اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ٢٨ تموز ٢٠٢٥
اعتبر خبيران عسكريان أن العملية التي نفذتها كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس شرق خان يونس أول أمس السبت، تمثل نقطة تحول في الحرب المستمرة على قطاع غزة، لما تحمله من دلالات استراتيجية وتكتيكية بارزة في الزمان والمكان، إلى جانب تطور ملحوظ في أداء المقاومة الميداني.
وقال اللواء محمد الصمادي، محلل الشؤون العسكرية في التلفزيون العربي، إن العملية التي نُفذت في بلدة عبسان الكبيرة تحمل رمزية قوية من حيث التوقيت والموقع، إذ تأتي بعد 658 يومًا من الحرب، وفي منطقة اجتاحها الاحتلال بالكامل خلال ما يُعرف بعملية 'عربات جدعون'.
وأشار الصمادي، من عمّان، إلى أن قدرة المقاومة على تنفيذ كمين نوعي بهذا العمق الجغرافي تشير بوضوح إلى أن شبكة الأنفاق لا تزال فاعلة، وأن المقاومة تحتفظ بزمام المبادرة الاستخبارية والميدانية رغم الكثافة النارية والتفوق الجوي الإسرائيلي.
وأكد أن الكمين الذي وصفه بـ'زلزال تكتيكي'، أعاد التأكيد على تلاشي تأثير التكنولوجيا المتقدمة والدروع في الاشتباك القريب، حيث تمكن المهاجم من الصعود إلى ظهر المدرعة الإسرائيلية وتفعيل العبوة داخل القمرة، ثم الانسحاب بنجاح، مما أوقع خسائر مباشرة وأربك منظومة الحماية المتقدمة لقوات الاحتلال.
من جانبه، اعتبر العقيد حاتم كريم الفلاحي، الخبير العسكري والإستراتيجي، أن العملية تكشف عن معرفة دقيقة بالتضاريس وأنماط تحرك العدو، مشيرًا إلى أن تكرار العمليات في نفس المنطقة يعكس قيادة ميدانية ثابتة تمتلك خبرة متراكمة.
وأوضح أن الآلية التي اتبعتها القسام – باستخدام مقاتل منفرد وعبوة مُخصصة للهجوم القريب – تُعد مثالًا على التطور التكتيكي الكبير للمقاومة، مضيفًا أن هذا النوع من العمليات يؤدي إلى استنزاف متعدد الأبعاد في صفوف الجيش الإسرائيلي: بشريًا، ماديًا، ونفسيًا.
وقال الفلاحي إن نهج التخطي العسكري الذي يعتمده الاحتلال – أي تجاوز مناطق دون تأمينها – يخلق ثغرات خلفية تسمح بعمليات مفاجئة، وهو ما تجلى بوضوح في عبسان، حيث نُفذت العملية في منطقة كانت تُصنّف آمنة نسبيًا.
وأكد الصمادي بدوره أن الاحتلال فشل في مواجهة نموذج 'المقاتل الفلسطيني من المسافة صفر'، حيث تتساوى المعادلة بين جندي مدجج بالتقنيات ومقاوم يملك عنصر الإرادة والمباغتة والقدرة على المناورة داخل بيئته.
وخلص الخبيران إلى أن هذه العملية تُعد رسالة مزدوجة: في الميدان، تعني أن المقاومة لا تزال حاضرة وتُبدع في تكتيكاتها، وفي السياسة، هي نفي عملي لادعاءات الاحتلال بالسيطرة، ودليل على فشل استراتيجيته في إخضاع القطاع أو القضاء على المقاومة.
بثَّت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المُقاومة الإسلامية حماس، مساء اليوم الاثنين، مشاهد نوعية ضمن سلسلة عمليات 'حجارة داود'، تظهر جانبًا من الكمين المركب الذي استهدف آليات العدو في منطقة عبسان الكبيرة شرق مدينة خانيونس جنوب القطاع.
واعترف جيش الاحتلال بمقتل 18 جندياً منذ بداية شهر يوليو الحالي ليرتفع عدد الجنود القتلى منذ بداية الحرب إلى 898 جندياً.
ومنذ استئناف العدوان الإسرائيلي على غزة في 18 مارس/آذار الماضي، كثّفت المقاومة الفلسطينية من عملياتها النوعية، عبر تنفيذ سلسلة من الكمائن المحكمة التي أوقعت عشرات القتلى والجرحى في صفوف جيش الاحتلال، مستخدمة تكتيكات تعتمد على المفاجأة والتفجير المتسلسل وكمائن إطلاق النار داخل مناطق مدمّرة وصعبة الرصد.