اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ١٦ تشرين الأول ٢٠٢٥
قال النائب الجزائري يوسف عجيسة، نائب رئيس اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة، إن اتفاق وقف حرب الإبادة الجماعية على القطاع يشوبه الحذر، مشددا في الوقت نفسه على أن المقاومة لم تنكسر.
وأضاف عجيسة لـ 'فلسطين أون لاين' أمس: 'تابعنا الاتفاق بحذر وفرح في آنٍ واحد'، مفسرا: 'حذر لأن الخطة في ظاهرها تحمل نَفَساً استغلالياً يضغط على المقاومة نحو الاستسلام، لكن الفرح لأنها قد تشكل مدخلاً لوقف الإبادة وبدء مرحلة جديدة من الصمود'.
وتابعت الأوساط العربية والدولية باهتمامٍ اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ في قطاع غزة مطلع الأسبوع الجاري، بعد حربٍ إبادة استمرت أكثر من عامين خلّفت دماراً واسعاً وآلاف الضحايا الفلسطينيين.
الاتفاق، الذي وُقّع بوساطة أمريكية وتركية ومصرية وقطرية وبرعاية الأمم المتحدة، جاء بعد ضغوطٍ سياسية متصاعدة على حكومة الاحتلال، وتحوّلٍ في المواقف الدولية عقب تقارير موثقة عن ارتكاب جرائم إبادة بحق المدنيين في القطاع.
ورغم الترحيب الشعبي الواسع في غزة، لا يزال الاتفاق يثير حذراً بين المراقبين، خصوصاً مع ربطه بخطة سياسية أمريكية ذات ملامح 'ترامبية'، تهدف إلى فرض ترتيبات أمنية جديدة على المقاومة مقابل وعود بإعادة الإعمار ورفع الحصار تدريجياً.
وقال عجيسة: إن 'ذكاء المقاومة في امتصاص الغرور الترامبي وتحويل المبادرة إلى فرصةٍ لإنهاء العدوان هو ما جعل من الخطة، التي بدت استسلامية في ظاهرها، بارقة أمل في واقعٍ أنهكته الحرب'.
وأكد أن المقاومة الفلسطينية 'لم تُهزم رغم عامين من الحصار والدمار'، موضحاً أن 'الذي انكسر هو صورة الكيان الصهيوني في الوعي العالمي، بعدما انكشف ظلمه وجرائمه أمام أعين الجميع'.
وأشار إلى أن الحرب أظهرت إرادة غير مسبوقة لدى الشعب الفلسطيني الذي 'دفع ثمناً باهظاً من دمائه وبيوته، لكنه لم يرفع الراية البيضاء'، مضيفاً: 'الاحتلال صبّ غضبه على المدنيين والبنية التحتية، لكنه فشل في كسر المقاومة أو استعادة أسراه، وهذا بحد ذاته معجزة في زمننا'.
وقال: 'هذا الشعب لا يشبه أي شعبٍ آخر، تمسكه بالأرض رغم الجراح يحق لكل الأمة أن تفخر به'.
ورأى النائب الجزائري أن 'المطلوب الآن هو التزام دولي حقيقي ببنود الاتفاق'، موضحاً أن وقف إطلاق النار 'لن يكون ذا معنى ما لم يتبعه انسحابٌ كامل لقوات الاحتلال، وإطلاق سراح جميع الأسرى الفلسطينيين ضمن صفقة شاملة تبيض السجون الإسرائيلية'.
ودعا عجيسة إلى 'تحركٍ عالمي يعيد إعمار غزة، ويضمن حق اللاجئين في العودة، والاعتراف بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس'، محذراً من 'غدر الاحتلال ونكثه للعهود كما فعل مراراً'.
كما وجّه انتقاداً لاذعاً للموقف العربي خلال العامين الماضيين، قائلاً:'57 دولة إسلامية و22 دولة عربية لم تستطع إدخال قارورة ماء إلى غزة، وأُغلقت المعابر، حتى معبر رفح أُقفل في وجه الجرحى والنازحين، فيما مُنعت أساطيل الحرية من الوصول. هذا تقصيرٌ تاريخي يجب أن يُراجع”.
وشدد على ضرورة استمرار 'الموجات التضامنية البرية والبحرية التي تشكّل اليوم درعاً أخلاقياً يردع الكيان عن العودة إلى الإبادة'.
وحول الدور الجزائري، أكد عجيسة أن بلاده 'لم تتوقف رسمياً ولا شعبياً عن دعم غزة، سواء عبر الجهود الإغاثية أو التحركات السياسية في مجلس الأمن'.
وأضاف: 'الجزائر رفعت صوتها عالياً ضد الإبادة، وواجهت شركاء الاحتلال في المحافل الدولية، وهي اليوم تتهيأ للمساهمة في إعادة إعمار غزة واستقبال الجرحى وإرسال الوفود الإنسانية'.
وختم النائب الجزائري حديثه بالتأكيد على أن 'العدالة وحدها يمكن أن تصون هذا الاتفاق'.
وطالب المؤسسات الدولية بأن تحاكم قادة الاحتلال على جرائمهم، فالإبادة التي ارتُكبت في غزة تهدد السلم العالمي برمته، وأفضل ما يمكن أن يقدمه العالم لنفسه هو إنهاء هذا الكيان العنصري وعودة فلسطين حرة مستقلة.