مصادر أمنية بوجود 'ثغرات كارثية' في منظومة الرصد والردع.
وقالت وسائل اعلام عبرية إن القيادة الأمنية قلقة للغاية من الإخفاق في صد الصاروخ اليمني الذي استهدف مطار بن غوريون، مشيرةً إلى أن هناك 'مخاوف بإسرائيل من أن تقرر شركات طيران دولية تعليق رحلاتها بسبب استهداف المطار'.
وعلى إثر ذلك، توسّعت موجة إلغاء الرحلات، حيث أعلنت سويسرا والنمسا وفرنسا إلغاء رحلاتهم إلى 'إسرائيل' في الساعات المقبلة، بحسب وسائل إعلام عبرية.
وتعليقا على سقوط الصاروخ اليمني، قال وزير الحرب بحكومة الاحتلال الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن 'من يضربنا سنضربه 7 أضعاف'، وفق ما نقلته القناة الـ12 الإسرائيلية.
ومن جانبه، عبّر وزير الحرب السابق بيني غانتس عن غضبه من الحادث، قائلاً: 'يجب الرد بقوة في طهران'، في إشارة ضمنية إلى وقوف إيران خلف تنامي قدرات القوى الداعمة للمقاومة في المنطقة.
وعلّق المراسل العسكري الإسرائيلي نوعام أمير على فشل المنظومات الدفاعية بقوله: 'هل من الممكن أن الألمان يرون هذا الإخفاق ويفكرون مجددًا فيما إذا كانوا سيشترون منظومة حيتس؟'، معبرًا عن فقدان الثقة في أداء المنظومات الدفاعية لدى الاحتلال.
في حين ذكرت القناة '11' العبرية أن الصاروخ تسبب بوقوع 7 إصابات جسدية إحداها بحالة متوسطة، بينما تم تسجيل عشرات الإصابات بالهلع.
'إخوان الصدق'
وأعاد نشطاء ومدونون على مواقع التواصل الاجتماعي نشر تصريح سابق للناطق العسكري باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، الذي أشاد فيه بالدور اليمني، واصفًا إياهم بـ'إخوان الصدق'، في إشارة إلى المواقف الميدانية المتقدمة التي اتخذها اليمنيون دعمًا وتضامنًا مع الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
من جهته، حذر القيادي في جماعة أنصار الله، نصر الدين بن عامر، شركات الطيران من التعامل مع مطار 'بن غوريون' ومن مخاطر ذلك على سلامة طائراتها لأنه هدف لصواريخ القوات المسلحة اليمنية 'حتى يتوقف العدوان على غزة ويرفع الحصار'.
من جانبها، قال بيان صادر عن القواتِ المسلحةِ اليمنية إن القوةُ الصاروخية لها نفذت عمليةً عسكريةً استهدفتْ المطار بصاروخٍ باليستيٍّ فرطِ صوتيٍّ، وقد أصابُ هدفهُ بنجاحٍ.
وأضاف البيان: كان من نتائج العملية ما يلي:فشلُ المنظوماتِ الاعتراضيةِ الأمريكيةِ والإسرائيليةِ في اعتراضه وهروبُ أكثرَ من ثلاثةِ ملايينَ صهيونيٍّ إلى الملاجئ وتوقفُ حركةِ المطارِ بشكلٍ كاملٍ ولأكثرَ من ساعة.
وجددت القواتُ المسلحةُ اليمنيةُ تحذيرَها لكافةِ شركاتِ الطيرانِ العالميةِ من مواصلةِ رحلاتِها إلى مطارِ بن غوريون كونَه أصبحَ غيرَ آمنٍ لحركةِ الملاحة.
'تطور نوعي'
الباحث والمحلل السياسي علي أبو رزق، قال إن 'الصاروخ اليمني جاء بعد المجازر الأخيرة التي ارتكبتها الطائرات الإسرائيلية والأمريكية بحق عشرات اليمنيين، وكان هناك تصور أمريكي إسرائيلي أن جماعة أنصار الله قد تم ردعها تماما ولن تقدم على تصعيد كبير كما جرى اليوم'.
وأضاف أن 'هذا التصعيد من قبل اليمن يضرب السردية السياسية التي سادت في الإقليم منذ عشرات السنين ويتم الترويج لها بقوة هذه الأيام، حتى من قبل مناصرين متوهمين للقضية الفلسطينية، أن المصلحة الوطنية مقدمة على الأخلاقية السياسية، والمصلحة الوطنية مقدمة على المبادئ الدينية والقومية والعروبية، صاروخ اليوم يقول لهؤلاء أن المصلحة الوطنية قصيرة المدى لليمن تكمن في التوقف وليس مواصلة التصعيد'.
