"مفاوضات ماراثونية ومساعدات مشبوهة".. آخر تطورات حرب الإبادة على قطاع غزة

لا زالت أنظار سكان قطاع غزة تتجه إلى العاصمة القطرية الدوحة، لمتابعة تفاصيل ما يجري من محادثات وقف إطلاق النار بين حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي برعاية مصرية قطرية وأمريكية، وسط مخاوف كبيرة من فشل المفاوضات بسبب إصرار حكومة الاحتلال الإسرائيلي برئاسة المجرم بنيامين نتنياهو تمسكه بالعودة إلى حرب الإبادة الجماعية بعد الحصول على هدنة مؤقتة.

ووفقًا للمتابعة الإخبارية فإن الليلة الماضية انتشرت العديد من الأنباء المتضاربة، إذ تبين أن وسائل إعلام الاحتلال الإسرائيلي تقف وراء تلك الأخبار، أبرزها أن حركة حماس وافقت على مقترح مبعوث الرئيس الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف للإفراج ما بين 7 و9 أسرى إسرائيليين مقابل وقف إطلاق النار لمدة 60 يوماً، بالإضافة إلى إطلاق سراح 300 معتقل فلسطيني.

وفيما يتعلق بالمقترح المطروح من قبل ويتكوف فإن حركة حماس لم تقدم ردا رسميًا بالإيجاب أو بالسلب حتى الآن، إلا أن بعض المصادر أكدت أن الحركة تريد الحصول على ضمانات واضحة من الولايات المتحدة الأمريكية بعدم عودة الاحتلال الإسرائيلي للحرب.

وكانت حركة حماس أكدت مرارًا وتكرارًا استعدادها للإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين الأحياء والأموات دفعة واحدة مقابل إنهاء الحرب بشكل كامل عن قطاع غزة، والغياب عن مشهد إدارة قطاع غزة وتسليمها للجنة فلسطينية متفق عليها.إقرأ أيضا محللان يوضحان لـ'شمس نيوز' أسباب رضوخ نتنياهو لإدخال المساعدات

وفي أحدث الأخبار المتداولة بشأن مفاوضات غزة في الدوحة، أشارت صحيفة 'يديعوت أحرونوت' العبرية مساء اليوم الاثنين (19مايو/أيار2025) عن مصادر مطلعة: 'إن مفاوضات صفقة التبادل التي تجري في الدوحة لم تسفر عن أي تقدم في هذه المرحلة'.

وما زالت محادثات وقف إطلاق النار بين وفود التفاوض في الدوحة مستمرة ولم تتوقف مطلقًا حتى الآن، إذ أكدت وسائل إعلام الاحتلال بأن الوفد الإسرائيلي ما زال موجود في الدوحة ولم يغادرها رغم عدم وجود اختراق جدي بالمفاوضات.

وبالتزامن مع إجراء مفاوضات ماراثونية في العاصمة القطرية الدوحة بشأن وقف إطلاق النار يُصعد جيش الاحتلال الإسرائيلي من المجازر بحق المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، إذ استشهد خلال 24 ساعة فقط نحو 136 مواطنًا وأصيب العشرات بجروح مختلفة، كما وسع جيش الاحتلال منطقة العمليات القتالية ضمن عملية 'مركبات جدعون' لتشمل مناطق واسعة من محافظة خانيونس جنوب قطاع غزة.

وأكد المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة: 'إن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب أكثر من 12 ألف مجزرة ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وإن نحو 2200 عائلة قد مسحت بالكامل من السجل المدني الفلسطيني منذ بداية العدوان على القطاع في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

وكشف الثوابتة عن أرقام مروّعة توثق حجم الكارثة الإنسانية الناتجة عن العدوان الإسرائيلي المستمر على القطاع، مع تصاعد الحديث عن إبادة آلاف العائلات الفلسطينية ومسحها من السجل المدني، في مشهد غير مسبوق.

وأمام استمرار مفاوضات وقف إطلاق النار وتصعيد جرائم الاحتلال عبر عملية 'مركبات جدعون'، يتعرض رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي المجرم بنيامين نتنياهو لضغوط دولية لإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع بعد نحو 80 يومًا على منعها ما تسبب بانتشار المجاعة.

وللتغلب على الضغوط الدولية قرر نتنياهو السماح بإدخال عدد محدود جدًا من شاحنات المساعدات الإنسانية للقطاع لا تتجاوز 30 شاحنة خلال أسبوع بينما يحتاج القطاع لنحو 500 شاحنة يوميًا من المساعدات الإنسانية، وتعتبر خطوة نتنياهو محاولة للتلاعب بقادة العالم لتخفيف الضغط عليه.

وبسبب استهزاء نتنياهو بالواقف الدولية لإنهاء الأزمة الإنسانية في قطاع غزة فورًا بإدخال عدد محدود جدًا من شاحنات المساعدات فإن رئيسة المفوضية الأوروبية أكدت أن الوضع الإنساني في غزة غير مقبول ويجب أن تصل المساعدات إلى المدنيين فورا.

وأضافت: 'يجب عدم تسييس المساعدات الإنسانية المقدمة إلى غزة على الإطلاق، ويجب وضع نهاية للأزمة الإنسانية في غزة فورا، وعدم استخدام الطعام سلاحا سياسيا'.

بينما دعا الرئيس الفنلندي، الاحتلال الإسرائيلي إلى تحمل مسؤولياتها بموجب القانون الدولي وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة، مؤكدًا أن التهجير القسري للسكان جريمة حرب ولا يمكن أن يكون جزءا من أي حل.

فيما أكد رئيس البرلمان الأوروبي: 'أن ما يحدث في غزة غير مقبول، ونحن نعمل من أجل حل الدولتين وضمان سلام دائم في المنطقة'.