اخبار فلسطين
موقع كل يوم -سما الإخبارية
نشر بتاريخ: ١٥ تموز ٢٠٢٥
قدم تقرير أممي شهادات حية لنساء من قطاع غزة، يكابدن مشقة الحياة في ظل ظروف الحرب والقتل اليومي على أيدي قوات الاحتلال، التي تمعن أيضا في فرض حصار مشدد طال كل مناحي الحياة، فأفقدهن الحياة الكريمة، بسبب تدمير منازلهن واضطرارهن للسكن في خيام، يصارعن فيها كباقي سكان غزة الجوع بسبب قلة الطعام.
واستعرض التقرير حالات الجوع التي ألمت بعوائل غزة، وآلام الفراق على الضحايا الذين سقطوا جراء الغارات الإسرائيلية المستمرة على القطاع، وألقى الضوء على مشقة الحياة التي يعاني منها سكان قطاع غزة.
وتقل خديجة منون، إحدى ضحايا الحرب، أنها نزحت مع عائلتها أكثر من 20 مرة منذ بداية الحرب، فهذه السيدة التي كانت وعائلتها تقطن منطقة جباليا شمال القطاع، نزحت الآن إلى مبنى مدمر غرب مدينة غزة، بحثا عن مأوى.
وقد كانت تمتلك بيتا جديدا، شيدته بقرض من البنك، وجهزته تجهيزا كاملا قبل الحرب، وتقول: “جهزت بيتي بشكل جيد من حيث البلاط والأجهزة الكهربائية، لم يكن قد مضى على تجهيز البيت سوى ثلاث سنوات، وجاءت الحرب وذهب كل شيء هباءً”.
وتقارن هذه السيدة بما كانت عليه قبل الحرب ووضعها الحالي، فتقول: “اليوم تغير كل شيء”، وتشير إلى أن مطبخها الفسيح المجهز، أصبح مجرد زاوية في الركام، حيث تضع وعاء صابون استعارته من جارتها، فيما استبدلت الأواني المعدنية بعلب بلاستيكية لشرب الشاي لعشرة أفراد.
أما عن دورة المياه، فتشير إلى أنها تحولت إلى زاوية مغطاة بقطع قماش كانت أغطية، وقد وضعت ملابسها في حقائب مهترئة، وتقول خديجة منون: “هذه أصبحت الآن خزانتي أضع فيها كل شيء”، بعد أن فقدت أثاث غرفة النوم بدمار منزلها في جباليا.
وبدلت الحرب كل ظروف الحياة لأسرة هذه السيدة، فبدلا من النوم على المراتب، تنام وعائلتها حاليا على فُرش بسيطة، وبات الماء الصالح للشرب رفاهية، وتقول هذه السيدة إنها تلاحق جريا الشاحنات المحملة بالمياه، وغالبا ما تعود والجالونات فارغة.
وحين تحن إلى الذكريات الجميلة تخرج السيدة خديجة هاتفها النقال، وتبدأ بمشاهدة صور منزلها الذي تحول إلى ركام، وتنظر إلى صور الطعام الذي كانوا يتناولونه.
بدرية البراوي، كانت مثالا آخرا تناوله التقرير، أظهر مدى سوء الحال الذي تعيشه العوائل الغزية تفاقم الجوع بسبب الحرب، فهذه السيدة تروي من خيمتها المتواضعة على شاطئ البحر غرب غزة مأساتها الجديدة، بعد أن نزحت مؤخرا من بلدة بيت لاهيا شمال القطاع، حيث باتت حاليا ترتب ما تبقى لها من حياة.
وتطرق التقرير إلى وصف الحالة السيئة لهذه السيدة، التي تحدثت عن وضعها والدموع تنهمر من عينيها، وتقول: “اعطفوا علينا يا ناس، لقد مللنا وتعبنا نفسيا وجسديا، ليس بوسعنا التحمل أكثر، إلى متى ستستمر هذه الحياة؟”.
وعرضت بدرية مأساة أطفالها الذين يبكون أمامها من الحر والجوع، وتقول: “منذ ثلاثة أيام لم نتذوق الخبز”، وتضيف وهي تشرح عملها على أمل إسكات جوع الأطفال: “في الصباح أطعمت الأولاد الحمص، فماذا يكفي الحمص لبطونهم؟”.
وقد شرحت هذه السيدة أيضا وضعها الصحي، فهي تعاني من أمراض ارتفاع الضغط والسكر، وتقول إنها تسقط يوميا من قلة الطعام.
أما هيام زايد، فروت قصتها بسبب شح الطعام، كيف تتناول مع بناتها الثمانية شوربة عدس بلا خبز، وتشرح وضعها الحالي في العيش بمناطق النزوح، بعد أن كانت تعيش في بيت مكون من ست غرف وحديقة جميلة، وتقول: “كنت سعيدة في بيتي، كنت أمرح فيه أنا وبناتي، كن يلعبن على سطح المنزل أو داخل الغرف، وكانت لدينا حديقة جميلة أمام المنزل، كنا نزرع ونأكل خيراتها، كنا نربي الدجاج، وبناتي كن سعداء جدا، كنا نطعمهن أفضل الطعام ونلبسهن أفضل الملابس”.
وتشير إلى أنها كانت تمتلك غسالة، ومطبخا مجهزا، وثلاجة مليئة بالخيرات، وتضيف: “أما الآن فقد تبدد كل شيء، لا طعام، ولا غسالة، ولا مشاعر”، وتحدثت عما أصابها من اكتئاب.
وتقول إن بناتها يرتدين الآن أسوأ الملابس، وتضيف وهي تشتكي من قلة الماء: “لا أجد وسيلة لجعلهن يستحممن، كنت أفتح صنبور الماء في المنزل، ينزل الماء للشرب أو الاستحمام، الآن نعيش في خيمة بين الرمال، أشعل النار للطهي بعدما كان لدي غاز، وأستعير أدوات الطهي”.
هذه السيدة قالت وهي تروي قصتها الأليمة بسبب الحرب: “ما ذنبنا فيما حدث ومن يتحمل المسؤولية؟ ما ذنبي وذنب أطفالي عندما ننزح من مكان إلى آخر ويموتون من الجوع؟”.