لايف ستايل
موقع كل يوم -فوشيا
نشر بتاريخ: ٣ أيار ٢٠٢٥
عندما يتردد لحن ما في أذهاننا، ويعيدنا تلقائيًا إلى مشهدٍ درامي عالق في الذاكرة، ندرك عندها أن الموسيقى لم تكن مجرد خلفية، بل كانت جزءًا من الحكاية نفسها.
في ذاكرة الجمهور الكثير من الأعمال الدرامية، التي ارتبطت بهويات سمعية مميزة، كانت بمثابة البوابة العاطفية الأولى نحو الأحداث والشخصيات، بدءًا من 'صح النوم'، و'الخوالي'، و'نهاية رجل شجاع'، مرورًا بـ'عشتار' و'التغريبة الفلسطينية'، و'بقعة ضوء'، و'جميل وهناء'، وصولًا إلى 'الندم' و'الزند'. وفي كل هذه الأعمال وغيرها، حافظت الموسيقى على مكانتها، كحامل للوجدان ومثير للحنين، وبكونها معرف فني لا يقل أهمية عن الكاميرا والنص.
رضوان نصري يفسر لـ'فوشيا' سر ارتباط الموسيقى بالذهن
غالبًا ما يرتبط الجمهور بالهوية السمعية للأعمال الدرامية بشكل كبير، ويعود ذلك كما أوضح الموسيقار السوري رضوان نصري لموقع 'فوشيا'، بأن الذاكرة السمعية دائمًا ما تكون قوية جدًا لأنها ترتبط بالإحساس والعاطفة، كما يمكن تذكّر موقف معين من خلال أغنية أو لحن ما.
اللحن مرآة للمشاعر
وحول سر خلود موسيقى الأعمال الدرامية، بين نصري أن ذلك يعود إلى قدرة الموسيقي على الشعور بأحاسيس الناس والاستماع لهم وتحويل ذلك إلى موسيقى، ما ينعكس على عواطف الجمهور لاحقًا، كما يعود ذلك أيضًا إلى ربط اللحن الجميل بشخصيات العمل، وتحويله إلى ذاكرة لدى الجمهور، وفق تعبيره. وأشار نصري إلى أن الموسيقى التصويرية تكون امتدادًا طبيعيًا لقصة العمل، فهم يُشكّلون معًا جسدًا متكاملًا.
من الكلمة إلى النغمة.. هكذا تبدأ رحلة اللحن عند رضوان نصري
من جهةٍ أخرى، قال الموسيقار السوري، إن مرحلة إعداد اللحن يمكن أن تختلف من موسيقي إلى آخر وفقًا لأسلوبه الخاص، أما بالنسبة له فهو يبدأ بالتلحين من لحظة كتابة النص، لافتًا إلى أنه يسعى دومًا إلى مشاركة المخرج بما يُفكر به ويتخيله. وكذلك ذكر نصري أنه يحرص على حضور عمليات التصوير والمونتاج، لأن كل ذلك يُساعد على تعزيز البناء الأولي للموسيقى.
وبالنسبة إلى دور الكاتب في بناء اللحن، أوضح نصري، أنه من النادر أن يتدخل الكاتب بذلك، إلا في حال كان قد كتب مشهدًا معينًا مبنيًا على أغنية ما أو موسيقى معينة، بينما يملك المخرج هامشًا أكبر من التدخل بالألحان قد تصل نسبته إلى 30%، لأن لديه تصورات معينة للعمل.
كيف يوقظ الموسيقي اللحن في قلوب الناس؟
أما عن نوعية الآلات الموسيقية المُفضلة لدى الجمهور، يبين رضوان نصري أن أذواق الناس تختلف في هذا الجانب، وتأتي مهمة الموسيقي هنا، بأن يعمل على تقريب الآلات الموسيقية المختلفة من الناس بطريقة عزفها لهم.
وهل يتعلّق الناس اليوم بشارات الأعمال الدرامية كما كانوا يتعلّقون بها سابقًا؟ يجيب نصري بأن ذلك بات نادرًا الآن، لأن معظم الشارات حاليًا تعتمد على الأغاني العادية وأداء النجوم لها، والتي يمكن ألّا ترتبط بشكل وثيق بقصة العمل، والهدف فقط الحصول على الـ'تريند'.
الشارة الموسيقية أم الشارة المغناة؟
ينوه رضوان نصري إلى اعتقاده بأن الشارة الموسيقية أهم من الشارة الغنائية، وليس شرطًا أن تكون الشارة مغناة، بل وأوضح أنه تم ابتكار غناء التتر لسرعة الاقتراب من الناس، وخصوصًا عندما تكون الكلمات مهمة، لكن الشارة الموسيقية مهمة جدًا، وهي ما تلجأ إليه معظم الأعمال العالمية.
رضوان نصري: ذاكرة الموسيقى توقفت عند 'يمر بي طيفها' و'الندم'
أكثر الأعمال القريبة لقلب الموسيقار رضوان نصري، كما يؤكد لـ'فوشيا'، هو مسلسل 'نزار قباني' لأنه امتلك منحى دراميًا جديدًا، وكان منعطفًا تاريخيًا بالنسبة للدراما السورية، معربًا عن أهمية ما قام به المخرج باسل الخطيب بتجسيده لفكرة الشاعر السوري نزار قباني.
فيما لم تلفته خلال السنوات الخمس الأخيرة، شارات الأعمال، وآخر ما كان مؤثرًا منها: 'الندم' لإياد ريماوي، و'يمر بي طيفها' التي عمل هو عليها، حيث 'توقفت ذاكرة الموسيقى عند هذه النقطة' وفقًا لتعبيره، إلّا أنه استذكر بعض الأعمال من الدراما السورية التي بقيت موسيقاها بذاكرته حتى الآن، وعدد منها 'أهل الغرام' للموسيقار طاهر مامللي، و'هذي الروح' لإياد ريماوي.