اخبار فلسطين
موقع كل يوم -سما الإخبارية
نشر بتاريخ: ٢ أيلول ٢٠٢٥
صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الثلاثاء، بأن إسرائيل تخوض حربا عنيدة، مشيرا إلى أن بلاده تمر بمرحلة حاسمة في غزة.
وقال نتنياهو في مقطع مصور مخاطبا جنود الجيش الإسرائيلي: “نحن نخوض حربا عنيدة وعادلة لا مثيل لها. لا ننسى ولو للحظة ما فعلوه بنا في السابع من أكتوبر”.
وأضاف: “لا ننسى الرؤوس التي قطعت، والنساء اللواتي اغتُصبن، والأطفال الرضع الذين أُحرقوا، والمخطوفين الذين أُخذوا إلى أنفاق غزة. نحن نعمل على إعادتهم”.
وتابع نتنياهو: “نحن نعمل على الحسم مع حركة حماس، لكننا في الطريق حققنا معا إنجازات عظيمة، إذ حطمنا المحور الإيراني”.
وختم قائلا: “ما بدأ في غزة يجب أن ينتهي في غزة. نحن نقف الآن أمام مرحلة الحسم”.
ووجه نتنياهو وزراءه بعدم الحديث عن سعي تل أبيب لفرض السيادة على الضفة الغربية، و”التكتم” على الأمر، خوفا من تراجع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن دعم الخطوة، وفق إعلام عبري.
وقالت صحيفة “معاريف”، مساء الثلاثاء: “من المتوقع أن يعقد نتنياهو اجتماعا سياسيا ـ أمنيا، يتم فيه بحث إمكانية فرض السيادة في يهودا والسامرة (الضفة الغربية)، وكذلك خطوات ردّ ضد السلطة الفلسطينية والدول الداعمة لهذه الخطوة”.
وكان من المقرر في البداية عقد الاجتماع في مكتب نتنياهو مساء اليوم، على خلفية اعتزام عدد من الدول الغربية الاعتراف بدولة فلسطين، لكن لاحقًا تقرر تأجيله، وفق المصدر ذاته، دون إبداء أسباب أو إعلان موعد جديد.
ونقلت الصحيفة عن مصادر إسرائيلية مطلعة، أن موضوع فرض السيادة على الضفة الغربية “يُدار بهدوء تام، من دون تصريحات علنية”.
وقالت إن نتنياهو “وجّه الوزراء بالتقليل من الحديث قدر الإمكان” عن فرض السيادة على الضفة الغربية.
وأوضحت: “يرجع السبب وراء هذا التكتم إلى أن إسرائيل تخشى أن يتراجع ترامب، رغم اعتباره صديقًا لإسرائيل، عن دعمه الصامت الذي قدمته إدارته مؤخرًا للبناء في المنطقة إي 1، بل ويعارض أي خطوة لفرض السيادة الإسرائيلية”.
وتابعت: “في إسرائيل يدركون أن ترتيب الأولويات مع الإدارة الأمريكية يضع موضوع فرض السيادة في الخلف، وليس في المقدمة بالتأكيد”.
وتابعت: “الولايات المتحدة مطالبة، في المقام الأول، بتقديم الدعم لإسرائيل في الحملة على غزة، وفي أنشطتها ضد سوريا ولبنان”.
وفي أغسطس/ آب الماضي، أعلن وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش، التصديق على مخطط استيطاني في منطقة “إي 1” من شأنه فصل القدس عن الضفة الغربية.
ووفق إعلام عبري، فإن موافقة سموترتش تحيي “مشروع إي 1، المتوقف منذ عقود تحت ضغوط دولية، إذ يعتبر حاجزا استراتيجيا أمام قيام الدولة الفلسطينية، ويعني أن إسرائيل تدفع نحو ضم الضفة الغربية المحتلة”.
و”إي 1″ مخطط استيطاني يهدف إلى ربط القدس بعدد من المستوطنات الإسرائيلية الواقعة شرقها في الضفة الغربية مثل معاليه أدوميم، وذلك من خلال مصادرة أراض فلسطينية بالمنطقة وإنشاء مستوطنات جديدة، ويمنع أي توسع فلسطيني محتمل.
ويتمسك الفلسطينيون بالقدس الشرقية عاصمة لدولتهم المأمولة، استنادا إلى قرارات الشرعية الدولية، التي لا تعترف باحتلال إسرائيل المدينة عام 1967، ولا بضمها إليها في 1980.
في السياق ذاته، ذكرت “معاريف” الثلاثاء، أن الاجتماع المرتقب لنتنياهو يأتي “قبل أيام قليلة من افتتاح اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، حيث من المخطط أن يُعقد حدث دراماتيكي، إعلان مشترك لعدة دول غربية عن اعترافها بدولة فلسطينية”.
وقالت: “أعلنت بلجيكا رسميا أنها ستنضم إلى الخطوة، وفرنسا يُتوقع أن تقود الإعلان”.
وأعلنت بلجيكا الثلاثاء، عزمها الاعتراف بدولة فلسطين في جلسة الأمم المتحدة المقررة في سبتمبر/ أيلول الجاري، وفرض عقوبات على الحكومة الإسرائيلية بسبب “المأساة الإنسانية” التي تتسبب بها بحربها على غزة.
وتابعت معاريف: “في إسرائيل يقدّرون أن الولايات المتحدة ستبذل جهدًا لمنع عقد هذا الحدث على أراضيها، والدليل على ذلك قرار وزير الخارجية ماركو روبيو عدم السماح لـ (الرئيس الفلسطيني) محمود عباس بدخول الولايات المتحدة”.
وأضافت الصحيفة العبرية أنه “مع ذلك، في إسرائيل لا يستبعدون إمكانية أن تُنقل المبادرة إلى أوروبا، مثلا إلى جنيف”.
والجمعة، أعلنت الولايات المتحدة إلغاء تأشيرات دخول عدد من المسؤولين الفلسطينيين، ومنعهم من المشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، في خطوة تأتي بينما تستعد عدة دول غربية للاعتراف بدولة فلسطين.
وحذر الجيش الإسرائيلي في وقت سابق، من أن احتلال مدينة غزة سيعرض حياة الأسرى الإسرائيليين للخطر ولن تحقق حسما عسكريا ضد حركة حماس، إلا في حال احتلال القطاع بأكمله وفرض نظام عسكري شامل.
وجاءت هذه التقديرات خلال اجتماع مطول لمجلس الوزراء الإسرائيلي (الكابينت) ليلة الأحد، والذي شهد خلافات حادة بين القيادة العسكرية وعدد من الوزراء. وانتهى الاجتماع بقرار التوجه نحو خيار احتلال غزة بدلا من صفقة تبادل الأسرى، رغم أن رئيس الموساد، ديدي برنياع، أبدى دعما صريحا للصفقة التي طرحتها حماس، مؤكدا أنها “الخطة الوحيدة المطروحة ويجب قبولها”.
وبحسب صحيفة “معاريف” العبرية، يستعد الجيش الإسرائيلي لحشد نحو 60 ألف جندي احتياط، سيخضعون لتدريبات وتنظيم على مدى ثلاثة إلى أربعة أيام. وسيتم نشر بعض هذه القوات لتعويض الوحدات النظامية في الشمال، فيما ستشارك ألوية أخرى في العمليات داخل غزة أو في تعزيز الوجود العسكري في الضفة الغربية.
ميدانيا، بدأت الفرقتان 99 و162 عمليات تطويق غزة، حيث تتقدم الفرقة 162 من الشمال، فيما تتولى الفرقة 99 السيطرة على حيي الزيتون والصبرة وتطهيرهما خلال الأيام المقبلة. كما يخطط الجيش لفتح ممر جنوبي غربي المدينة لإجلاء السكان نحو مناطق إنسانية في مواسي وجنوب القطاع، قبل الانتقال إلى مرحلة تجريف الأراضي.