اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ٢٨ تشرين الأول ٢٠٢٥
في خطوة لافتة أعادت الجدل إلى الواجهة، تناول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في أحاديثه الأخيرة ملفّ الأسير الفلسطيني مروان البرغوثي، كاشفًا أنه تلقّى طلبًا للنظر في الإفراج عنه، وأنه يدرس الأمر شخصيًا مع فريقه.
هذا التصريح الذي جاء من دون مقدمات، فتح باب التساؤلات حول خلفياته السياسية ومغزاه في هذا التوقيت الحساس، كما دفع محللين، إلى قراءة أبعاده في ضوء التحولات المتسارعة في الموقف الأمريكي من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
من جهته، قال الكاتب والمحلل السياسي عريب الرنتاوي إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن تصريحات ترامب حول البرغوثي حملت إشارات متناقضة تعكس حالة من الارتباك السياسي في الموقف الأمريكي تجاه الملف الفلسطيني.
وقال الرنتاوي في مقال له، إن ترامب أعلن أنه تلقى طلبًا للإفراج عن البرغوثي، وأنه يبحث المسألة مع معاونيه، مؤكّدًا أن القرار في هذا الشأن يخصّه شخصيًا وليس في 'جيب نتنياهو'.
ولاحقًا، تابع ترامب بتصريحات أثارت الجدل، إذ كال المديح للرئيس محمود عباس، ووصفه بأنه 'عاقل وحكيم'، معتبراً أنه 'رجل يمكن التعامل معه'، لكنه عاد وأكد أن الشعب الفلسطيني يفتقد قائدًا واضحًا، وأن عباس لن يعود لحكم غزة، ما يعكس بحسب الرنتاوي تناقضًا بين إشارات الثناء والانتقاد في آن واحد.
ويرى الرنتاوي أن إثارة قضية البرغوثي من جانب ترامب ليست عفوية، بل تأتي ضمن تقاطعات وضغوط متعارضة بين أطراف عربية وإقليمية ودولية، ترجّح كفة الإفراج عنه بوصفه الخيار الأكثر واقعية وبراغماتية للتعامل مع ثقل حماس والفصائل في قطاع غزة.
ويشير إلى أن الولايات المتحدة قد ترى في مروان البرغوثي شخصية قادرة على موازنة النفوذ الفلسطيني الداخلي، وأن الإفراج عنه قد يُعيد بعض الشرعية المفقودة إلى المشهد السياسي الفلسطيني المنقسم.
لماذا لا تضغط واشنطن على تل أبيب؟
إجابة على ذلك، يُرجع عريب الرنتاوي تردّد الولايات المتحدة في الضغط على إسرائيل للإفراج عن مروان البرغوثي إلى جملة من الاعتبارات السياسية المتشابكة. فواشنطن، كما يرى، لا ترغب في كسر نتنياهو سياسيًا بعد خسارته الميدانية، وتحرص على أن تبقي له هامشًا من التماسك الداخلي. وفي الوقت نفسه، تريد أن تُحسب خطوة الإفراج عن البرغوثي لها لا لحماس، بحيث يظهر الرجل مدينًا لواشنطن بـ«جميل» حريته، وهو ما يجعلها تراهن على أنه سيكون أكثر استقلالية عنها سياسيًا وأخلاقيًا إن حدث ذلك.
كما تدرك الإدارة الأمريكية، بحسب الكاتب، ضعف قدرة السلطة الفلسطينية على التعافي واستعادة شعبيتها، وترى في البرغوثي شخصية إصلاحية قادرة على إعادة التوازن للنظام السياسي الفلسطيني.
ويضيف الرنتاوي في مقاله، أن جانبًا شخصيًا لا يمكن تجاهله لدى ترامب نفسه، إذ يسعى الرئيس الأمريكي إلى تسجيل إنجاز كبير يُضاف إلى رصيده الانتخابي، ويمنحه صورة 'صانع الحدث' في الشرق الأوسط، خصوصًا إذا ما رُوّج أن البرغوثي سيكون له شأن محوري في مستقبل الساحة الفلسطينية.
ويشير الرنتاوي إلى أن الخلاف بين الوفدين الفلسطيني والإسرائيلي حول ملف مروان البرغوثي كاد يطيح بصفقة التبادل الأخيرة ويهدد وقف إطلاق النار.فحركة حماس وضعت اسم البرغوثي وعدد من القادة الأسرى، بينهم عبدالله البرغوثي وأحمد سعدات، على رأس قائمة الإفراج، في حين رفضت حكومة اليمين الإسرائيلي المتطرف بقيادة نتنياهو ذلك بشكل قاطع.
ويضيف الكاتب أن إصرار حماس على إدراج مروان البرغوثي في الصفقة يعكس وعياً سياسياً ووطنياً بأهمية دوره التاريخي كجسر تواصل بين فتح والمقاومة والسلطة، وقدرته على منع فرض بدائل مصنوعة في الخارج على مقاس 'الحل الإسرائيلي' و'الدفتر الأمريكي'.
