اخبار فلسطين
موقع كل يوم -وكالة شمس نيوز
نشر بتاريخ: ٢١ أب ٢٠٢٥
كشف أنتوني أغيلار، الضابط الأمريكي السابق في مؤسسة غزة الإنسانية، أن المؤسسة تمارس دورا أمنيا واستخباريا تحت غطاء العمل الإنساني في قطاع غزة، بهدف تجنيد مواطنين للتعاون مع أجهزة الأمن الإسرائيلية.
وقال أغيلار للجزيرة مباشر، إنه خلال الفترة التي عمل فيها في القطاع بين 24 مايو/أيار و13 يونيو/حزيران، لم يشهد أي وجود مسلح أو تهديد من الفلسطينيين، مؤكدا أن استخدام القوة ضد المدنيين العزل غير مبرر ويشكل خرقا للقانون الدولي.
دور أمني واستخباري
وكشف أغيلار، عن جوانب مثيرة للجدل حول عمل المؤسسة في قطاع غزة، موضحا أنها تمارس دورا أمنيا واستخباريا تحت غطاء العمل الإنساني، وتسعى لتجنيد المواطنين للتعاون مع أجهزة الأمن الإسرائيلية.
وقال أغيلار إن التهديدات التي يروج لها ممثلو المؤسسة “لا تبرر إطلاق النار أو استخدام القوة العشوائية ضد المدنيين العزل”.
وأضاف أن استخدام القنابل الصوتية، ورذاذ الفلفل، والغاز المسيل للدموع، وإطلاق النار على المدنيين العزل، لا يمكن تبريره تحت أي ظرف، حتى في وجود تهديد محتمل، مشيرا إلى أن التركيز على هذه التهديدات “محاولة لإلهاء الرأي العام عن القضية الأساسية”، وهي استهداف المدنيين الفلسطينيين العزل.
خدمة أهداف الاحتلال
وأوضح الضابط السابق أن المؤسسة تعمل بشكل وثيق مع الجيش الإسرائيلي وشركة “يوجي سوليوشنز”، وأن دورها الفعلي يركز على “دعم الحكومة الإسرائيلية في السيطرة على سكان قطاع غزة وإجبارهم على الانتقال إلى الجنوب”.
وأضاف أن طرائق توزيع المساعدات وطرق إدخالها تخدم أهداف الاحتلال، حيث تسيطر المؤسسة على نقاط توزيع المساعدات، وتحدد المسارات التي تمر بها الشاحنات، مما يجعل وصول الطعام والماء محدودا وغير كاف للمدنيين.
وأكد أغيلار أن العمل الذي قامت به المؤسسة أدى إلى “مقتل عدد كبير من الفلسطينيين حول مراكز التوزيع”، مضيفا أن استهداف المدنيين العزل لأغراض السيطرة على الحشود أو إجبارهم على التحرك في اتجاه محدد “يشكل جريمة حرب”.
كما أشار إلى أن المؤسسات الدولية الأخرى مثل الأمم المتحدة تحاول إيصال المساعدات عبر معابر متعددة، بينما المؤسسة الأمريكية تركز على معبر كرم أبو سالم فقط، ما يعكس توجهها لتقييد وصول المساعدات والتحكم بها لصالح الاحتلال.
تهديدات سائقي الشاحنات
وتطرق أغيلار إلى مسألة التهديدات المستمرة ضد سائقي الشاحنات والعاملين في إدخال المساعدات، متوقعا استمرار محاولات الجنود الإسرائيليين لتعطيل أو منع وصول المساعدات الإنسانية، مؤكدا أن الهدف الحقيقي لإسرائيل هو “تجويع الفلسطينيين ومنعهم من الحصول على الطعام”، مشددا على أن المؤسسة تعمل كأداة لتنفيذ هذا الهدف.
وحول الملاحقة القانونية لمؤسسة غزة الإنسانية، أشار أغيلار إلى أنه يتوقع أن يواجه العاملون فيها، بما في ذلك موظفو “سيف ريتش سوليوشن” و”يوجي سوليوشنز”، اتهامات بالمشاركة في جرائم حرب، بسبب مواقع توزيع المساعدات وطبيعة عملها القريب من مناطق القتال، وهو ما أدى إلى وقوع ضحايا مدنيين.
مساعدات غير كافية
وأضاف أن المؤسسة لم تكن مستقلة كما وعد العاملون بها، بل كانت جزءا من آلية لدعم الجيش الإسرائيلي والسيطرة على السكان، رغم ما قيل للعاملين بأنها عملية مستقلة وحيادية.
وأكد أغيلار أن كمية المساعدات الغذائية التي تدخل القطاع غير كافية، وأن المؤسسة لا تضمن توفير الماء أو الغذاء بالقدر الكافي، وهو ما يخالف “بروتوكول 86” من اتفاقية جنيف الذي ينص على توفير الطعام والماء للشعوب المحتلة والمهددة.
وذكر بأن الجيش الإسرائيلي يحتل قطاع غزة منذ سنوات، ويتحمل مسؤولية حماية المدنيين، وعدم قيامه بذلك يعدّ خرقا للقانون الدولي وجريمة حرب، مشيرا إلى أن المؤسسة متواطئة في هذه الجرائم بشكل مباشر وغير مباشر.
تجنيد المواطنين
وكانت وزارة الداخلية الفلسطينية والأمن الوطني في قطاع غزة قد أصدرت تحذيرا للمواطنين بعدم تقديم أي بيانات شخصية أو صور لما يعرف باسم “مؤسسة غزة الإنسانية”، مؤكدة أن عملها يتم تحت إشراف الاحتلال الإسرائيلي المباشر.
وذكرت الوزارة أن المؤسسة الأمريكية تمارس دورا أمنيا واستخباريا ضمن “النظام الجديد” الذي أطلقته، تحت غطاء العمل الإنساني، وتعمل على تجنيد المواطنين للتعاون مع الأجهزة الإسرائيلية.
هندسة التجويع
وأضاف البيان أن المؤسسة تسعى لتجاوز المنظومة المعتمدة لتقديم المساعدات عبر المؤسسات الدولية مثل وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا)، وتتماهى مع سياسة الاحتلال في “هندسة التجويع” عبر ربط المساعدات بمسالك خطرة تهدد حياة المدنيين، ودعت الوزارة المجتمع الدولي إلى الضغط لتقليص دور هذه المؤسسة وإعادة تفعيل عمل المنظمات الأممية، وحثت المواطنين على عدم التعاون معها حفاظا على سلامتهم.