اخبار فلسطين
موقع كل يوم -وكالة شهاب للأنباء
نشر بتاريخ: ٢٧ نيسان ٢٠٢٥
خاص - شهاب
في الوقت الذي ترتكب فيه آلة الحرب 'الإسرائيلية' المجازر المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، تتكشّف يوماً بعد يوم أوجه التحالف الإعلامي القذر بين الاحتلال وأذرعه الناطقة بالعربية، وعلى رأسها المتحدث العسكري باسم جيش الاحتلال 'أفيخاي أدرعي'، مع منصات إعلامية ونشطاء محسوبين على حركة 'فتح' والسلطة، فيما بات يُعرف بين الفلسطينيين باسم 'خلية أفيخاي'.
هذه الخلية تعمل على ترويج روايات الاحتلال الكاذبة حول استهداف المستشفيات في غزة، بزعم استخدامها من قبل المقاومة الفلسطينية لأغراض عسكرية، بما يوفّر مبرراً دعائياً واستباقياً لجرائم القصف التي طالت معظم المرافق الصحية في القطاع.
آخر فصول هذا التحريض كان عبر قناة 'عودة' التابعة لحركة فتح، التي زعمت تعليق العمل في مستشفى الأمل بخانيونس بسبب ما سمّته 'سيطرة حماس على غرف الجراحة'، وهي رواية باطلة تماماً نفتها جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بشكل قاطع، مؤكدة أن أقسام الطوارئ والعناية والعمليات في مستشفى الأمل تعمل بشكل طبيعي دون أي تدخلات خارجية.
لكن اللافت أن المنشور المضلل حاز على مشاركة وتفاعل من أفيخاي أدرعي نفسه، في تأكيد واضح على حالة التناغم بين بعض الجهات الإعلامية الفلسطينية والمنصات الناطقة باسم الاحتلال، في تبرئة الجاني وتحميل الضحية مسؤولية القصف والدمار.
تحريض ليس جديدًا
هذا النمط من التحريض ليس جديداً، فقد سُبق باستهدافات كارثية لمستشفيات عدة أبرزها:
* المستشفى المعمداني في مدينة غزة: الذي تعرّض لقصف مباشر رغم كونه أحد أقدم المؤسسات الصحية وأكثرها ازدحاماً بالمرضى والكوادر الطبية.
* مستشفى الشفاء: أبرز مستشفيات القطاع وأكثرها حيوية، كان هدفاً مباشراً لعدة غارات.
* مستشفى ناصر في خانيونس: تعرض لتدمير ممنهج ضمن خطة الاحتلال لتفكيك المنظومة الصحية.
* مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح: أصيب مراراً رغم نداءات الطواقم الطبية وتوثيق وجود المرضى داخله.
واليوم، يُعاد السيناريو ذاته عبر تحريض مماثل يستهدف مستشفى الأمل، لتبرير أي عدوان مستقبلي عليه. هذا في وقت وصل فيه العجز الدوائي في غزة إلى مستويات كارثية وفق بيانات وزارة الصحة، مع نفاد 37% من الأدوية الأساسية و59% من المستلزمات الطبية.
تعليقات ورفض
وعقّب الصحفي الفلسطيني يوسف أبو وطفة قائلا: 'هل بلغ الخلاف السياسي مرحلة التساوق في الخطاب الإعلامي مع الدعاية الإسرائيلية، علماً أن الاحتلال استهدف اليوم المستشفى الكويتي، وتسبب ذلك في شهداء وجرحى من الطواقم العاملة فيها، وقبل يومين فقط المستشفى المعمداني، علماً أن الهلال الأحمر نفى إغلاق مستشفى الأمل التابعة له'.
كما علّق الصحفي يحيى اليعقوبي: 'كل من يظهر اسمه على صفحة أفيخاي أدرعي الذي يتنفس الكذب، بالطبع هو قدم خدمة مجانية قائمة على الكذب، فصفحته لا تقبل إلا بكل ما هو كاذب ويخدم الرواية الإسرائيلية'.
وأضاف: القناة المسماة 'عودة' عنوةً، والمسماة بقناة تلفزيونية ليس لها أي دور في إظهار مظلومية الشعب، تعطي الاحتلال – بخبر مفبرك – مولود من رحم الخصومة والحقد، هدية مجانية ويقول خبر القناة 'تعليق الدوام بمستشفى الأمل بعد سيطرة حماس على قسم الجراحة' وهو ما نفته إدارة جمعية الهلال الأحمر التي تدير المشفى وأكدت أن المشفى لم يغلق، بالتالي يكون خبر القناة مجرد إشاعة تستوجب الملاحقة القانونية من ناحية قضائية.
وتابع اليعقوبي: 'المثير أن الخبر يأتي في ظل حالة غضب عالمي بعد قصف الاحتلال للمستشفى الأهلي المعمداني'، مردفا: ' قناة عودة ارتكبت خطيئة وطنية وإعلامية وإنسانية، الأصل أن تقوم نقابة الصحفيين والأطر الصحفية وكافة الصحفيين بمقاطعتها، ليس لنشرها الخبر الكاذب والذي نفته جمعية الهلال الأحمر والذي أكدت أن المشفى لم يغلق، بل أنها تعطي الاحتلال شرعية لاستهداف المستشفيات، لذلك نشر أدرعي الخبر، بضحكته العريضة'.
استهداف 36 مستشفى
بيانات رسمية صادرة عن المكتب الإعلامي الحكومي بغزة وثّقت استهداف الاحتلال لـ 36 مستشفى بالقصف أو الحرق أو التدمير الكامل منذ بداية الحرب، ما يكشف نية واضحة لإبادة القطاع الصحي وتجريد الفلسطينيين من حقهم في الحياة والرعاية.
في السياق ذاته، أكد المكتب الإعلامي في بيان رقم (793) أن روايات الاحتلال حول 'استخدام المستشفيات لأغراض عسكرية' روايات باطلة، تُستعمل كغطاء دعائي للتغطية على جرائم الحرب، كما حدث في مجزرة المستشفى المعمداني.
وأمام هذا التواطؤ الإعلامي الخطير، تُطالب جهات حقوقية وصحية فلسطينية بوقف ترويج هذه الأكاذيب التي تُستخدم كذريعة لتبرير المجازر، داعين إلى فتح تحقيق دولي عاجل ووقف استهداف المرافق الإنسانية والطبية.
ختاماً، فإن استمرار بعض الجهات المحسوبة على السلطة في التقاطع مع رواية الاحتلال، والتحريض على المستشفيات وترويج الأكاذيب بحق الطواقم الطبية، يُعد خيانة علنية لأبناء الشعب الفلسطيني، وشراكة مباشرة في تبرير الإبادة الجماعية التي تتعرض لها غزة. وفق ما يرى نشطاء فلسطينيون عبر مواقع التواصل الاجتماعي.