اخبار فلسطين
موقع كل يوم -راديو بيت لحم ٢٠٠٠
نشر بتاريخ: ١١ تشرين الثاني ٢٠٢٥
بيت لحم 2000 - قال عبد الفتاح دولة، المتحدث باسم منظمة التحرير الفلسطينية وعضو حركة فتح في الذكرى الحادية والعشرين لرحيل القائد الفلسطيني الراحل ياسر عرفات “أبو عمار”: إنّ الحادي عشر من تشرين الثاني/نوفمبر من كل عام يظل “ذكرى أليمة وحاضرة”، تعيد إلى الأذهان قائدًا جسّد مسيرة النضال الفلسطيني، وكان عنوانًا للوحدة والقرار الوطني المستقل، مؤكّدًا أنّ “عرفات غاب جسدًا لكنه بقي روحًا ونهجًا في كل بيت فلسطيني وفي كل جيل جديد يحمل الكوفية رمزًا للهوية والحرية”.
وأضاف دولة في حديث خلال برنامج 'يوم جديد' مع الزميلة سارة رزق، الذي يبث عبر أثير راديو 'بيت لحم 2000': إنّ الحادي عشر من تشرين الثاني/نوفمبر من كل عام يظل “ذكرى أليمة وحاضرة”، تعيد إلى الأذهان قائدًا جسّد مسيرة النضال الفلسطيني، وكان عنوانًا للوحدة والقرار الوطني المستقل، مؤكّدًا أنّ “عرفات غاب جسدًا لكنه بقي روحًا ونهجًا في كل بيت فلسطيني وفي كل جيل جديد يحمل الكوفية رمزًا للهوية والحرية”.
وأوضح أنّ الجيل الفلسطيني الشاب، الذي وُلد بعد رحيل عرفات، ما زال يرى فيه رمزًا للوطن ومرشدًا للطريق، مضيفًا أنّ “في كل فلسطيني شيء من ياسر عرفات”، لأنه لم يكن مجرد قائد لحركة فتح، بل “بنى فكرة وطنية شاملة حررت القرار الفلسطيني من التبعية، ورسخت مبدأ الكرامة والحرية والاستقلال”.
وأشار دولة إلى أنّ عرفات “كان إنسانًا قبل أن يكون زعيمًا”، قريبًا من الناس، يعيش آلامهم وأفراحهم، يعرف أسماء الشهداء وأوجاع عائلاتهم، ويشاركهم البؤس والأمل، مؤكّدًا أنّ “عرفات زرع فينا الأمل وسط اليأس، وجعل من الثورة الفلسطينية ثورة إنسانية قبل أن تكون عسكرية، ثورة من أجل الحياة والكرامة”.
وفي حديثه عن دروس التجربة العرفاتية، شدد دولة على أنّ عرفات أسّس القرار الوطني المستقل وحرّر الإنسان الفلسطيني من التبعية، وجعل من منظمة التحرير الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني، وأضاف: “علّمنا أبو عمار أنّ الوحدة الوطنية هي السلاح الأقوى لمواجهة الاحتلال، وأنّ البندقية الحقيقية هي التي تُحصد ثمارها السياسية دون تفريط أو تنازل”.
وأكد أنّ حركة فتح ما زالت متمسكة بالنهج الذي أرساه القائد المؤسس، موضحًا أنّ “عرفات استشهد دون أن يفرط بذرة تراب من أرض الوطن، وكان يرى في المقاومة وسيلة لتحرير الأرض، وفي السلام طريقًا لتحقيق الدولة المستقلة وعاصمتها القدس”.
وحول واقع الوحدة الوطنية اليوم، قال دولة إنّ “الوحدة ليست شعارًا لدى حركة فتح بل استراتيجية راسخة”، معتبرًا أنّ “أي تفرد بالقرار الفلسطيني خارج إطار منظمة التحرير لن ينجح، وأنّ الانقسام هو الورقة التي يستغلها الاحتلال لتقسيم الأرض والشعب”. وأضاف: “علينا أن نعيد الاعتبار للوحدة الوطنية الحقيقية حتى نطوي صفحة الانقسام الذي دمّر القضية، فعدوّ الاحتلال الأول هو الدولة الفلسطينية، ولذلك يسعى لإبقاء الانقسام قائمًا”.
وفي حديثه عن ما يميز قيادة عرفات، أشار دولة إلى أنّ “عرفات كان إنسانًا استثنائيًا، عاش حياة المقاتل رغم الزعامة، وجعل من البساطة عنوانًا لقيادته، كان يجلس مع المقاتلين على الأرض ويتقاسم معهم الخبز والأمل، ويمنحهم العزيمة لمواصلة الطريق”. وأضاف أنّ “عرفات كان يؤمن بالعمق العربي وبأن فلسطين جزء لا يتجزأ من الأمة العربية، وأن الدفاع عن قضايا الأمة هو دفاع عن فلسطين نفسها”.
كما أكد أنّ عرفات كان سياسيًا محنكًا ودبلوماسيًا بارعًا نقل صوت فلسطين إلى العالم وجعل اسمها حاضرًا في كل لغة ومنبر، مشيرًا إلى أنّ إرثه اليوم يعيش في الأجيال الجديدة التي تتعلم أنّ الثورة “ليست فقط رصاصة، بل هي أخلاق ومسؤولية، وأن القيادة ليست سلطة بل خدمة للشعب”.
وتحدث دولة عن دور حركة فتح في نقل فكر عرفات إلى الأجيال، قائلًا إنّ “على الجيل الجديد أن يدرك أنّ العظمة لا تأتي من المناصب بل من الإيمان بالقضية، وأنّ فلسطين ستبقى حية في القلوب كما كانت تسكن قلب ياسر عرفات”.
وفي ظل التحديات الراهنة، شدد دولة على أنّ حركة فتح “ما زالت متمسكة بثوابت عرفات رغم كل الضغوط”، مضيفًا أنّ “كل محاولات فرض الإملاءات أو الحلول الجزئية ستفشل، لأنّ شعبنا أقوى من كل المؤامرات، ولن يقبل بأية مشاريع تنتقص من حقوقه الوطنية”.
وأشار إلى أنّ إحياء ذكرى عرفات هذا العام يأتي في ظروف استثنائية، بالتزامن مع العدوان الإسرائيلي على غزة، موضحًا أنّ الحركة نظمت فعاليات جماهيرية في المحافظات كافة، ووضعت أكاليل الزهور على ضريح القائد في رام الله، وفاءً لعهده ونهجه.
وقال دولة إنّ رسالة حركة فتح في هذه المناسبة هي رسالة وفاء واستمرار في النضال، مؤكدًا أنّ “صوت ياسر عرفات سيبقى حاضرًا في وجدان الشعب الفلسطيني، وخاصة في غزة التي أحبها وناضل من أجلها”. وأضاف: “صوت عرفات اليوم يصل إلى أطفال غزة في مراكز الإيواء وبين الركام، ليمنحهم الأمل بالصمود ويؤكد أنّ الغيمة السوداء ستزول”.
وفي ختام حديثه، قال دولة: “لو كان ياسر عرفات بيننا اليوم لردّد كما كان يقول دائمًا: حتى القدس، حتى القدس، حتى القدس”، مؤكدًا أنّ القائد الراحل “كان سيضاعف الإصرار على تحقيق أهداف الشعب الفلسطيني، وإنهاء الانقسام، والوفاء للشهداء، والثبات على الحق حتى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس”.
المزيد من التفاصيل في المقطع الصوتي أدناه:

























































