اخبار فلسطين
موقع كل يوم -شبكة مصدر الإخبارية
نشر بتاريخ: ٢٣ تموز ٢٠٢٥
واشنطن – مصدر الإخبارية
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب التوصل لاتفاق تجاري 'ضخم' مع اليابان، بعد ساعات من إعلانه التوصل لاتفاقات مع شركاء تجاريين آخرين.
وبحسب منشور على منصته 'تروث سوشيال'، أفاد الرئيس الأميركي بأن اليابان ستفتح حدودها أمام سلع أميركية من بينها السيارات والشاحنات والأرز ومنتجات زراعية أخرى، كما ستدفع اليابان رسوماً بنسبة 15% على صادراتها إلى الولايات المتحدة.
السيارات في قلب معركة الرسوم
كان كبير المفاوضين اليابانيين ريوسي أمازاوا يسابق الزمن لمحاولة التوصل إلى اتفاق تجاري قبل الأول من أغسطس، وهو الموعد الذي يُنتظر فيه أن ترتفع الرسوم الجمركية الشاملة على صادرات اليابان إلى الولايات المتحدة من 10% إلى 25%.
أبرز نقاط الخلاف بين البلدين تمثلت في الرسوم الجمركية المنفصلة البالغة 25% على واردات السيارات اليابانية إلى الولايات المتحدة، إذ تلحق أضراراً بالغة بقطاع السيارات الذي يُعد حجر الأساس في الدولة الآسيوية. في المقابل، اتهم ترامب طوكيو بفرض حواجز غير جمركية تقيّد واردات السيارات الأميركية بشكل غير عادل إلى السوق اليابانية.
وقد ركّز ترامب مراراً على تجارة السيارات، منتقداً اختلالات الميزان التجاري مع اليابان. ويُشكل السيارات وقطع غيار السيارات حوالي 80% من فائض اليابان التجاري مع الولايات المتحدة.
رغم أن الاتفاق لم يوضح ما إذا كانت السيارات وقطع الغيار اليابانية ستُستثنى من رسوم جمركية منفصلة بنسبة 25%، إلا أن مسؤولاً كبيراً في إدارة ترامب قال لاحقاً إن الرسوم عليها ستصل إلى 15%.
وقفزت أسهم شركات صناعة السيارات اليابانية في طوكيو، حيث ارتفع سهم شركة 'تويوتا موتور' بأكثر من 11%. وتذبذب الين في التعاملات المبكرة في طوكيو، قبل أن يرتفع مجدداً. وارتفعت الأسهم اليابانية على مؤشر 'توبكس' القياسي بنسبة 2.6%، بينما ارتفعت العقود الآجلة للأسهم الأميركية بشكل طفيف.
كما أشار ترامب إلى أن اليابان ستقوم باستثمار 550 مليار دولار في الولايات المتحدة، 'التي ستحصل على 90% من الأرباح'، وفق تعبيره.
ترامب لفت أيضاً إلى أن الولايات المتحدة ستقوم بتأسيس مشروع مشترك مع اليابان في ولاية ألاسكا لتصدير الغاز المسال، من دون إعطاء مزيد من التفاصيل.
أنباء عن عزم رئيس الوزراء الاستقالة
أشارت تقارير إعلامية محلية إلى أن رئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا يربط مستقبله بتطورات المحادثات مع واشنطن، بعد خسارة ائتلافه الحاكم أغلبيته في مجلس الشيوخ.
وقال إيشيبا إنه لا يزال بحاجة لأن يدرس تفاصيل الاتفاق التجاري قبل أن يعلّق عليه، مضيفاً للصحفيين في طوكيو إنّه 'بالنسبة لنتائج المفاوضات، فلا يمكنني مناقشتها إلا بعد دراسة تفاصيلها وتفاصيل الاتفاق بعناية'.
وتابع: 'كحكومة، نعتقد أنّ (الاتفاق) سيحمي المصالح الوطنية'.
في سياق متصل، أفادت صحيفة 'ماينيتشي' اليابانية، بأن إيشيبا الذي يواجه صعوبات سياسية، قرر التنحي عن منصبه بحلول أغسطس، نظراً لنتائج انتخابات مجلس الشيوخ.
وأضافت الصحيفة أنه أبلغ المقربين منه بقراره، وذلك بعد وقت قصير من الإعلان عن الاتفاق التجاري.
شهدت اليابان انتخابات مجلس الشيوخ يوم الأحد، مما أضعف موقف إيشيبا المحلي بشكل كبير. وأشار رئيس الوزراء إلى محادثات التجارة كأحد أسباب حاجته للبقاء في منصبه، لكن التوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة سيمهد الطريق على ما يبدو أمامه للتنحي بعد هزيمة تاريخية في الانتخابات.
بعد خسارة الانتخابات، انخفض دعم إدارة إيشيبا بشكل حاد، حيث أظهر استطلاع رأي رئيسي أن معدل تأييده أعلى بقليل من 20%، وهو مستوى يُعتبر منخفضاً بشكل خطير بالنسبة لإدارة في السلطة.
اتفاقات مع دول أخرى
كان ترامب قد أعلن التوصل لاتفاقات مع إندونيسيا والفلبين اليوم. بموجب الاتفاقات المعلنة، فإن الرسوم التي ستظل مفروضة على جاكرتا ستصل إلى 19%، وهو مستوى أقل من المعدل الذي هدد به ترامب سابقاً عند 32%.
وبموجب هذا الاتفاق، فإن إندونيسيا ستزود الولايات المتحدة بالمعادن الحرجة الثمينة، كما ستوقع صفقات ضخمة، بقيمة عشرات مليارات الدولارات، لشراء طائرات بوينغ ومنتجات زراعية أميركية وطاقة أميركية'، وفقاً لمنشور سابق لترامب.
وأشار مسؤول أميركي لـ'بلومبرغ' إلى أن إندونيسيا ستلغي أيضاً جميع التدابير غير الجمركية المفروضة على السلع الأميركية، كما ستتخلى عن محاولة فرض ضرائب على تدفق البيانات والدعم، وهي خطوة كان من الممكن أن تضر بشركات التكنولوجيا الأميركية.
من جهتها، ستدفع الفلبين رسوماً على صادراتها بنسبة 19%، وفقاً لمنشور آخر لترامب لم يوضح فيه تفاصيل الاتفاق. ولكنه أشار إلى أن البلاد ستعتمد سياسة 'الحدود المفتوحة' بالنسبة للبضائع الأميركية، ما يعني أنها لن تفرض أي رسوم على هذه البضائع.
كان ترامب وعد بعشرات الصفقات عندما أوقف فرض الرسوم الجمركية المرتفعة في أبريل. ويبذل فريقه الآن جهوداً جديدة للدفاع عن موقفه التفاوضي باعتباره مفيداً للمصنعين الأميركيين.