اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ١٥ حزيران ٢٠٢٥
حذّرت أربع بلديات رئيسية في قطاع غزة من انهيار شامل في الخدمات الأساسية المقدّمة للسكان، جراء نفاد الوقود بشكل كامل، وتواصل الدمار الناتج عن العدوان الإسرائيلي المستمر منذ أكثر من 20 شهرًا.
وقالت بلدية غزة، في بيان رسمي اليوم، إن نحو 80% من آلياتها التشغيلية – أي 134 آلية من أصل إجمالي المعدات – قد دُمّرت بالكامل نتيجة الاستهداف المباشر، إلى جانب نقص حاد في الوقود والزيوت وقطع الغيار، مما أدى إلى تراجع خطير في القدرة على تشغيل محطات الصرف الصحي وآبار المياه، وجمع النفايات وفتح الطرق المغلقة.
وفي السياق ذاته، قالت بلدية خان يونس جنوبي القطاع: 'نحذر من كارثة صحية وبيئية الناجمة عن توقف إمداد الوقود اللازم لتشغيل مرافق ومضخات المياه والصرف الصحي وآليات تقديم الخدمات'.
وأشارت إلى 'التوقف الكامل للخدمات الأساسية (اعتبارا من اليوم)، وخاصة في قطاعات المياه والصرف الصحي'.
وحذرت من 'انتشار الكوارث البيئية والصحية الناجمة عن توقف المحطات، وما سينتج عنه من تدفق مياه الصرف الصحي في الشوارع وانتشار المزيد من الأمراض والأوبئة بين المواطنين'.
كما أوضحت أن 'تعذر تشغيل آبار المياه ومحطات التحلية سيحرم 900 ألف نسمة من أبسط حقوقهم في الحصول على المياه النظيفة للشرب والصالحة للاستخدام'.
البلدية حثت 'المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان على التدخل العاجل وبشكل فوري لإنهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة التي دمرت كافة قطاعات الحياة'.
كما طالبت 'الجهات المانحة والمنظمات الأممية التي تُعنى بحياة الإنسان بالضغط على الاحتلال الإسرائيلي لاستئناف إمداد الهيئات المحلية في قطاع غزة بالوقود اللازم لتشغيل آبار المياه ومحطات التحلية'.
كما أعلنت بلديتا الزوايدة والنصيرات – وسط قطاع غزة – عن توقف خدماتهما الأساسية كلياً اعتباراً من صباح الغد، بسبب نفاد الوقود اللازم لتشغيل المرافق الحيوية، محذّرتين من آثار صحية وبيئية كارثية قد تترتب على هذا الانهيار، خاصةً مع ارتفاع درجات الحرارة وتكدّس النفايات في الأحياء السكنية.
وأكدت البلديات الأربع أن استمرار توقف هذه الخدمات يهدد حياة أكثر من مليون نسمة في المناطق المتضررة، داعيةً المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية والإغاثية إلى التحرك العاجل وتحمّل مسؤولياتهم الأخلاقية والإنسانية، وتوفير المستلزمات الطارئة التي تُمكّن البلديات من مواصلة الحد الأدنى من أعمالها.
وتأتي هذه التحذيرات في ظل تدهور غير مسبوق تشهده البنية التحتية في قطاع غزة، وسط صمت دولي متواصل وعجز كامل عن توفير المساعدات الطارئة، ما يفاقم من معاناة السكان في واحدة من أكثر الأزمات الإنسانية تعقيدًا في العالم اليوم.
يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي تدمير مختلف سبل تسيير شؤون الحياة في قطاع غزة، ويكرر استهداف الآليات والمعدات الثقيلة كي يحرم البلديات من تقديم الخدمات الأساسية للفلسطينيين.
وبحسب مدير المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، إسماعيل الثوابتة، فإن 'الاحتلال يستهدف بشكل ممنهج كافة مقومات الحياة، ويقصف مرافق البلديات، وقد ألحق ضرراً كبيراً بعمل البلديات من خلال تدمير العديد من الآليات والجرافات بأنواعها المختلفة، وتدمير المكاتب الإدارية، وخدمات البنية التحتية، ما أدى إلى توقف بعض الخدمات الأساسية'.
وتواصل إسرائيل منذ نحو شهرين منع دخول جميع المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، إذ أوقفت في 2 مارس/ آذار الماضي، عبور المساعدات من معابر كرم أبو سالم، وإيريز، وزيكيم، ما أدى إلى توقف دخول المواد الإغاثية والوقود بشكل كامل.
وبدعم أمريكي مطلق ترتكب إسرائيل منذ ذلك التاريخ جرائم إبادة جماعية في غزة خلّفت أكثر من 170 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.