"الأمريكيون يتخلّون عن إسرائيل".. تحولات غير مسبوقة في المزاج السياسي الأمريكي

واشنطن - قدس الإخبارية: نشرت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية تقريرًا لمراسلها في نيويورك، دانيال أديلسون، جاء فيه أنّ: دولة الاحتلال الإسرائيلي باتت أكثر اعتمادًا على الولايات المتحدة من أي وقت مضى، غير أن هذا الدعم يشهد تآكلًا متسارعًا قد يُغيّر قواعد اللعبة.

وأشار التقرير إلى أن مجلة الإيكونوميست البريطانية خصّصت عددها الصادر في أواخر سبتمبر/ أيلول 2025 لمناقشة الانخفاض الحاد في الدعم الشعبي والمؤسسي لإسرائيل داخل الولايات المتحدة.

وبحسب المجلة، فإن البيانات والاستطلاعات والتحليلات السياسية ترسم صورة واضحة عن الفجوة المتنامية بين واشنطن وتل أبيب؛ فجوةٌ تتجلى عبر الأحزاب والأجيال والمجتمعات، مع احتمالية أن تؤدي إلى تحوّل جذري في السياسة الخارجية الأمريكية تجاه إسرائيل.

ويرى كُتّاب الإيكونوميست أن القضية تمثل جرس إنذار حقيقي: فإذا لم تُغيّر إسرائيل مسارها على الصعيدين السياسي والإعلامي، فقد تجد نفسها معزولة دوليًا، تابعة لواشنطن، ولكن بلا دعم حقيقي داخل المجتمع الأمريكي أو الدولي.

وتوضح المجلة أن التراجع الأبرز يظهر بين الديمقراطيين ممن تجاوزوا الخمسين عامًا، حيث ارتفعت نسبة الصورة السلبية عن إسرائيل بـ 23% خلال ثلاث سنوات فقط. كما تراجع الدعم أيضًا بين الجمهوريين الشباب، إذ انخفض من 63% عام 2022 إلى حالة تعادل شبه كامل اليوم. حتى بين الشباب الإنجيليين – الذين شكّلوا في السابق أبرز قاعدة دعم لإسرائيل – انخفضت نسبة التأييد من 69% عام 2018 إلى 34% عام 2021، مع استمرار الاتجاه نفسه حتى الآن.

ويشير أديلسون كذلك إلى مقال آخر بعنوان أمريكا تفقد شغفها بإسرائيل، يتناول صعود خطاب مناهض لإسرائيل بين شخصيات بارزة في معسكر 'لنجعل أمريكا عظيمة مجددًا' مثل مارجوري تايلور غرين، وستيف بانون، وتاكر كارلسون. فقد غرّدت غرين عن 'الإبادة الجماعية' في غزة، مؤكدة رفضها تمويل 'حرب خارجية في بلد أجنبي'.

ويضيف التقرير أن حرب غزة، إلى جانب الهجوم الأمريكي-الإسرائيلي المشترك على إيران في يونيو/ حزيران الماضي، أثارا موجة معارضة غير مسبوقة داخل المؤسسة اليمينية وبين قطاعات من الناخبين الجمهوريين، بعدما كان الدعم لإسرائيل تقليدًا ثابتًا لديهم.

كما تكشف الإيكونوميست عن 'تآكل سياسي برلماني'، حيث صوّت 24 من أصل 47 عضوًا ديمقراطيًا في مجلس الشيوخ خلال يوليو/ تموز الماضي لصالح وقف شحنات الأسلحة إلى إسرائيل، مقارنةً بـ18 عضوًا فقط في نوفمبر/ تشرين الثاني السابق.

إلى جانب ذلك، يلفت التقرير إلى التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية، حيث تضاعف عدد المستوطنات والبؤر الاستيطانية أربع مرات منذ 2018، في وقت يتزايد فيه الاعتراف الدولي بدولة فلسطين.

ولم يكن هذا التراجع محل اهتمام الإيكونوميست وحدها؛ إذ خصصت مجلة النيويوركر أيضًا مقالًا تحت عنوان احتلال إسرائيلي جديد، تناولت فيه تقلّص الدعم الأمريكي لإسرائيل، وربطت بين خطاب نتنياهو حول 'إسبرطة الخارقة' وبين عزلة إسرائيل المتنامية، حتى من أقرب حلفائها.

وبحسب المجلة، فإن إسرائيل تتحول تدريجيًا من دولة تُسوّق لنفسها كرمز للابتكار والانفتاح، إلى كيان تُعرّفه العسكرة والاستبداد، ما يسرّع فقدانها للشرعية والدعم على الساحة الدولية، وبالأخص في الولايات المتحدة.