اخبار فلسطين
موقع كل يوم -وكـالـة مـعـا الاخـبـارية
نشر بتاريخ: ١٧ أيار ٢٠٢٥
طهران- معا- كشفت وسائل إعلام إيرانية مقرّبة من الحرس الثوري، تفاصيل جديدة في قضية تجسس خطيرة متورط فيها محمد صالح، أحد العناصر السابقين فيحزب الله اللبناني، الذي تم توقيفه أواخر أبريل/ نيسان الماضي من قبل الأجهزة الأمنية اللبنانية، بناءً على شكوى تقدم بها أحد محامي شركة الخدمات المالية 'Wish'.
وقالت وكالة أنباء 'دانشجو' الإيرانية إن القصة بدأت بعد أن اكتسب محمد صالح ثقة أحد ممثلي شركة 'Wish'، ونفّذ عدة عمليات تحويل مالي لمصلحة الشركة، لكنه في آخر عملية امتنع من تسليم مبلغ قدره 20 ألف دولار، رغم استلامه للمبلغ.
هذا الأمر دفع ممثل الشركة لتعقبه، وخلال تفتيش هاتفه المحمول، تم العثور على مراسلات مريبة عبر البريد الإلكتروني مع شخص يُدعى 'لويس'، تتضمن معلومات حول جهة مشبوهة أشار إليها باسم مستعار هو 'المنظمة'.
وأضافت الوكالة أنه 'بمجرد إبلاغ بعض عناصر حزب الله بما حصل، تم توقيف محمد صالح داخليا والتحقيق معه أوليا، ثم تسليمه إلى الأجهزة الأمنية اللبنانية بالتنسيق مع الشركة صاحبة الشكوى، ما كشف عن شبهات تجسس لمصلحة جهاز الموساد الإسرائيلي'.
مَن محمد صالح؟
هو لبناني الجنسية وعضو سابق في حزب الله، عمل في وحدتين حسّاستين داخل الحزب: الوحدة 4100 المعنية بالنقل الاستراتيجي، والوحدة 1100 المسؤولة عن أمن المعلومات.
كما أن محمد صالح، بحسب التقرير الإيراني، 'قاتل سابقا في صفوف حزب الله في جبهات حلب شمالي سوريا، وتم فصله من الحزب قبل حرب 'طوفان الأقصى' بسبب نشاطاته في بورصات مالية غير شرعية'.
وفي أكتوبر/ تشرين الأول 2024، تواصل مع الموساد من خلال منشور على فيسبوك بعنوان: 'هل كنت عضوا في حزب الله؟'، وبعد تردد، أقنعه الموساد بصدقيته من خلال إرسال رقم يخص سنة ميلاد والده.
وتواصل لاحقا مع 3 عناصر من الموساد بأسماء مستعارة: محسن، أبو داوود، وعلي، وبدأ التواصل معهم من داخل العراق.
مهامه التجسسية
وطلب ضباط الموساد من صالح محاولة العودة إلى صفوف حزب الله والاندماج مجددا في وحدة الدعم اللوجستي.
وكُلّف بتقديم معلومات حول نوع الدراجات النارية المستخدمة، وطرق شراء المعدات، وأسماء المسؤولين اللوجستيين داخل الحزب.
وقالت وكالة 'دانشجو' الإيرانية إن محمد صالح أرسل بيانات وأسماء وأرقام هواتف إلى الموساد، مقابل مبالغ مالية.
كما تلقى محمد صالح نموذجا من الموساد يحتوي على أكثر من 300 سؤال نفسي وشخصي لتكوين ملف تحليلي عنه، يتضمن صورا وأسئلة عن العادات، العلاقات، المخاوف، الطفولة، الحياة الأسرية.
شائعة مبالغ فيها
ونقلت الوكالة الإيرانية عن مصدر مطلع قوله إن 'محمد صالح ليس منشِدا رسميا ولا متحدثا باسم حزب الله، ولم يكن مقرّبا من زعيمه الراحل حسن نصر الله، وكل ما نُشر هو شائعة مبالغ فيها'، مضيفا أن 'والده من المجاهدين القدامى في حزب الله'.
وأوضح أن 'الشهيد الذي يُقال إنه شقيقه هو في الحقيقة شقيق زوجته السابقة، وتربطه علاقة شخصية بحسن بدير، الذي اغتيل أخيرا في الضاحية الجنوبية، لكن لم تُثبت أي صلة مباشرة بين الحادثتين حتى الآن'.
وتسلط هذه القضية الضوء على التهديدات الأمنية المتزايدة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي والاختراقات الشخصية في أوساط حزب الله، فيما تستمر التحقيقات للكشف عن مدى الضرر الأمني الذي سببه محمد صالح، ومصير شبكته داخل لبنان وخارجه.
وأعلن قاضي المحكمة العسكرية اللبنانية فادي عقيقي بدء ملاحقة قضائية ضد المواطن اللبناني محمد هادي صالح، بتهمة التجسس لمصلحة إسرائيل و'التورط في قتل عدد من عناصر حزب الله مقابل المال'.
مسؤول مباشر
وفي سياق متصل، كشفت منصة 'صابرين' بالنسخة الفارسية، التابعة للحرس الثوري، تفاصيل قالت إنها حصلت عليها، تفيد بأن صالح بدأ تعاونه مع إسرائيل مع بداية العدوان الإسرائيلي الأخير على لبنان، وحصل بالمقابل على مبالغ مالية تجاوزت 23 ألف دولار.
وأضافت: 'قدّم صالح إحداثيات مواقع أمنية حساسة تابعة لحزب الله، تم استهداف بعضها في غارات أدت إلى مقتل عدد من مقاتلي الحزب'.
وتابعت: 'تشير التحقيقات إلى أنه المسؤول المباشر عن استهداف القيادي البارز في حزب الله، الحاج حسن بدير، ونجله سعيد، اللذين قُتلا في غارة إسرائيلية في الضاحية الجنوبية'.