بشارات لشهاب: رد حماس "ذكي ومحسوب" أعطى إيجابية كاملة وأجّل القضايا الخلافية للتفاوض

خاص – شهاب

وصف المحلل السياسي سليمان بشارات، رد حركة حماس على خطة ترامب بأنه 'رد محسوب وذكي في الصياغة'، نجح في سحب المبررات من الولايات المتحدة الأمريكية والاحتلال الإسرائيلي اللذين كانا يصوران حماس بأنها طرف سلبي.

وقال بشارات في تعقيب خاص لوكالة شهاب، إن الرد 'يعطي إيجابية كاملة ويسحب الذريعة'، خصوصًا أنه بدأ بالموافقة المبدئية على الإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين دفعة واحدة، وهو المطلب الذي كان الشارع الإسرائيلي يتمسك به. وأضاف: 'حماس أرادت الآن أن تضع الموقف الأمريكي والإسرائيلي أمام ضغط الشارع الإسرائيلي الذي سيقول: ما دامت حماس وافقت، فيجب على الجميع الذهاب إلى هذا الاتفاق'.

وأوضح بشارات أن حماس تعاملت بذكاء مع القضايا الخلافية، حيث 'أجلت أو حولت النقاش في القضايا الأخرى المرتبطة بمستقبل قطاع غزة وسلاح المقاومة واليات الانسحاب إلى المسار التفاوضي'. وهذا، بحسب بشارات، سيعطي حماس قدرة أكبر على المناورة في التفاصيل لاحقًا، مستندة إلى معززات قوة إضافية.

وأشار بشارات إلى نقطة هامة في رد الحركة، وهي تأكيدها على أن مستقبل إدارة قطاع غزة يجب أن يُسند إلى 'إدارة تكنوقراط فلسطينية خالصة'، وهو ما يعني رفضًا قاطعًا لأي شكل من أشكال الوصاية الدولية، وتمسكًا بالرؤية التي تم التوافق عليها مع مصر والفصائل الفلسطينية سابقًا.

واعتبر بشارات أن حماس بهذا الرد اعتمدت على 'مبدأ عدم تحمل مسؤولية الرفض أو السلبية'، فلم تعد تترك أي ذرائع لواشنطن أو تل أبيب. كما أنها 'أعطت مساحة أكبر للوسطاء العرب' ليكونوا حاضرين بقوة في نقاش البنود الأخرى، مستفيدين من الثغرات التي كشفتها أطراف عربية وإقليمية في الخطة الأمريكية، مثل تصريحات وزيري خارجية مصر وباكستان. وهذا، بحسب بشارات، 'يعطي حماس قوة وأفضلية وإيجابية' في المرحلة القادمة من المفاوضات.