اخبار فلسطين
موقع كل يوم -شبكة مصدر الإخبارية
نشر بتاريخ: ٣٠ حزيران ٢٠٢٥
شهدت المداولات الأمنية التي عقدها رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بمشاركة عدد من وزرائه وقادة الجيش والأجهزة الأمنية، نقاشًا حادًا بشأن مستقبل الحرب على غزة، تخللته اتهامات متبادلة وتباين في المواقف، فيما اعتبرت مصادر عسكرية أن النقاشات كانت 'عقيمة'.
ويأتي ذلك في ظلّ تعليق مفاوضات تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، وعلى خلفية جهود أميركية لدفع صفقة قد تفضي إلى إنهاء الحرب والإفراج عن الأسرى الإسرائيليين، في وقت تتواصل فيه الهجمات الإسرائيلية ضمن حرب الإبادة المستمرة على القطاع.
وخلال المداولات، قال وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش: 'دعونا نضع كل الفيلة في الغرفة على الطاولة ولا نهرب منها. لا يمكن إنكار أن قرار الكابينيت ينص على أن يضمن الجيش عدم وصول المساعدات الإنسانية إلى حماس، والجيش لم ينجح في هذه المهمة'.
وشدد سموتريتش، وفقا للتسريبات التي أوردتها القناة 12 الإسرائليية، مساء الإثنين، على أن 'كل شاحنة تصل إلى حماس هي فشل للجيش'.
من جهته، هاجم وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، أداء الجيش قائلًا: 'نقوم بالمزيد من الشيء نفسه. نراوح مكاننا. الخطط التي عُرضت كانت مختلفة تمامًا عمّا يحدث ميدانيًا. يجب على الجيش أن يندفع إلى الأمام، ويجب تغيير طريقة العمل، والتركيز على تشجيع الهجرة ووقف المساعدات الإنسانية تمامًا'.
وأضاف بن غفير: 'المزيد من الضغط يساعد في استعادة الأسرى، ولا يضر بهم'. في المقابل، توجه سموتريتش إلى رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، قائلًا: 'فهمت أنك تعارض خطتنا. في كل ما نطرحه تقول ما المشكلة. أنت رئيس الأركان، قل لنا ما الذي تقترحه'.
فردّ عليه زامير قائلًا: 'هذه أكثر الحروب تعقيدًا. هناك تصادم بين مسألة الأسرى وتوسيع الاجتياح البري. نحن نُعرّض الأسرى للخطر. يتعرضون للتعذيب، ووضعهم صعب جدًا'.
وأضاف زامير أن 'الجيش يسيطر حاليًا على 75% من القطاع'، ليرد عليه بعض الوزراء بالقول: 'كيف 75%؟ أنت تسيطر على 50%، وعلى 25% أخرى فقط بالنيران. في عرض (عملية) مركبات جدعون قلت إننا سنسيطر على 75% فعليًا'.
فأجاب زامير: 'منذ ذلك الحين ونحن نخوض القتال. ما هذا، مزحة؟'
وعاد بن غفير ليقول: 'الجنود في خطر لأنهم واقفون في أماكنهم ولا يتقدمون'. أمّا زامير فنبّه إلى أن 'من الصعب السيطرة على مليون ونصف إنسان. هم يتعوّدون على التحرك جماعيًا وقد يُشكّلون خطرًا على قواتنا أيضًا'.
وواصل سموتريتش هجومه على أداء المؤسسة الأمنية بالقول: 'كنا هنا في هذه الغرفة مع رئيس الأركان السابق، وتحدثنا عن النموذج الإنساني. مرت ستة أشهر ولم يتغير شيء، فلماذا سيتغير شيء الآن؟ ماذا تغيّر منذ عملية مركبات جدعون؟'
وأضاف: 'يجب إقامة منطقة إنسانية جنوب ‘نيتساريم‘ ونقل السكان من الشمال إلى هناك، وبذلك نخلق مناورة سريعة تحسم المعركة ضد حماس في مناطق خالية من السكان. كان على الجيش تنفيذ ذلك قبل شهرين ولم يفعل. ماذا فعلتم منذ ذلك الحين؟'
وفي خضمّ هذا التوتر، قال وزير الأمن، يسرائيل كاتس: 'نحن من يقرر. المستوى السياسي هو من يقرّر. نحن نتحمل المسؤولية عمّا سيحدث'.
من جهته، قال رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو: 'ندفع بقوة نحو صفقة (أسرى). أريد أن يستخدموا في واشنطن المطارق في الضغط على قطر'، في إشارة إلى تحفيز أميركي ضاغط لدفع المفاوضات عبر الضغط على الوسطاء مع حماس.
وفي مداخلة لعضو الكنيست أرييه درعي، رئيس حركة شاس، قال: 'ليس من الصواب النظر إلى ساحة واحدة والحديث عن نصر. انظروا إلى موقعنا أمام العالم منذ 7 تشرين الأول. الأمر الأهم الآن هو صفقة. لا يجوز أن نُهدر الإنجازات التي حققناها ضد إيران'.
وادعى نتنياهو، الأحد، أنه في أعقاب الحرب على إيران 'فُتحت فرص كثيرة، وأولها إنقاذ المخطوفين'، وأضاف أنه 'سنضطر بالطبع إلى حل مسألة غزة أيضا، وأن نهزم حماس، لكني أقدر أننا سنحقق كلتا المهمتين'، في إشارة إلى أنه لا يزال يرفض وقف الحرب على غزة.
في موازاة ذلك، قال ضباط كبار في الجيش الإسرائيلي إنهم لا يرصدون تغييرا في شروط حماس من أجل إنهاء الحرب والتوصل إلى اتفاق أسرى في أعقاب الحرب على إيران، رغم أن تقديرات الجيش الإسرائيلي هي أن حماس معنية بالتوصل إلى اتفاق.
وذكرت صحيفة 'هآرتس'، الإثنين، أن الاعتقاد في جهاز الأمن أنه تتزايد احتمالات التوصل إلى اتفاق، لكنهم ينسبون ذلك إلى تغيير في الرأي العام الإسرائيلي، الذي يؤيد إنهاء الحرب من خلال اتفاق، وإلى الجنود المنهكين، والتراجع العام في تأييد الجمهور لأهداف الحرب.
اقرأ/ي أيضاً: سموتريتش يطالب الكابينيت بتبني خطة ترامب لتهجير الغزيين