اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ٦ حزيران ٢٠٢٥
في خطوة أثارت موجة من الغضب الدولي والعربي، استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي، معترضة على مشروع قرار يدعو إلى وقف فوري ودائم وغير مشروط لإطلاق النار في قطاع غزة، بالإضافة إلى رفع القيود عن دخول المساعدات الإنسانية.
وأيد القرار 14 عضوًا من أصل 15 في المجلس، بينما كانت الولايات المتحدة العضو الوحيد المعارض.
وقوبلت الخطوة الأمريكية بانتقادات واسعة، حيث وصفه السفير الصيني لدى الأمم المتحدة بأنه غير مبرر ويعكس ازدواجية المعايير في التعامل مع القضايا الإنسانية، كما أعربت المملكة المتحدة، رغم تصويتها لصالح القرار، عن قلقها من استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية وتقييد وصول المساعدات الإنسانية.
واعتبرت حركة المقاومة الإسلامية حماس أن الفيتو الأمريكي يثبت مجددًا شراكة واشنطن في العدوان على شعبنا، كما وصفت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الخطوة بأنها تورط مباشر في حرب الإبادة.
وتصويت مجلس الأمن الليلة هو الأول بشأن الحرب في غزة منذ شهر نوفمبر الماضي، عندما عطلت الولايات المتحدة في ظل رئاسة جو بايدن نصا يدعو إلى وقف إطلاق النار.
ويعود آخر قرار للمجلس إلى يونيو 2024، عندما أيّد خطة أميركية لوقف إطلاق نار متعددة المراحل تنص على إطلاق سراح أسرى اسرائيليين في القطاع، ولم تتحقق هذه الهدنة إلا في يناير 2025 قبل أن تخرقها (إسرائيل) لاحقا.
بدوره، اعتبر الكاتب والمحلل السياسي ياسين عز الدين إن استخدام الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن لإجهاض قرار يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة وإدخال المساعدات الإنسانية بدون شروط، لم يكن مفاجئًا، بل يعكس موقفًا تقليديًا تبنته واشنطن خلال السنوات الأخيرة، خاصة في ظل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، التي تُعد من أكثر الإدارات انحيازًا لدولة الاحتلال.
وقال عز الدين في حديثه لـ 'فلسطين أون لاين': 'إن 'هناك بالفعل أصواتًا داخل الإدارة الأمريكية بدأت تُبدي تذمرًا من استمرار الحرب، وتشعر بأن إسرائيل باتت عبئًا استراتيجيًا على الولايات المتحدة، إلا أن ذلك لا يعني نية واشنطن التخلي عن تل أبيب أو تركها بمفردها، لا سيما في ظل العزلة الدولية المتزايدة التي تواجهها الأخيرة، والتي تجعل من أي قرار أممي مشابه بمثابة ضربة قاصمة لدولة الاحتلال يصعب عليها تحملها'.
وأشار عز الدين إلى أن حتى في حال صدور قرار من مجلس الأمن، فإن دولة الاحتلال غالبًا لن تلتزم بتنفيذه، مؤكدًا أن الأثر الفعلي لمثل هذه القرارات يكون ضعيفًا على المدى القصير، لكنه يحمل تداعيات عميقة وبعيدة المدى، خاصة أ، العزلة الدولية المتزايدة لإسرائيل تؤثر على صورتها عالميًا، وتترك آثارًا داخلية وخارجية عميقة، وهو ما لن تغيره حتى المظلة الأمريكية وحماية الفيتو.
وأوضح عز الدين أن الولايات المتحدة استخدمت الفيتو لإسقاط مشروع قرار إنساني وأخلاقي يطالب بوقف العدوان الإسرائيلي وإدخال المساعدات، وهو ما أثار غضبًا فلسطينيًا واسعًا.
وأضاف: 'جميع الفصائل الفلسطينية أدانت القرار فور صدوره، ونددت باستخدام واشنطن لحق النقض، باستثناء سلطة أوسلو التي ترددت كثيرًا في الرد، ولم تصدر موقفًا واضحًا إلا بعد وقت طويل، من خلال تصريح رسمي وصفه عز الدين بأنه 'ركيك ومهزوز'، صدر عن الناطق باسم الرئاسة، الذي قال فيه إن 'استمرار حرب الإبادة وتصاعد إرهاب المستوطنين في الضفة واستمرار الاعتداءات على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، واستخدام الفيتو الأميركي في مجلس الأمن الدولي، لن يحقق الأمن والاستقرار لأحد'.