اخبار فلسطين
موقع كل يوم -سما الإخبارية
نشر بتاريخ: ٢٩ تشرين الأول ٢٠٢٥
شن الجيش الإسرائيلي مساء الثلاثاء، بتوجيه من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، غارات على غزة أوقعت بحسب الدفاع المدني في القطاع 40 شهيدا على الأقل، في تصعيد أتى بعد اتهام دولة الاحتلال حركة حماس بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار.
وبينما نفت الحركة هذه الاتهامات، قال نائب الرئيس الأميركي جاي دي فانس إن وقف إطلاق النار الساري منذ 10 تشرين الأول/أكتوبر، ما زال ثابتا رغم وقوع بعض “المناوشات”.
وأعلن الدفاع المدني في غزة لوكالة فرانس برس فجر الأربعاء أنّ 59 فلسطينيا على الأقلّ استشهدوا وعشرات آخرين أصيبوا بجروح في غارات إسرائيلية استهدفت أنحاء متفرقة من القطاع الثلاثاء.
وقال الناطق باسم الجهاز محمود بصل إنّ “حصيلة غارات الاحتلال على قطاع غزة هي 59 شهيدا على الأقلّ وعشرات الجرحى، وما زالت طواقمنا تعمل على انتشال الشهداء والإصابات من تحت الركام”.
وأتى هذا التصعيد بعدما أمر نتنياهو الجيش بشنّ “غارات قوية” على القطاع، متهّما حماس بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرم بناء على مقترح الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وكان مكتب نتنياهو أفاد في بيان بأنه “عقب المشاورات الأمنية، وجّه رئيس الوزراء نتنياهو الجيش بتنفيذ غارات قوية وفورية على قطاع غزة”.
بدوره، اتهم وزير الحرب الإسرائيلي يسرائيل كاتس حماس بمهاجمة قواته، متوعدا إياها بدفع “ثمن باهظ”.
وأفاد كاتس في بيان “ستدفع منظمة حماس الإرهابية ثمنا باهظا لهجومها على جنود الجيش الإسرائيلي في غزة ولانتهاكها الاتفاق الخاص بإعادة جثامين الرهائن”، معتبرا أن “هجوم حماس اليوم على جنود الجيش الإسرائيلي في غزة يُعد تجاوزا حاد لخط أحمر”.
ونفت حماس في بيان هذا الاتهام.
وقالت “تؤكد حركة حماس بأنه لا علاقة لها بحادث إطلاق النار في رفح، وتؤكد التزامها باتفاق وقف إطلاق النار”.
وكانت الحركة اتهمت في وقت سابق اسرائيل بارتكاب “خروقات” للهدنة، وأعلنت إرجاء عملية تسليم جثة رهينة كانت مقررة مساء الثلاثاء.
وأظهرت لقطات لفرانس برس من منطقة خان يونس بجنوب القطاع عددا من عناصر حماس ملثمين وهم يخرجون من نفق حاملين جثة ملفوفة بكيس بلاستيكي أبيض يعتقد أنها رفات الرهينة الذي كانت حماس تخطط لتسليمه.
إلا أن كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحماس، عادت وأعلنت مساء الثلاثاء أنها سترجئ تسليم الرفات “بسبب خروقات الاحتلال”، محذّرة من أن “أي تصعيد صهيوني سيعيق عمليات البحث والحفر وانتشال الجثامين مما سيؤدي لتأخير استعادة الاحتلال لجثث قتلاه”.
وأوضحت القسام ليل الثلاثاء-الأربعاء أنّها “تمكّنت من انتشال جثتي” رهينتين إسرائيليين خلال عمليات البحث التي جرت الثلاثاء.
وأعلنت إسرائيل الثلاثاء أن أجزاء من الرفات الأخير الذي أعادته حماس ليل الاثنين بموجب اتفاق وقف إطلاق النار، تعود إلى رهينة سبق أن استعاد جيش الاحتلال جثمانه من القطاع.
وكانت حماس سلّمت ليل الاثنين ما قالت إنه الجثمان السادس عشر من بين 28 جثمانا لرهائن كانوا محتجزين لديها ووافقت على إعادتهم بموجب اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم بوساطة أميركية ومصرية وقطرية، ودخل حيز التنفيذ في العاشر من تشرين الأول/اكتوبر الجاري.
وأظهرت الفحوص الجنائية الإسرائيلية أن ما سلّمته حماس كان بقايا رفات رهينة سبق أن أعاد الجيش جثمانه قبل حوالى عامين في عملية عسكرية، وفقا لبيان صادر عن مكتب نتنياهو.
اتهم الجيش الإسرائيلي الثلاثاء حماس بـ”التضليل” في عملية البحث عن رفات رهينة كان محتجزا في غزة. وقال في بيان إنه تمّ “توثيق عدد من عناصر حماس وهم يخرجون بقايا جثة من داخل مبنى أعد مسبقًا ويقومون بدفنها في مكان قريب”، مرفقًا ذلك بمقطع فيديو من مسيّرة قال إنه يوثق العملية.
