اخبار فلسطين
موقع كل يوم -شبكة مصدر الإخبارية
نشر بتاريخ: ٩ أيار ٢٠٢٥
القدس المحتلة – مصدر الإخبارية
قال ديمتري دلياني، عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، أن إطلاق اسم 'مركبات جدعون' على العملية العسكرية الإسرائيلية الابادية في غزة 'يمثل إعلان ميتافيزيقي يُنصّب الفتك الجماعي كفعل مقدّس، ويُعزز التحالف الصهيوني المريع بين النص التوراتي والسلاح الابادي.' وأضاف أن هذا الاختيار يُسقط القناع الأمني التقليدي الذي طالما حاولت دولة الاحتلال تبرير جرائمها به، ويستبدله بخطاب يحوّل المجازر إلى تجلٍّ 'للوعد الإلهي' بالمفهوم الصهيوني، ويدفع الجنود لارتكاب جرائم حرب بوصفهم وكلاء 'لمهمة دينية' لا جنودًا لدولة.
ولفت القيادي الفتحاوي إلى أن اختيار تسمية “مركبات جدعون” لا ينفصل عن السياق الأيديولوجي الذي يحكم البنية العقائدية للقرار السياسي والعسكري الإسرائيلي. إنها طقس إبادي يتغذى من الرواية التوراتية، ويُعيد إنتاج منطق 'الفتح الديني' حسب التفسيرات الصهيونية المُختلَقَة، حيث جرائم الإبادة تُقدّم كقربان إيماني. الجنود الذين يرتكبون هذه الأهوال يعتبرون انفسهم مُفعّلون بنص توراتي يُعيد تعريف الاحتلال كخلاص، ويشرعن المجازر كجزء من 'رسالة إلاهية'.
منذ بداية حرب الإبادة المتواصلة على غزة منذ تسعة عشر شهرًا، استشهد وجُرح وفُقد أكثر من 10% من سكان القطاع، بينما يواجه عشرات الآلاف من الأطفال دون سن الخامسة خطر الموت جوعًا. هذه ادلة على مشروع إبادي قائم على استراتيجية إنهاك جماعي تُنفَّذ بهدوء عقائدي ووضوح مَسّياني، دون رادع أو مساءلة.
ويؤكد دلياني: 'ما يشهده العالم هو عسكرة للدين اليهودي في أوضح تجلياته منذ عقود، بالإضافة إلى تدين مُسلّح يُدير الفتك باسم النص التوراتي، ويوظّف الرواية المقدسة بحسب الاعتقاد الصهيوني كغطاء للتطهير العرقي.'
وختم المتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح بالتأكيد على أن ما تُجسده حملة “مركبات جدعون” الابادية هو نواة أيديولوجية مُعلنة للإبادة، يُعاد فيها تعريف القتل الجماعي كسعي للخلاص، وتُبنى فيها شرعية إرهاب الدولة على قدسية التفسير الصهيوني للنص التوراتي. أما الصمت الدولي، فلا يُعد حيادًا، بل تواطؤًا يُضفي على هذا النموذج سُترة أخلاقية زائفة، تشرعن استمرار الجريمة ما دامت مكسوّة برداء 'مُقدس'.