اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ٢٣ أب ٢٠٢٥
فكرة الاعتراف بالدولة الفلسطينية يستخدمها الغرب وسيلة للترغيب والترهيب، فكلما انتفض الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال وشعر الاحتلال أنه في أزمة، لجأت الدولُ الغربية لتفريغ الغضب الفلسطيني، فتطرح فكرة الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وما إن تهدأ وتيرة الغضب حتى تنسى الدول فكرة الاعتراف.
مما لا بد من قوله، من حيث المبدأ، الاعتراف بفلسطين دولة هو حقٌ مشروع، ومن حيث الشكل جميل، لكن في عالم السياسة لا يوجد مكان للمبادئ الجميلة بقدر ما يتسع للمبادئ المفيدة بغض النظر عن مدى أخلاقيتها، والسؤال المهم: ما الذي يدفع أوروبا الآن للاعتراف بفلسطين؟ ولماذا التأجيل لشهر سبتمبر؟ وما النتائج المترتبة على ذلك؟
أرى أن الإجابة عن السؤال الأول، لو افترضنا الصدق السياسي، حسب الدوافع وهي:
1_ معركة طوفان الأقصى التي كشفت عورة الجميع بلا استثناء بغض النظر عن الجنس والجنسية واللون والدين.
2_ظهور دولة الاحتلال على حقيقتها القاتلة والتي كان يجهلها كثيرون في الغرب خاصة الغرب الشعبي.
3_رغبة الدول الغربية الرسمية في امتصاص غضب الشعوب الأوروبية الثائرة نصرة لغزة.
أما لماذا التأجيل؟
تخيلوا معي أن الاحتلال طلب خدمة من الدول الاوربية، هل ستتأخر في التنفيذ كثيراً؟ الإجابة القادمة من الواقع 'لا' بل ستمده بما يلزمه وزيادة في أسرع وقت.
1_ تهدئة الغضب الشعبي الأوربي.
2_كسب موقف على الفلسطينيين.
3_وأد أي عمل مقاوم طيلة فترة الانتظار من باب سياسة ' سد الذرائع'.
4_ مساندة وتضخيم دور السلطة في انجاز هذا الامر، وكأنه نتيجة جهودها وأن العمل الدبلوماسي هو وحده الكفيل لإنجاز طموحات الشعوب بالاعتراف الدولي.
5_ الغرب يدرك أن العرب يتأثرون وينسون بسرعة ويؤثرون ببطء _ إن أثروا أصلاً، وهذا معناه إعطاء فرصة لفرض وقائع جديدة قد تنسيهم فكرة المطالبة بتنفيذ الوعود، فتدخل شروط جديدة ومتطلبات جديدة حتى تنفذ اوروبا وعودها القديمة، وهذا ما لاحظناه من أن فرنسا بعدما أعلنت رغبتها ونيتها الاعتراف بالدولة الفلسطينية في سبتمبر عبر منصة الأمم المتحدة بدأت تطرح فكرة 'ضرورة نزع سلاح المقاومة'، حتى تقول المقاومة 'لا' فتظهر المقاومة وكأنها في التي رفضت فكرة الاعتراف ثم ندخل في مرحلة تسويف أخرى قد تطول لسنوات.
لنفترض جدلاً أن اوروبا جادة بالاعتراف، فمن يضمن انعكاس ذلك إيجابياً على فلسطين وأهلها حتى داخل أروقة المؤسسات الدولية ؟ وماذا لو رفض نتنياهو 'وقد رفض وترامب أيضا ' فما قيمة الاعتراف؟ هل سيعدو غير حبر على ورق؟
شخصياً 'وعلى رأي المثل القائل ' لا شيء يأتي من الغرب يسر القلب' أؤمن تماماً بأن الغرب الرسمي يناور في الموضوع، فقد شارك ولا يزال في تضليل الغرب الشعبي ويستخدم فكرة الاعتراف أداة ترغيب وترهيب.
إن الوعد الغربي بالاعتراف بالدولة الفلسطينية يشابه الوعد الغربي باستقلال العرب إن شاركوا معها في حربها ضد الدولة العثمانية، فشارك العرب، ولم ينفذ الغرب، استمروا في تسويق الوعود للعرب دون أي تنفيذ.
هذا ما أراه، وسبتمبر قادم، سنرى هل سينفذ الغرب وعوده أو لا. وإن غدًا لناظره قريب.