اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ١١ شباط ٢٠٢٥
عمَّت حالة من الغضب العارم داخل المجتمع الإسرائيلي، عقب انسحاب جيش الاحتلال الكامل من محور 'نيتساريم' وسط قطاع غزة، في اليوم الـ22 لاتفاق وقف إطلاق النار، معتبرين ذلك صورة أخرى من صور الهزيمة لـ'إسرائيل' أمام حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وتناول الإعلام الإسرائيلي انسحاب جيش الاحتلال من محور 'نيتساريم' بانتقادات حادة، حيث أظهرت الصحف والقنوات العبرية غضبًا واسعًا في أوساط المستوطنين والمتطرفين الإسرائيليين، الذين رأوا في هذا الانسحاب هزيمة كبرى.
وانتشرت تصريحات غاضبة من المستوطنين والقادة العسكريين السابقين، الذين وصفوا الانسحاب بأنه 'ضربة للروح القتالية'، مؤكدين أنه جاء نتيجة فشل الجيش في تأمين المحور أمام تصاعد قوة المقاومة وثباتها في المفاوضات.
ورغم محاولات جيش الاحتلال تبرير قراره بأنه تكتيكي وليس تراجعًا، فإن الإعلام العبري لم يتوقف عن تسليط الضوء على مخاوف الجمهور الإسرائيلي.
مخاوف من تداعيات الانسحاب
واعتبر المحلل العسكري الإسرائيلي نوعام أمير أن انسحاب جيش الاحتلال من محور 'نيتساريم' يعني استعادة حركة (حماس) السيطرة مجددًا على شمالي قطاع غزة، وخسارة تل أبيب بشكل نهائي لإنجازات الحرب.
وانسحب جيش الاحتلال، أول من أمس، بشكل كامل من محور 'نيتساريم' ضمن تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى مع حركة (حماس).
ويمتد محور 'نيتساريم' على طول حوالي 6.5 كم جنوب مدينة غزة، ويقسّم شمالي قطاع غزة عن جنوبه، من أقصى شرق القطاع إلى البحر المتوسط. وتكمن الأهمية الاستراتيجية للمحور في موقعه الجغرافي، الذي يربط بين شرقي القطاع وغربه.
فقدان آخر الأوراق المهمة
بدوره، أكد المختص في الشأن الإسرائيلي، عصمت منصور، أن المعلقين الإسرائيليين اعتبروا انسحاب جيش الاحتلال من محور 'نيتساريم' بمثابة فقدان دولة الاحتلال آخر أوراقها المهمة في قطاع غزة.
وقال منصور لـ 'فلسطين أون لاين': 'كانت هناك انتقادات واسعة من أوساط اليمين في (إسرائيل)، حيث اعتبروا أن انسحاب الجيش من محور نيتساريم يعني إجهاض مشروع إخلاء وتهجير سكان شمال قطاع غزة، ووقف أي أطماع للاحتلال، وخاصة لدى اليمين المتطرف'.
وأوضح منصور أن انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من محور 'نيتساريم' جاء كاستحقاق ضمن اتفاق وقف إطلاق النار، ورغم ذلك، فقد قوبل بانتقادات حادة وكان محور نقاش في الأوساط الإسرائيلية.
انتقادات الإعلام العبري
من جانبه، أوضح المختص في الشأن الإسرائيلي، نائل عبد الهادي، أن وسائل الإعلام العبرية تناولت الانسحاب من محور 'نيتساريم' بانتقادات لاذعة، مشيرة إلى أنه جاء بتعليمات من المستوى السياسي تنفيذًا لبنود الاتفاق مع (حماس).
وقال عبد الهادي لـ'فلسطين أون لاين': 'جنود الجيش الإسرائيلي أحرقوا كل المعدات قبيل انسحابهم من المحور، رغم التكلفة الكبيرة لهذا الموقع الاستراتيجي وسط قطاع غزة، وهو ما سلطت عليه وسائل الإعلام العبرية الضوء'.
وأشار إلى أن الإعلام العبري اعتبر انسحاب جيش الاحتلال من محور 'نيتساريم' انتكاسة، ستؤثر على ما يُسمى إنجازات الجيش خلال اجتياحه لقطاع غزة.
وذكر عبد الهادي أن الإسرائيليين ركزوا على أن محور 'نيتساريم' كان أحد رموز سيطرة جيش الاحتلال في قطاع غزة، وعنصرًا مهمًا للجيش في إحكام قبضته على القطاع.
وأوضح أن الجمهور الإسرائيلي، خاصة اليمين، ينظر إلى الانسحاب من هذا المحور، واتفاق وقف إطلاق النار مع (حماس)، وصفقة تبادل الأسرى، على أنها استسلام كامل للحركة الإسلامية الفلسطينية، وجناحها العسكري كتائب القسام.