اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ٥ أب ٢٠٢٥
تعرّض نادي الزيتون الرياضي، الواقع جنوب شرق مدينة غزة، لتدميرٍ كامل عقب قصفٍ مباشر نفّذته طائرات الاحتلال الإسرائيلي، أدى إلى تسوية مبنى النادي، المكوّن من أربعة طوابق، بالأرض.
وكان النادي يضمّ عدة مرافق حيوية تخدم أبناء الحي، البالغ عددهم أكثر من 80 ألف نسمة، من بينها: صالة الألعاب الرياضية، صالة المناسبات، المقر الإداري، وقاعة الاجتماعات. وقد دُمّرت جميعها، في استهداف يؤكد تعمُّد الاحتلال ضرب البنية التحتية للرياضة الفلسطينية.
تأسّس نادي الزيتون عام 1981، ومنذ انطلاقته لعب دورًا رياديًا في احتضان الطاقات الرياضية والشبابية، وساهم في بناء أجيالٍ من الرياضيين الفلسطينيين. وقد تطوّر بجهود ذاتية وخبرات محلية، حتى أصبح رمزًا لأحد أكبر أحياء قطاع غزة وأكثرها اكتظاظًا.
وفي الأسبوع الماضي، دُمّر مبنى النادي كما دُمّرت معظم منازل الحي، في جريمة جديدة تُضاف إلى سلسلة الانتهاكات التي تطال كل مقومات الحياة في القطاع المحاصر، الذي يتعرض لحرب إبادة لم تستثنِ الرياضة ولا الرياضيين.
وليست هذه الجريمة الأولى بحق الرياضة الفلسطينية؛ فقد سبقتها عشرات الاعتداءات على الملاعب، والأندية، والمراكز الرياضية، واستهداف مباشر لرياضيين وإداريين، إلى جانب حرمان الفرق الفلسطينية من التنقل والمشاركة في البطولات الدولية. ورغم توثيق هذه الانتهاكات المتكررة، لا تزال المؤسسات الرياضية الدولية تلتزم الصمت، أو تكتفي ببيانات خجولة لا ترقى إلى مستوى الكارثة.
وقال الكابتن حسام الغرباوي، لاعب النادي السابق وعضو مجلس الإدارة، لـ 'فلسطين أون لاين': 'إن مشهد تدمير النادي وقع كالصاعقة على الجميع، لما يحمله من ذكريات وتاريخ لن تُمحى من الذاكرة، وهو شاهد على تخريج أبطال رفعوا العلم الفلسطيني في المحافل الدولية، لعل أبرزهم العداء الراحل ماجد أبو مراحيل، الذي شارك في أولمبياد أتلانتا عام 1996'.
وتوقّع الغرباوي أن تصل خسائر النادي إلى أكثر من نصف مليون دولار، مشيرًا إلى أنه سيتم العمل على حصر الأضرار بشكل كامل ورفعها إلى الجهات المعنية.
وأضاف: 'استهداف نادي الزيتون، كغيره من الأندية والاتحادات الرياضية، يستدعي تحركًا عاجلًا من المؤسسات الدولية، مثل الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA)، واللجنة الأولمبية الدولية (IOC)، والاتحادات العربية والآسيوية والقارية. فالجريمة باتت موثقة وواضحة، ونطالب بفتح تحقيق رسمي ومحاسبة الاحتلال الإسرائيلي على انتهاكه الصارخ لميثاق الرياضة الأولمبي، الذي ينص على حماية الرياضة من التمييز السياسي والعسكري، ويمنع استهداف المنشآت المدنية والرياضية'.
وأكّد الغرباوي ضرورة فتح تحقيق دولي فيما يجري، مستغربًا صمت المؤسسات الرياضية العالمية، وعدم تعليق عضوية الاتحاد الإسرائيلي رغم وضوح الصورة، وتهديده المستمر، مطالبًا باتخاذ إجراءات فعلية لحين التزامه بالمواثيق التي صوّتت عليها الجمعية العمومية.
الرياضة الفلسطينية اليوم ليست مجرد ضحية، بل شاهد حيّ على جرائم الاحتلال، وهي بحاجة إلى صوتٍ حرّ يُطالب بحقها في الحياة وفي العدالة، لكي تبقى حاضنةً لأحلام شعبٍ يرفض الانكسار.