اخبار فلسطين
موقع كل يوم -وكالة شهاب للأنباء
نشر بتاريخ: ٢٧ نيسان ٢٠٢٥
غزة - شهاب
أكد الباحث والمحلل السياسي، ماجد الزبدة، أن حركة حماس تتمسك بعقد صفقة تبادل شاملة تنهي العدوان الإسرائيلي على غزة، دون العودة للهُدن المؤقتة، لإدراكها حاجة إدارة ترمب إلى تهيئة الأجواء لزيارة المنطقة خلال الأسابيع القادمة، والتي يخطط فيها لجني أموال طائلة من دول خليجية.
وقال الزبدة في تصريح لوكالة شهاب، 'من المهم التأكيد على وجود توافق أمريكي إسرائيلي فيما يتعلق بأهداف الحرب سيما تحرير الأسرى الإسرائيليين والقضاء على المقاومة الفلسطينية وفي طليعتها حركة حماس؛ ولكن الجديد في إدارة ترامب أنه يقدم مصلحة الولايات المتحدة على مصلحة الكيان الإسرائيلي'.
وأضاف' ترى إدارة ترامب أن استمرار الحرب بات يصب في مصلحة نتنياهو السياسية واستمرار اليمين الإسرائيلي المتطرف في الحكم دون قدرة عملية على تحقيق أهداف الحرب رغم ما قدمته الولايات المتحدة من دعم عسكري وأمني وسياسي لا محدود لحكومة الاحتلال، التي فشلت حتى اللحظة في استعادة الأسرى والقضاء على حركة حماس وهي أهداف تمهّد لرؤية ترامب بتشجيع أهالي غزة على الهجرة الطوعية'.
وأوضح أنه من ناحية أخرى فإن ترامب الذي قدم لناخبيه وعودا بإنهاء الحرب وتحرير الأسرى بات عالقا في وعوده التي أصبح فشل حكومة نتنياهو عقبة أمام تنفيذها؛ كما أن ترامب الذي ينوي زيارة المنطقة العربية خلال الأسابيع المقبلة لا يريد لمشاهد الإبادة الجماعية القادمة من غزة أن تعكر هذه الزيارة، التي يأمل من خلالها جني أموال طائلة من دول الخليج وتحفيز المملكة العربية السعودية على التطبيع مع كيان الاحتلال.
وتابع بالقول' اليوم وفي ظل الفشل الإسرائيلي في تحقيق أهداف الحرب فإن إدارة ترامب تسعى قبيل زيارة ترامب للمنطقة إلى إنجاح الزيارة من خلال تهدئة الأوضاع في غزة، وإغراء حركة حماس بالموافقة على هدنة مؤقتة وتحرير الجندي الإسرائيلي الذي يحمل الجنسية الأمريكية، مقابل وعودات سبق أن قدمتها الولايات المتحدة قبل أن تنكث بها وتدعم استئناف الاحتلال حرب الإبادة على غزة'.
وأكد الزبدة أن حركة حماس تدرك جيدا أهداف نتنياهو من خلال طرح الهدن المؤقتة؛ كما أنها تدرك جيدا حاجة الإدارة الأمريكية لتهدئة مؤقتة، لذا وجدنا حماس تتمسك باتفاق الرزمة الشاملة والذي يتضمن إنهاء الحرب وتقديم ضمانات أمريكية معلنة بعدم استئنافها لاحقا.
ضغوط داخلية على نتنياهو
وشدد الزبدة، على أن فشل الاحتلال في تحرير أسراه في غزة وتحقيق النصر المطلق، أدى إلى تصدّع كبير في المجتمع الاسرائيلي؛ وأن هذا الشرخ يتعمّق يوما بعد يوم في ظل تهرّب نتنياهو من الإقرار بالفشل أو الموافقة على صفقة ضمن شروط حماس بإنهاء الحرب على غزة.
وتابع ' إن اتساع تعداد الموقعين على العرائض الرافضة لاستمرار الحرب ومشاركة نخب عسكرية وأمنية وأكاديمية في التوقيع على العرائض؛ ومطالبتهم بالذهاب إلى اتفاق يحرر الأسرى مقابل إنهاء الحرب، إنما تعبر عن حالة إنهاك يعيشها المجتمع الإسرائيلي نتيجة استمرار الحرب للشهر الثامن عشر على التوالي؛ وتداعياتها السلبية على الاقتصاد وبالتالي مستوى المعيشة لغالبية الأسر الإسرائيلية؛ إضافة إلى العجز الذي بات يعاني منه الجيش الإسرائيلي في الكادر العسكري؛ وعدم قدرته على سد النقص في تعداد الجنود، جميعها إشارات لحالة الخلل الداخلي التي يعيشها الكيان، والتي يحاول نتنياهو وائتلافه الحاكم تجاهله وسط اتهامه للموقعين على العرائض بأنهم ينفذون أجندات خارجية في حالة إنكار واضحة للواقع الهشّ الذي يعيشه الكيان الإسرائيلي ومؤسساته'.
ترمب يدرك نوايا نتنياهو
وأوضح الزبدة في حديثه، إن 'الطبيعة الشخصية للرئيس ترامب والتي تتسم بالشعبوية؛ ومعرفته بنوايا نتنياهو توسيع بقعة الحرب لمأرب سياسية وشخصية؛ قد تدفعه لإرغام نتنياهو على الذهاب لتهدئة مستدامة في غزة؛ ويدرك ترامب أن استمرار الحرب قد يعيق تنفيذ خطته للشرق الأوسط وتتناقض عمليا مع وعوده بإنهاء الحرب وتحرير الأسرى'.
وأكد أنه في المقابل يبقى النهج الاستراتيجي للإدارات الأمريكية المتعاقبة هو الدعم السياسي والعسكري الكامل لكيان الاحتلال؛ لذا فإن مخاطر استئناف الحرب بعد تحرير الأسرى الإسرائيليين من غزة تبقى قائمة؛ وهنا فإن حركة حماس مطالبة بالحصول على ضمانات أمريكية ودولية مؤكَّدة ومعلنة بعدم استئناف الحرب بعد تسليمها كامل الأسرى الإسرائيليين للاحتلال.