من جهتها، قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر لفرانس برس إن فريقها حضر الى الموقع “بحسن نية” بناء على طلب من حماس، مضيفة أنه “لم يكن على علم بأن شخصا متوفى وُضع هناك قبل وصولهم، كما يظهر في اللقطات المصورة”.
واعتبرت أنه “من غير المقبول أن تمثَّل عملية انتشال (جثة) فيما يتوقف الكثير على التزام هذا الاتفاق وفيما لا تزال العديد من العائلات تنتظر بفارغ الصبر أخبارا عن أحبائها”.
– خشية من عودة الحرب –
ويسري في القطاع منذ 10 تشرين الأول/أكتوبر، اتفاق لوقف إطلاق النار أبرم بناء على مقترح لترامب. وشملت المرحلة الأولى من الاتفاق وقف الأعمال القتالية وإطلاق سراح 20 رهينة إسرائيليا لقاء الافراج عن مئات المعتقلين الفلسطينيين.
وأعرب وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو الثلاثاء عن أسفه “لاستئناف العمليات العسكرية” في غزة داعيا جميع الأطراف إلى احترام الاتفاق.
وقبل الضربات الليلية، عبّر سكان في القطاع عن خشيته من عودة الحرب، مثل عبد الحي الحاج أحمد (60 عاما) الذي عاد الإثنين إلى منزله في مخيم جباليا حيث وجد كل المنازل مدمرة.
وقال لفرانس برس “خائف جدا أن ترجع الحرب، الآن يتهمون حماس أنها تماطل وهذه ذريعة لعودة التصعيد والحرب”.
واتهم وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير حماس بالتلاعب وتأخير تسليم بقية الرفات، مطالبا بالقضاء على الحركة بالكامل.
وانضم وزير المال بتسلئيل سموطريتش إلى المطالبين بالتحرك ضد حماس ودعا إلى إعادة اعتقال كل الفلسطينيين الذين أفرج عنهم في اتفاقية التبادل الأخيرة مع إسرائيل، كإجراء عقابي.
وخطف إبان هجوم حماس على جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول/اكتوبر 2023، 251 شخصا، أُفرج عن معظمهم أو اُنقذوا أو استُعيدت جثامينهم قبل اتفاق وقف إطلاق النار الأخير.
وأسفرت الحملة العسكرية الإسرائيلية ردا على هجوم حماس عن استشهاد ما لا يقل عن 68531 فلسطينيا، وفقا لبيانات وزارة الصحة في القطاع، والتي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.
فيما ادعت صحيفة “معاريف” العبرية (خاصة) أن الساعات الأخيرة شهدت تبادلا كثيفا لإطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي وعناصر من حركة “حماس” في حي الجنينة شرق رفح.
ولاحقا، أمر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بحسب بيان صادر عن مكتبه، الجيش بشن “هجمات قوية بشكل فوري على قطاع غزة”.
ونفت “حماس”، في بيان، علاقتها بإطلاق النار في رفح، وأكدت التزامها باتفاق وقف إطلاق النار، وأن القصف الإسرائيلي انتهاك صارخ للاتفاق، و “يؤكّد الإصرار على انتهاك بنود الاتفاق ومحاولة إفشاله”.
ودعت الوسطاء الضامنين للاتفاق إلى “التحرّك الفوري للضغط على الاحتلال، وكبح تصعيده الوحشي ضد المدنيين في قطاع غزة، ووقف انتهاكاته الخطيرة لاتفاق وقف إطلاق النار، وإلزامه ببنوده كافة”.
وفي 10 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، توصلت “حماس “وإسرائيل لاتفاق تبادل أسرى ووقف إطلاق النار، بوساطة مصر وقطر وتركيا ورعاية الرئيس الامريكي دونالد ترامب ضمن خطها وضعها تتضمن عدة مراحل.
ومنذ ذلك التاريخ وحتى الثلاثاء قبل غارات المساء، ارتكبت إسرائيل 125 خرقا للاتفاق، أسفر عن استشهاد 94 فلسطينيا وإصابة 344 آخرين واعتقال 21، وفق المكتب الإعلامي الحكومي بغزة.
فيما خلّفت حرب الإبادة الإسرائيلية بدعم أمريكي، منذ 8 أكتوبر 2023، 68 ألفا و531 شهيدا فلسطينيا، و170 ألفا و402 جرحى، معظمهم أطفال ونساء، مع تكلفة إعادة إعمار قدرتها الأمم المتحدة بنحو 70 مليار دولار.

























































