اخبار السعودية
موقع كل يوم -صحيفة عكاظ
نشر بتاريخ: ٢٨ تشرين الأول ٢٠٢٥
وصف رئيس مجلس أمناء صندوق الزكاة في لبنان محمد إبراهيم الجوزو، العلاقة بين الصندوق والمؤسسات الإنسانية السعودية، بأنها «راسخة»، وتضرب جذورها في عقودٍ من التعاون المشرّف.
وقال في لقاء مع «عكاظ»: «كان لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية وهيئة الإغاثة الإسلامية العالمية والبنك الإسلامي للتنمية، دورٌ محوريّ في دعم برامج الصندوق، من خلال مشاريع كفالة الأيتام، وتوزيع الحصص الغذائية والملابس، ومشروع لحوم الهدي والأضاحي الذي يُنفّذ عبر دار الفتوى في لبنان بشفافية تامة ليصل إلى آلاف المحتاجين في مختلف المناطق».
وأكد الجوزو أن هذه الشراكة لم تكن يوماً عابرة أو ظرفية، بل هي جسر إنساني دائم يجمع المملكة ولبنان على قاعدة واحدة: «الإيمان بكرامة الإنسان، والعمل الصادق لخدمته، والسعي إلى تحقيق تنمية مستدامة لمساعدة الشعب اللبناني على تجاوز أزمته الاقتصادية».
وشدد الجوزو على أنّ «الحاجة ملحّة إلى تعزيز جسور التعاون والتكامل مع المملكة العربية السعودية والدول العربية الشقيقة، لاستكمال مسيرة التكافل والتمكين الإنساني التي جمعتنا دائمًا تحت راية الأخوة الإسلامية».
وقال إن لبنان يشهد أزمة اقتصادية تُعدّ الأشد في تاريخه الحديث، إذ انكمش الاقتصاد بأكثر من ٤٠٪، وتراجعت قيمة العملة الوطنية بنسبة تفوق ٩٥٪، وبلغت البطالة نحو ٤٠٪، فيما يعيش أكثر من ٨٠٪ من اللبنانيين تحت خط الفقر المتعدد الأبعاد.
ومع ذلك، وبرعاية مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبداللطيف دريان، وبجهود الخيرين والمخلصين، استطاع صندوق الزكاة أن يُحقق قفزة نوعية في أدائه، إذ ارتفعت موارده بنسبة ٤٤٪ خلال النصف الأول من عام ٢٠٢٥ مقارنةً بالفترة نفسها من العام الماضي، وتوسّع نطاق عمله ليشمل عشرة فروع تغطي مختلف المناطق اللبنانية. لقد أصبح الصندوق شبكة أمان اجتماعي حقيقية، يحتضن آلاف الأسر والأيتام والطلاب والمرضى وذوي الهمم، ويمضي بثبات نحو التحول من المساعدة إلى التمكين، ومن الإغاثة إلى التنمية، رغم غياب الدعم الرسمي وضعف إمكانيات الدولة.
وأفاد الجوزو بأنّ جسر التعاون مع المملكة لن يقف عند الدعم المالي فحسب، بل إن العمل يجري على أن يمتد إلى التكامل في الخبرة والإدارة. فالمملكة العربية السعودية تمتلك تجربة رائدة في تنظيم العمل الخيري والزكوي والإنساني على المستويين المحلي والعالمي، عبر مؤسساتها الكبرى ومراكزها المتخصصة.
وقال إن صندوق الزكاة يتطلع إلى الاستفادة من هذه التجربة الغنية عبر برامج تبادل خبرات وشراكات فكرية وتنظيمية تشمل مجالات الحوكمة، وإدارة الزكاة الرقمية، وتقييم الأثر الاجتماعي، وتطوير الأداء المؤسسي. فالتعاون بين المؤسسات لا يُقاس فقط بما يُقدَّم من مساعدات، بل بما يُبنى من قدرات.
ولفت إلى أن صندوق الزكاة وهو يؤدي واجبه في أحلك الظروف، يرى في المملكة العربية السعودية شريكاً طبيعياً في الخير، لا لفارق في الموارد، بل لوحدة في الرسالة.
ولفت إلى أنه رغم كل الجهود، تبقى ملفات إنسانية أساسية بحاجة إلى دعمٍ متجددٍ وتعاونٍ مؤسسيٍّ أوسع، أبرزها:
1- كفالة الأيتام: مئات الأيتام الذين رعاهم الصندوق في مراحل سابقة ما زالوا ينتظرون من يمدّ إليهم يد العطف والرعاية. هؤلاء الأطفال ليسوا أرقاماً في التقارير، بل وجوه بريئة تحتاج إلى الاستقرار والتعليم والرعاية النفسية والاجتماعية.
2- زكاة العلم: التعليم في لبنان هو أغلى ما تبقّى من ثرواته. وبرنامج «زكاة العلم» الذي يرعاه الصندوق يهدف إلى دعم الطلاب الجامعيين والمدرسيين المتفوّقين من ذوي الدخل المحدود، ليواصلوا تحصيلهم العلمي ويشكّلوا نواة مستقبلٍ واعد. فالعلم، في لبنان، ليس ترفًا بل واجب وطني وديني.
3- الطبابة والرعاية الصحية: في ظل تراجع الخدمات العامة وارتفاع تكاليف العلاج، أصبحت الطبابة من أكثر المجالات إلحاحاً. يعمل الصندوق على تغطية العمليات الجراحية والعلاجات الضرورية وتأمين الأدوية للأسر الفقيرة والمسنين، بموارد محدودة وجهود مضاعفة، لأنّ حق الإنسان في العلاج لا يُقاس بالإمكانات، بل بالرحمة.










































