اخبار فلسطين
موقع كل يوم -دنيا الوطن
نشر بتاريخ: ١٠ كانون الأول ٢٠٢٥
تابعنا أيضا عبر تويتر @alwatanvoice رام الله - دنيا الوطن
مع استمرار الجهود الرامية للانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق غزة، تتزايد المؤشرات على اتساع نفوذ الجماعات المدعومة من الاحتلال في المناطق الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية داخل القطاع، وسط تحذيرات من تداعيات خطيرة على استقرار غزة ومستقبلها السياسي والأمني.
وبحسب ما نقلته وكالة 'رويترز'، تقول مجموعات مسلحة تعمل تحت مظلة الاحتلال الإسرائيلي إنها ستواصل القتال ضد حركة حماس، مؤكدة أنها ضمّت مجندين جدداً منذ وقف إطلاق النار في 10 أكتوبر الماضي، وإنها تسعى لدور دائم في مستقبل غزة.
ثلاثة مصادر أمنية وعسكرية مصرية كشفت لـ'رويترز' أن هذه الجماعات كثفت نشاطها خلال الهدنة، وقد ارتفع عدد مقاتليها إلى نحو ألف عنصر، بزيادة 400 منذ أكتوبر. ورغم صغر حجمها وطابعها المحلي، إلا أن ظهورها يفرض ضغوطاً إضافية على حركة حماس التي تعيد تثبيت قبضتها في المناطق التي تسيطر عليها.
ويقول حسام الأسطل، قائد أحد المجموعات المدعومة من الاحتلال والمتمركز في خان يونس، إن 'الحرب على الإرهاب ستستمر'، مضيفًا أن مشروع 'غزة الجديدة' سيواصل طريقه، نافياً تلقي دعم عسكري مباشر من إسرائيل، لكنه أقر بوجود تنسيق معها لضمان دخول المواد الغذائية والاحتياجات الأساسية إلى مناطق نشاطه.
وأكد أن مجموعته وسّعت صفوفها بعد الهدنة وباتت تضم مئات العناصر من المدنيين والمقاتلين، مشيراً إلى أنه يتحدث من داخل منطقة خاضعة للسيطرة الإسرائيلية قرب 'الخط الأصفر'.
مصادر قريبة من 'القوات الشعبية'، التي كان يقودها ياسر أبو شباب قبل مقتله مؤخراً، قالت أيضاً إنها توسعت من دون تحديد الأعداد.
في الأسبوع الماضي، قُتل أبو شباب الذي كان يعد الشخصية المحورية في مساعي تشكيل قوات مناهضة لحماس في رفح. وأعلنت مجموعته أنه قضى خلال وساطة في نزاع عائلي من دون كشف الجهة التي قتلته. وتولى نائبه غسان الدهيني قيادة المجموعة، متعهداً بمواصلة العمل، ونُشرت تسجيلات يظهر فيها الدهيني مخاطبًا مقاتلين، ومتوعداً باستمرار المواجهة.
كما أعلن الدهيني في 7 ديسمبر تنفيذ إعدام بحق مقاتلين من حركة حماس اتهمهما بقتل أحد أفراد مجموعته، في خطوة أثارت مخاوف من انزلاق القطاع إلى صراع فلسطيني–فلسطيني داخلي.
مسؤول أميركي أكد أن الولايات المتحدة لم تتواصل مع تلك الجماعات ولم تقدم أي تمويل أو دعم لها، مشيراً إلى أنها لن تختار 'الفائزين والخاسرين في غزة'، لكنها ترى أنه 'لا مكان لحماس في مستقبل القطاع'، بينما يظل القرار النهائي بيد الفلسطينيين.
من جهتها، شددت حركة فتح على رفض أي تشكيلات مسلحة مدعومة من إسرائيل، معتبرة أنها لا تمتّ للقضية الفلسطينية بصلة.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أقر في يونيو الماضي بدعم مجموعات مناهضة لحماس ضمن ما وصفه بتحريك 'العشائر'، إلا أنه لم يقدم تفاصيل إضافية. وتسيطر إسرائيل حالياً على أكثر من نصف قطاع غزة، وهي مناطق تشكل قاعدة نشاط رئيسية لهذه المجموعات بعيداً عن سلطة حركة حماس.
وفي المقابل، أكدت حماس استمرار أجهزتها الأمنية في ملاحقة المتعاونين، لكنها أشارت إلى أن وجودهم داخل مناطق تحت حماية الجيش الإسرائيلي يصعّب هذه المهمة. وتشير الحركة إلى أنها لا تزال تحتفظ بآلاف المقاتلين رغم الخسائر.
وتتوقع مصادر مصرية استمرار توسع هذه الجماعات في ظل غياب أي اتفاق شامل حول مستقبل القطاع، ومع تباطؤ خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب المتعلقة بغزة وعدم وجود مؤشرات على انسحابات إسرائيلية إضافية.
ويرى دبلوماسي تحدث لرويترز أن تلك الجماعات لا تمتلك قاعدة شعبية حقيقية، لكنه حذر من أن انتشارها يهدد بخلق حالة عدم استقرار ويزيد مخاطر انفجار صراع داخلي، خصوصاً بعد تداول تسجيلات تُظهر تجمعات مسلحة وتعهدات بالتصعيد بعد مقتل أبو شباب.
وفي ظل تواصل الجمود السياسي وتعثر الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق غزة، تبدو الساحة مفتوحة على تحولات أمنية خطيرة قد تعمق الانقسام الفلسطيني وتزيد من تعقيد المشهد في قطاع يعيش على وقع دمار واسع وصراع مفتوح منذ أكثر من عامين.

























































