اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ١٢ تشرين الأول ٢٠٢٥
تشهد غزة والمنطقة خلال الساعات المقبلة تطورات حاسمة نحو إنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين، مع بدء تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق تبادل الأسرى بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، بالتوازي مع التحضيرات لعقد قمة شرم الشيخ الدولية غدًا الاثنين لبحث مستقبل وقف إطلاق النار وإعادة إعمار القطاع.
وقالت مصادر قيادية في حركة المقاومة الإسلامية حماس بأن فصائل المقاومة أنهت إحصاء الأسرى الأحياء وتوزيعهم على نقاط داخل قطاع غزة تحضيرا لتسليمهم.
وأضاف المصدر، في حديث مع قناة الجزيرة، اليوم الأحد، بأن وفدي المقاومة والصليب الأحمر سيلتقيان الليلة للاتفاق على آلية تسليم أسرى الاحتلال، وأن عملية تسليم أسرى الاحتلال ستتم عبر 3 محاور مختلفة في قطاع غزة.
وقال المصدر في حماس، إن الحركة أجرت اتصالات مكثفة مع الوسطاء لتحسين قوائم الأسرى الفلسطينيين المقرر الإفراج عنهم.
وأشار إلى أن الوسطاء ما زالوا يعملون للتوصل إلى تسوية نهائية بشأن قوائم الأسرى رغم رفض الاحتلال، وذلك في أعقاب الأنباء الواردة عن تعنت إسرائيلي على بعض أسماء قادة الحركة الأسيرة.
وأضاف القيادي في الحركة بأن فصائل المقاومة جددت التزامها بالإفراج عن أسرى الاحتلال وفق الإطار الزمني المتفق عليه.
وفي وقت سابق، أعلن مكتب إعلام الأسرى الفلسطيني وجود عقبات معقدة لا تزال تحول دون الإعلان الرسمي عن قوائم الأسرى المفرج عنهم ضمن صفقة التبادل، والتي تشمل أسرى قطاع غزة والنساء والأطفال.
وأوضح المكتب أن الجهود تُبذل على مدار الساعة لتجاوز هذه العقبات واستكمال الإجراءات المطلوبة، وأكد أن الإعلان عن الأسماء وتفاصيل الصفقة كافة سيتم فور انتهاء المباحثات واعتماد القوائم النهائية حتى آخر اسم.
وأكد عضو المكتب السياسي لحركة حماس حسام بدران أن الحركة ملتزمة بالجدول الزمني المتفق عليه ضمن اتفاق شرم الشيخ، موضحًا أن تسليم الأسرى الأحياء سيتم غدًا الاثنين وفق الترتيبات المقررة، في حين يجري التنسيق بخصوص جثامين المحتجزين الذين استُشهدوا في ظروف القتال والقصف.
وبيّن بدران أن المقاومة قدّمت قوائم تضم نحو ألفي أسير فلسطيني بينهم 1700 من غزة، إلى جانب قيادات وطنية بارزة مثل مروان البرغوثي وأحمد سعدات، مؤكدًا أن الحركة تسعى لضمان الإفراج عن أكبر عدد ممكن من الأسرى في هذه المرحلة.
وشدّد على أن الصفقة تأتي ضمن رؤية وطنية شاملة تهدف إلى إنهاء الاحتلال واستعادة الحقوق الفلسطينية كاملة، موضحًا أن سلاح المقاومة باقٍ ما دام الاحتلال قائمًا، وأن ملفه سيُناقش فلسطينيًا ضمن توافق وطني.
وفي الجانب السياسي، تتجه الأنظار إلى مدينة شرم الشيخ المصرية التي تستضيف غدًا قمة دولية موسعة بمشاركة أكثر من عشرين زعيمًا، بينهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس التركي رجب طيب أردوغان والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.
ووفق مصادر دبلوماسية، ستبحث القمة تثبيت وقف إطلاق النار بشكل دائم، وترتيبات إعادة إعمار غزة ورفع الحصار بالكامل، إلى جانب مناقشة الضمانات الدولية لإنهاء الحرب بشكل نهائي وبدء مسار سياسي جديد يضمن حق الفلسطينيين في الحرية والاستقلال.
ويرى مراقبون أن تزامن عملية تبادل الأسرى مع القمة الدولية يمثل نقطة تحول محورية، إذ تضع غزة في قلب التحرك السياسي الإقليمي والدولي، وتفتح الباب أمام مرحلة جديدة عنوانها إنهاء العدوان وترسيخ الحقوق الفلسطينية بعد 735 يومًا من الإبادة والحصار والدمار.