اخبار فلسطين
موقع كل يوم -وكالة شمس نيوز
نشر بتاريخ: ٦ أيار ٢٠٢٥
بدأت قوات الاحتلال الإسرائيلي، ظهر اليوم الثلاثاء، بتنفيذ عمليات هدم موسعة لمنازل الفلسطينيين في طولكرم، في إطار سياسة تهجير ممنهجة تستهدف المخيمات شمال الضفة الغربية.
ووفق شهود عيان، اقتحمت جرافات الاحتلال حي المنشية وشرعت بهدم منازل سكنية مكونة من عدة طوابق، بعد أن سمح الجيش لبعض العائلات بإخلاء مقتنياتهم الشخصية.
ويأتي هذا التصعيد غداة هدم منازل أخرى في المخيم، ضمن حملة أوسع أعلن عنها جيش الاحتلال، وتشمل 106 مبانٍ في مخيمي طولكرم ونور شمس، تم تحديدها مسبقًا في خرائط سلمت للسلطات الفلسطينية.
وصباح اليوم، الذي يصادف اليوم الـ100 على العدوان على طولكرم، سارعت عشرات العائلات لإخلاء ما تستطيع من منازلها المهددة بالهدم، بعد أن سمحت لهم سلطات الاحتلال بالتوجه إليها خلال ساعتين فقط، وبتنسيق مسبق.
وتحت عنوان 'الكارثة الكبرى على الفلسطينيين ستبدأ الليلة بطولكرم'، نشرت وسائل إعلام إسرائيلية الليلة الماضية، أن قوات الاحتلال ستبدأ هدم 106 بنايات للفلسطينيين في مخيمي طولكرم ونور الشمس.
والخميس الماضي، أخطرت سلطات الاحتلال بهدم 106 منازل ومبانٍ سكنية في المخيمين، منها 58 في مخيم طولكرم، و48 في مخيم نور شمس، وشرع أمس بهدم 15 بناية سكنية في حارة المنشية في مخيم نور شمس.
كما أعلن الاحتلال الليلة الماضية نيته هدم 19 بناية أخرى، تضم أكثر من 50 وحدة سكنية في حارتي الجامع والمسلخ في مخيم نور شمس.
وأمهلت سلطات الاحتلال أصحاب المنازل المهددة بالهدم، ساعتين صباح اليوم لإخلاء مقتنياتهم، حيث سمحت لعدد محدد من المواطنين بالدخول للمخيم، حيث سابق من استطاع الوصول لمنزله الزمن لإخلاء ما يستطيع.
وأظهرت مشاهد مصورة من داخل المخيم لحظة توجه الأهالي للمخيم وإخراج مقتنياتهم وأثاث منازلهم بمساعدة طواقم الهلال الأحمر، جراء فرض قوات الاحتلال طوقًا أمنيًا على المنطقة، وعرقلة وصول المواطنين لمنازلهم، وتعرضهم في كثير من الأحيان لإطلاق النار والمطاردة.
وقالت اللجنة الإعلامية في طولكرم، إن 2900 منزل دمرها الاحتلال بشكل كامل أو جزئي في مخيمي نور شمس وطولكرم.
ويشرع الاحتلال اليوم بهدم ستة مباني في مخيم نور شمس، تضم 20 عائلة ستشرد من مساكنها في ظل أوضاع صعب لآلاف النازحين من المخيم.
إلى ذلك، عرقلت قوات الاحتلال محاولة الأهالي الوصول إلى منازلهم في مخيم نور شمس لإخلاء محتوياتها واحتجزتهم لساعات، وأطلقت الرصاص الحي والقنابل الصوتية تجاههم.
وتفاجئ بعض المواطنين من مخيم نور شمس بتفجير الاحتلال لمنازلهم في حارة المنشية، رغم أنها لم تكن ضمن دائرة الإخطارات أو التهديد بالهدم.
ويكثف الاحتلال وجوده في قلب مدينة طولكرم، ما فاقم معاناة التجار بسبب إغلاق الحواجز ومنع حركة التجارة مع المحافظات الأخرى.
ويواصل الاحتلال الاستيلاء على منازل ومبانٍ سكنية في شارع نابلس والحي الشمالي المحاذي له، وتحويلها إلى ثكنات عسكرية، بعد إجبار سكانها على إخلائها قسرا، مع تمركز آلياتها وجرافاتها في محيطها.
وتسبب العدوان الإسرائيلي الواسع الذي تشهده طولكرم، بنزوح قسري لأكثر من 4200 عائلة من مخيمي طولكرم ونور شمس، تضم أكثر من 25 ألف مواطن، وتدمير 396 منزلا بشكل كامل و2573 بشكل جزئي، إضافة إلى إغلاق مداخلهما وأزقتهما بالسواتر الترابية.
كما أسفر العدوان المتواصل منذ 100 يوم، عن استشهاد 13 مواطنا، بينهم طفل، وامرأتان، إحداهما حامل في الشهر الثامن، بالإضافة إلى إصابة واعتقال العشرات، وإلحاق دمار شامل في البنية التحتية والمنازل والمحلات التجارية والمركبات التي تعرضت للهدم الكلي والجزئي والإحراق والتخريب والنهب والسرقة.
وقال رئيس اللجنة الشعبية في المخيم نهاد الشاويش، إن ما يجري هو عدوان متواصل يستهدف البنية التحتية ويمنع عودة النازحين، بهدف طمس معالم المخيم، الشاهد الحي على نكبة 1948.
وأضاف أن عمليات الهدم جريمة إنسانية وانتهاك صارخ للقانون الدولي، مؤكداً أن الشعب الفلسطيني يواجه نكبة جديدة في ذكراها الـ77، لكنه لن يتنازل عن حق العودة.
ويتزامن هذا التصعيد مع عدوان عسكري متواصل يشنه الاحتلال في الضفة الغربية منذ يناير 2025، بدأ من جنين وامتد لاحقاً إلى طولكرم، مخلفاً دماراً واسعاً وخسائر بشرية كبيرة.
ووفق معطيات فلسطينية، أسفرت اعتداءات الاحتلال والمستوطنين في الضفة عن استشهاد أكثر من 960 فلسطينياً وإصابة نحو 7 آلاف آخرين، واعتقال ما يزيد عن 16,400 مواطن منذ بداية التصعيد.
ويأتي كل ذلك بدعم أمريكي مطلق، في الوقت الذي يواصل فيه الاحتلال ارتكاب مجازر إبادة جماعية في غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، خلفت أكثر من 171 ألف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود.