اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ١٧ حزيران ٢٠٢٥
بعيون مشدوهة، وقلوب 'ساخنة' تبحث عما يطفئ نارها، ينتشي أهالي قطاع غزة بالضربات الإيرانية لقاتلهم الإسرائيلي، ويتسلل إليهم الأمل في أن يلقى أخيرا العقاب على ما اقترفت يداه طويلا.
على أنقاض البيوت، وتحت ليل القصف والدمار والتشرد والتجويع المستمر منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، ينتظر الغزيون مزيدا من الصواريخ والمسيرات التي تذيق المحتل الإسرائيلي ولو بعضًا من مرار ما 'سقاهم' إياه.
في هذا المشهد، برز تفاعل لافت غمر منصات التواصل، عبرت فيه الجموع عن نشوة متأخرة، وفرح مكبوت، لسان حاله أن (إسرائيل) ليست بمنأى عن الرد، وأن اليد التي أدمت غزة ليست عصية على الكسر.
وفي خضم هذا التفاعل الشعبي الجارف، كتب المصور الصحفي محمد المصري منشورا، عرى فيه العورة الأخلاقية للاحتلال: '(إسرائيل) اللي مسحت أحياء كاملة عن غزة، وقتلت آلاف المدنيين، واحتفلت بكل مجزرة على أنها (نصر أخلاقي).. أعلنت افتتاح مركز في بات يام جنوب (تل أبيب) للتعرف على أشلاء قتلاها المشوهّين من تحت الأنقاض! العدو الذي اعتاد تعريف أهالينا على أنهم مجرد أرقام، صار هو نفسه رقم مجهول'.
وفي السياق ذاته، رأى شعبان الدحدوح أن إيران، تبقى 'دولة لها جذور في شرقنا، لها امتداد في تاريخنا، ومكان في عقيدتنا'، في مقابل كيان هشّ مضطرب محتَلّ لا تاريخ له'.
بينما جاءت تغريدة رمضان نعيم كدعاء مقاوم: 'من تحت الركام، تصعد دعواتنا لإيران: كوني قوية، فكل طلقة ضد الطغيان تُحررنا معًا'.
المشاعر الشعبية امتزجت بالسخرية السوداء، فكتب محمد حماد بنبرة ساخرة: 'شكل مبانيهم هيك أحلى (بعد القصف الإيراني)، بالأول كانت بتقهر، هلقيت في ديكور جديد، إضاءة أفضل، تقييم 10/10'.
أما المصور الصحفي يوسف لبد، فتناول الحدث بلسان الغزي الجريح، مذكّرا بأن إحدى القواعد العسكرية الإسرائيلية التي قصفتها الصواريخ الإيرانية، هي ذاتها 'التي تذبح غزة'.
وغرّدت الصحفية د. أمينة زيارة باختصار شديد ومفعم بالشحنة العاطفية: 'تسلم إيد إلي قاعد على الكبسة.. اشفي غليل قلوبنا'.
أبو إسماعيل بلال، من جانبه، صوّر الصواريخ وهي 'تعانق الأراضي المحتلة'، في تعبير شعبي عن إحساس رمزي بالتحرر من الشعور بالعجز.
أما محمد ابو خالد، فانتقد بمرارة مواقف بعض الأنظمة والمثقفين الذين اعتادوا التشكيك بكل ردٍّ لا يأتي من محورهم السياسي: 'عندما يتأخر الرد يستهزئون، وإذا جاء قالوا مسرحية، وإذا اشتد وصفوه بالعبثي، ثم يرفعون دعاء: اللهم اضرب الظالمين بالظالمين، وكأنما القضية ليست قضيتهم'.
وبدأت (إسرائيل) فجر الجمعة هجوما واسعا على إيران بعشرات المقاتلات، أسمته 'الأسد الصاعد'، وقصفت خلاله منشآت نووية وقواعد صواريخ بمناطق مختلفة، واغتالت قادة عسكريين بارزين وعلماء نوويين.
وفي مساء اليوم نفسه، بدأت إيران الرد على الهجوم بسلسلة من الضربات الصاروخية الباليستية والطائرات المسيّرة، خلفت م القتلى والجرحى من المستوطنين، فضلا عن أضرار مادية كبيرة طالت مباني ومركبات.
وترتكب (إسرائيل) إبادة جماعية في غزة منذ 20 شهرا، قتلا وتدميرا وتشريدا وتجويعا، أسفرت عن استشهاد وإصابة نحو 180 ألف مواطن، معظمهم أطفال ونساء، وفق وزارة الصحة.
وفي خضم صمت عربي رسمي وتواطؤ إقليمي، بدت مشاعر الغزيين أقرب إلى انتفاضة نفسية، تعيد لهم شعورا بأن هناك من يرد ولو جزئيا، على الدم المراق.