اخبار فلسطين
موقع كل يوم -شبكة مصدر الإخبارية
نشر بتاريخ: ٢٨ تموز ٢٠٢٥
يعرض الجيش الإسرائيلي، مساء الإثنين، أمام الكابينيت الأمني والسياسي المصغر، خطة جديدة تهدف إلى تشديد الحصار المفروض على قطاع غزة، تتضمن توسيع العمليات البرية إلى مناطق إضافية داخل القطاع، وفقًا لما نقلته هيئة البث العامة الإسرائيلية 'كان 11'. ورغم الطابع التصعيدي للخطة، أكدت مصادر عسكرية للقناة أن الخطة لا تشمل حتى اللحظة سيناريو للسيطرة الكاملة على غزة.
ونقلت القناة عن مصدر مطّلع قوله: 'لم يُطلب من الجيش إعداد خطة احتلال شامل، ومن غير المؤكد أن يحدث ذلك'، ما يعكس ترددًا سياسيًا في الذهاب إلى هذا الخيار، وسط تعقيدات إقليمية ودولية.
في موازاة ذلك، نقلت القناة عن مسؤول سياسي إسرائيلي قوله إن 'المفاوضات بشأن صفقة التبادل في حالة جمود تام، والجيش في وضع ميداني متراجع، والجنود يُقتلون، بينما حماس لا تشعر بأي ضغط فعلي'. وأضاف: 'حتى الرئيس الأميركي دونالد ترامب أقرّ بوجود مجاعة في غزة'، في إشارة إلى التدهور الإنساني المتسارع بفعل الحرب الإسرائيلية المستمرة على القطاع منذ أكثر من 21 شهرًا.
وبحسب القناة، تعتبر الأجهزة الأمنية أن الحرب على غزة وصلت إلى مفترق طرق حرج، يتطلب قرارات إستراتيجية، في ظل تعثّر العمليات الميدانية وتزايد المطالب الدولية بوقف الحرب والسماح بدخول المساعدات.
وفي سياق سياسي داخلي، قرر رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، دعوة وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، لحضور جلسة الكابينيت بعد استبعادهما سابقًا من قرارات 'فترات التهدئة الإنسانية'، ما قد يعكس توجهًا نحو إرضاء التيار اليميني المتطرف أو احتوائه.
أفادت 'كان 11' بأن جلسة الكابينيت تركز على سؤال مركزي: 'إلى أين تتجه غزة؟'. ويجري استعراض خطط ميدانية، من ضمنها تقطيع أوصال القطاع جغرافيًا، وتطويق مدينة غزة، وإنشاء ما يُسمى بـ'المدينة الإنسانية'، في محاولة لعزل السكان عن مقاتلي المقاومة، ضمن رؤية أمنية طويلة الأمد.
رغم إعلان جمود المسار التفاوضي، أشارت القناة إلى أن قنوات الاتصال اليومية مع الوسطاء في قطر ومصر لا تزال فاعلة، وتُدار عبر جهازي الشاباك والموساد، بالتنسيق مع نظرائهم في الدوحة والقاهرة.
ومن المتوقع أن يلتقي وزير الشؤون الإستراتيجية، رون ديرمر، خلال الأسبوع الجاري، بالمبعوث الرئاسي الأميركي، ستيف ويتكوف، في واشنطن، لبحث ملف غزة والمفاوضات المتوقفة، إلى جانب تطورات البرنامج النووي الإيراني.
طرحت القناة 12 الإسرائيلية أن الكابينيت يناقش خيارات دراماتيكية، من بينها فرض حصار كامل على مناطق في غزة، أو وقف تزويد القطاع بالكهرباء، وهو ما يتناقض مع التعهد الإسرائيلي الأخير بزيادة المساعدات الإنسانية. وقالت القناة إن 'تشديد الحصار يعني عمليًا وقف دخول تلك المساعدات'، ما يضع تل أبيب في مواجهة مباشرة مع المطالب الدولية الإنسانية.
كما صرّح مصدر أمني إسرائيلي بأن الزخم الذي رافق مشروع المساعدات كان فرصة لتحريك صفقة التبادل، لكنه 'تبخر'، محذرًا من أن 'الزخم انتقل إلى الطرف الآخر'، وأن إسرائيل بحاجة لاستعادته عبر الضغط العسكري والميداني.
وفي ظل تزايد التغطية الدولية لمجاعة غزة، اتهمت إسرائيل قطر بأنها 'تقف خلف الحملة الإعلامية الدولية' التي تُبرز سياسة التجويع التي تنتهجها تل أبيب. ونقلت القناة عن مسؤول أمني رفيع قوله إن تصريحات بعض الوزراء 'ألحق ضررًا بالجيش' وتخدم حملة حماس الإعلامية، في إشارة إلى الخطاب اليميني المتطرف داخل الحكومة.
وأشارت تقارير إسرائيلية إلى أن تسريب تفاصيل جلسات الكابينيت قد يكون جزءًا من تكتيك تفاوضي، أو يعكس نية حقيقية لتوسيع العمليات، أو ببساطة محاولة لاحتواء الضغوط الداخلية من وزراء مثل بن غفير وسموتريتش.
اقرأ/ي أيضاً: مباحثات قطرية إيرانية حول المفاوضات النووية ومستجدات غزة