ويصف الرنتاوي مروان البرغوثي بأنه أعلى الشخصيات الفلسطينية شعبية في استطلاعات الرأي منذ سنوات، ورجل مصالحة ووحدة وطنية، مذكرًا بأنه كان أحد مهندسي وثيقة الوفاق الوطني داخل السجون الإسرائيلية، مشيرًا إلى أنه ينتمي للمدرسة العرفاتية في التفكير السياسي، التي تمزج بين العمل السياسي والمقاومة من دون تناقض بينهما.
ويعتقد الرنتاوي أن الإفراج عن البرغوثي سيحرّك المياه الراكدة في النظام السياسي الفلسطيني، وأنه قد يشكّل نقطة تحول في علاقة فتح بحماس، وربما يكون 'بيضة القبان' التي ترجّح كفة المصالحة الوطنية.
بحسب الرنتاوي، فإن الإفراج المحتمل عن مروان البرغوثي لن يمر دون هزات سياسية في الداخل الإسرائيلي والفلسطيني على حد سواء.فالخاسر الأكبر سيكون تيار اليمين الإسرائيلي المتطرف بقيادة نتنياهو وبن غفير، الذين سيعتبرون الخطوة إهانة سياسية وأمنية، في حين أن الرابحين سيكونون السلطة الفلسطينية، وفتح، والمقاومة، والشعب الفلسطيني، إذا ما أُحسن استثمار هذا الحدث الوطني الكبير.
ويخلص الرنتاوي مقاله بالقول: 'لا نعلم إن كان مروان سيتحرر قريبًا أم بعد حين، لكن المؤكد أن الإفراج عنه سيلقي حجرًا كبيرًا في مستنقع الركود الذي أصاب النظام السياسي الفلسطيني، وسيفتح الباب أمام تحولات داخلية عميقة في زمن الطوفان وما بعده'.
ناشدت زوجة القيادي البارز في حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) مروان البرغوثي المعتقل في سجون الاحتلال، الرئيس الأميركي دونالد ترامب التدخل لإطلاق سراحه.
ووجهت فدوى البرغوثي من مجلة تايم الأميركية رسالة إلى ترامب، قالت فيها 'السيد الرئيس، ينتظرك شريك حقيقي، شخص يمكنه المساعدة في تحقيق حلمنا المشترك في تحقيق سلام عادل ودائم في المنطقة'.
وجاءت رسالة البرغوثي عقب مقابلة لترامب لـمجلة تايم يوم الخميس الماضي، قال فيها إنه 'سيتخذ قرارا' بشأن الطلب من إسرائيل إطلاق سراح مروان البرغوثي.
وكان البرغوثي القيادي في فتح من بين المعتقلين البارزين الذين سعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إلى تأمين إطلاق سراحهم في صفقة التبادل الأخيرة مع إسرائيل بموجب خطة ترامب وقف الحرب في غزة، ورفضت إسرائيل ذلك. وهذه ليست المرة الأولى التي تسعى فيها حماس للإفراج عن البرغوثي.
واعتقل البرغوثي منذ عام 2002، وحكم عليه عام 2004 بخمسة أحكام بالسجن المؤبد على دوره في تشكيل كتائب شهداء الأقصى، وشن عمليات عسكرية على قوات الاحتلال في الانتفاضة الفلسطينية الثانية.
من جهته، قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو لمّا سئل عن البرغوثي أثناء زيارته لإسرائيل، 'ليس لدي أي معلومات عن مروان البرغوثي، لكن السفارة والبعثات الدبلوماسية تعمل على الموضوع'.
وكانت تصريحات ترامب قد أثارت موجة من الانتقادات داخل إسرائيل جاء أكثرها حدة من وزير الأمن الداخلي إيتمار بن غفير حيث كتب في حسابه على منصة إكس 'أقدر الرئيس ترامب كثيرا، لكن إسرائيل دولة ذات سيادة، ومروان البرغوثي قاتل ولن يفرج عنه ولن يحكم غزة'.
وكان بن غفير قد اقتحم زنزانة البرغوثي في شهر أغسطس/آب الماضي، مهددا إياه وخاطبه، 'إنه سيمحو كل من يعبث مع شعب إسرائيل' مضيفا 'إنكم لن تنتصروا، ويجب أن تدركوا ذلك'.
وتعرض البرغوثي لعدة اعتداءات في الاعتقال، آخرها في شهر سبتمبر/أيلول الماضي حيث هاجمه 8 أفراد من وحدة نحشون الإسرائيلية وانهالوا عليه ضربا فأغمي عليه وكسرت 4 من أضلاعه.

























































