اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ٣٠ أيار ٢٠٢٥
رغم وعود الجيش الإسرائيلي بـ'بذل كل ما في وسعه' لتجنيب الأسرى الإسرائيليين في غزة ويلات المعركة، فإن الواقع الميداني يكشف عكس ذلك تمامًا، كما بيّن تحقيق استقصائي نشرته صحيفة هآرتس العبرية، الجمعة.
التحقيق، الذي استند إلى مصادر عسكرية وشهادات أسرى أُفرج عنهم من غزة، أكد أن العمليات العسكرية الإسرائيلية المباشرة كانت السبب في مقتل ما لا يقل عن 20 أسيرًا إسرائيليًا وتهديد حياة 54 آخرين، منذ بدء الحرب على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
من أبرز الحوادث، غارة جوية وقعت في 7 أبريل/نيسان 2025، استهدفت مبنى يقع فوق نفق كان يُحتجز فيه الأسيران إيدان ألكسندر ومتان زانغوكر. وعلى الرغم من نجاتهما بأعجوبة، فإن الحادثة كشفت عجزًا استخباريًا خطيرًا، حيث لم تكن لدى الجيش معلومات مؤكدة عن موقع الأسيرين.
وقال مصدر عسكري للصحيفة: 'عندما لا توجد معلومات عن وجود أسرى، تُنفّذ الغارة'، مضيفًا: 'كلما زادت الضربات، زاد خطر قتلهم'.
ليست الغارات الجوية وحدها من تسببت بسقوط الأسرى. ففي حادثة مروعة، قُتل ثلاثة أسرى — هم ألون شامريز وسامر طلالقة ويؤاف حاييم — برصاص وحدة غولاني الإسرائيلية، بعدما خرجوا عراة رافعين رايات بيضاء، على أمل أن يتم إنقاذهم، دون علم الجنود بوجود أسرى في المنطقة.
كما قُتل ستة أسرى آخرين في فبراير الماضي في خان يونس، بعد استهداف طائرات الاحتلال نفقًا كانوا داخله، مما أدى إلى اختناقهم بغازات سامة.
التحقيق سلط الضوء على حالة الرعب التي عاشها الأسرى من الغارات الإسرائيلية أكثر من خوفهم من الأسر ذاته. فقد روت المحررة نُوعاما ليفي كيف كانت تصلي كل مرة تسمع فيها صفارات القصف، ووصفت كيف نجا جميع من معها بعد انهيار سقف المنزل الذي كانوا فيه.
في المقابل، تعمّق صمت الجيش والحكومة الإسرائيلية حالة الغضب لدى عائلات الأسرى، التي اعتبرت أن أبناءها أصبحوا ورقة سياسية يُضحّى بها من أجل تماسك الائتلاف الحاكم.
وقالت إيناف زانغوكر، والدة أحد الأسرى: 'لقد تُرك الأسرى لمصيرهم... القصف مستمر على أماكن يُحتمل وجودهم فيها، لتحقيق أهداف سياسية وعسكرية'.
جيش 'أعمى' ومخابرات متهالكة
بحسب مصادر عسكرية للصحيفة، فإن الجيش الإسرائيلي يعتمد على معلومات استخبارية 'لحظية' غالبًا ما تفقد صلاحيتها بسرعة بسبب نقل الأسرى بين المواقع. وهو ما يجعل الجيش 'أعمى' — حسب تعبيرهم — في اتخاذ قرارات دقيقة.
ميراف سفيرسكي، شقيقة الأسير القتيل إيتاي، قالت إن المسؤولين العسكريين اعترفوا بعدم علمهم بوجود أسرى في مواقع مستهدفة.
وتؤكد التحقيقات أن هناك حالات عديدة تم فيها تعديل أو إلغاء غارات لاحقًا بعد الحصول على معلومات متأخرة — لكنها لم تكن كافية لإنقاذ من قُتل.
وتقدر إسرائيل عدد أسراها في غزة بـ58 أسيرا منهم 20 أحياء، في حين يقبع بسجونها أكثر من 10 آلاف و100 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
وتتهم المعارضة الإسرائيلية وعائلات الأسرى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو -الصادرة بحقه مذكرة اعتقال من المحكمة الجنائية الدولية– بمواصلة الحرب استجابة للجناح اليميني الأكثر تطرفا في حكومته، لتحقيق مصالحه السياسية الشخصية، ولا سيما استمراره في السلطة.
وترتكب إسرائيل بدعم أميركي مطلق -منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023- حرب إبادة جماعية على غزة خلفت أكثر من 177 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.