وأشار إلى أن 'الموقف اليمني يأتي في أحد أكثر الأوقات التي تعاني منها الأمة الإسلامية من ضعف وانحدار وهشاشة أو حتى موات، ليثبت هذا الموقف الأخلاقي أن هذه الأمة قد تمرض وتمرض وتمرض لكنها أبدا لا تموت'.
ولفت إلى أن 'التصعيد اليمني يعيد تعريف الصراع كما يجب أن يكون، أنه إسرائيلي أممي وليس إسرائيلي فلسطيني فقط، وأن لا أمن ولا أمان ولا رخاء ولا استقرار في كل المنطقة حتى يتم رفع السلاح في وجه أو حتى اجتثاث هذا السرطان المسمى إسرائيل!'.
كما قال الباحث والمختص في الدراسات الأمنية أحمد مولانا، إن 'الرسالة الأبرز من هجمات الحوثيين ضد إسرائيل هي إبراز دعمهم لغزة مما عزز شرعيتهم داخل اليمن وفي العالم العربي والإسلامي، ووضع خصومهم المحليين في موقف حرج، حيث سيُفسر أي تحرك منهم على إنَّه جزء من ترتيب غربي لحفظ أمن إسرائيل'.
وأضاف مولانا، أنه 'رغم الخسائر وضراوة الغارات الأمريكية، ما زال الحوثيون يطلقون صواريخ بالستية باتجاه مطار بن غوريون وأماكن حيوية في إسرائيل، مما يشير لإخفاق الحملة الأمريكية الجوية في تحقيق أهدافها المعلنة حتى الآن'.
رغم الخسائر وضراوة الغارات الأمريكية، ما زال الحوثيون يطلقون صواريخ بالستية باتجاه مطار بن غوريون وأماكن حيوية في إسرائيل، مما يشير لإخفاق الحملة الأمريكية الجوية في تحقيق أهدافها المعلنة حتى الآن. https://t.co/0UXnKnx9zU
على الصعيد التقني والدفاعي، قال الباحث المختص بالشؤون الدفاعية محمد أون المش، إن 'الجيش الاسرائيلي أعلن عن انطلاق الصاروخ لحظة خروجه من اليمن، وكان مترقباً له، حاولت المقاتلات اعتراضه، وكذلك منظومات ثاد الأمريكية وحيتس الاسرائيلية، ولكنها لم تفلح في اعتراض الصاروخ'.
وأضاف: 'من الجانب اليمني، تطوير صاروخ بهذا الدقة من هذا المدى، ونجاحهم في اطلاقه رغم القصف الأمريكي المستمر بكثافة منذ أكثر من شهر، رسائل الى امريكا واسرائيل، والى دول المنطقة التي تصرف مليارات الدولارات في صفقات الباتريوت والثاد ظناً منها ان هذه المنظومات كافية لحمايتها في حال شن حرب ضد اليمن'.
على الصعيد التقني والدفاعي:
- الجيش الاسرائيلي أعلن عن انطلاق الصاروخ لحظة خروجه من اليمن، وكان مترقباً له، حاولت المقاتلات اعتراضه، وكذلك منظومات ثاد الأمريكية وحيتس الاسرائيلية، ولكنها لم تفلح في اعتراض الصاروخ.
- من الجانب اليمني، تطوير صاروخ بهذا الدقة من هذا المدى، ونجاحهم…
وسبق أن أعلنت جماعة أنصار الله (الحوثيون) سابقا استهدافها مطار بن غوريون الإسرائيلي مرات عدة، إحداها بصاروخ قالت إنه باليستي فرط صوتي نوع 'فلسطين 2″، مشيرة إلى أنها 'حققت نجاحا وأدت إلى توقف حركة الملاحة الجوية في المطار'.
ويشن الحوثيون من حين إلى آخر هجمات بصواريخ ومسيّرات على الكيان الإسرائيلي، بعضها استهدف 'تل أبيب'، قابلتها ضربات إسرائيلية لمواقع قالت إنها عسكرية للجماعة اليمنية، قبل أن توقف الجماعة هجماتها مع دخول وقف إطلاق النار بغزة حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، وتستأنفها بعد تجدد العدوان على القطاع.