اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ٢٩ أيار ٢٠٢٥
أكد الملتقى الوطني لشؤون العشائر والقبائل والعائلات الفلسطينية، أن الإدارة الأميركية تحاول شرعنة سياسة التجويع في قطاع غزة من خلال ما يُعرف بـ'مقترح ويتكوف'، واصفًا استبعاد البروتوكول الإنساني من المقترح بأنه ليس مجرد إغفال فني بل تواطؤ مفضوح مع سياسة الحصار.
وأوضح الملتقى، في بيانِ صحافي، مساء اليوم الخميس، أن هذا المسار الأميركي يُشكل امتدادًا لسياسات التجويع والخنق التي تمارس ضد الفلسطينيين، مشيرًا إلى صفقة إغاثية رفضها الأهالي سابقًا، واعتُبرت نموذجًا لتكريس الابتزاز الإنساني.
وشدد البيان على، أن أي حل لا يتضمن وقفًا فوريًا لحرب الإبادة، ورفعًا كاملًا للحصار، وفتحًا بلا قيد للممرات الإنسانية، هو محاولة لتغطية الجريمة لا لإنهائها.
وفي ظل استمرار الإغلاق منذ مطلع مارس/آذار، حذّر الملتقى من مخاطر تفاقم الكارثة الإنسانية، داعيًا واشنطن – بما فيها الفريق الانتقالي المحيط بدونالد ترامب – إلى اتخاذ موقف واضح بوقف الحرب لا تجميدها، ورفض 'أفخاخ التجويع والمماطلة'.
وجدد الملتقى تأكيده، أن غزة لا تحتاج مقترحات منقوصة بل إلى كسر الحصار ووقف الإبادة فورًا، مضيفًا أن الفلسطينيين لن يقبلوا أن تُدار حياتهم عبر بوابات الجوع أو أن يُشترط صمتهم مقابل مساعدات محدودة.
وفي وقت سابق، أعلنت حركة المقاومة الإسلامية 'حماس'، مساء الخميس، أنها استلمت بشكل رسمي من الوسطاء المقترح الجديد الذي قدّمه المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وقالت الحركة، في بيان صحفي مقتضب، إن قيادة حماس 'تقوم بدراسة هذا المقترح بمسؤولية، وبما يحقق مصالح شعبنا، ويؤمّن الإغاثة الإنسانية، ويفضي إلى وقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة'.
ورأى مراقبون ومحللون سياسيون، عبر منصات التواصل الاجتماعي، رصدتها 'فلسطين أون لاين'، أن قبول الاحتلال بهذا المقترح يعود إلى كونه لا يُلزمه بإنهاء الحرب أو الانسحاب الكامل من قطاع غزة، بل يتيح له استئناف العمليات العسكرية في أي وقت.
كما أن صيغة المقترح تبقي على السيطرة الإسرائيلية في إدخال المساعدات الإنسانية، دون تقديم أي رؤية واضحة لإعادة الإعمار أو توفير الحاجات الأساسية لسكان القطاع المنكوبين.
وبينما يحاول الاحتلال تسويق المقترح كخطوة نحو التهدئة، يرى محللون أنه مجرّد صفقة تبادل أسرى في جوهرها، دون أي التزام حقيقي بوقف إطلاق النار أو إنهاء الحرب، ما يجعله في نظر العديد من المراقبين 'هدنة هشة' لا تتجاوز كونها استراحة مؤقتة في حرب الإبادة المستمرة.
كما أن المقترح، بحسب تقييمات استخباراتية إسرائيلية، لا يتضمن ضمانات أمريكية ملزمة بتمديد الهدنة في حال فشل المفاوضات، وهو ما يُرجّح – وفق المصادر العبرية – أن تقابله 'حماس' بالرفض، نظراً لغياب الضمانات الفعلية وتجاهل المتطلبات الإنسانية.
ومرارا، أكدت حماس، استعدادها لبدء مفاوضات شاملة، لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين 'دفعة واحدة'، مقابل إنهاء الإبادة وانسحاب الجيش الإسرائيلي والإفراج عن أسرى فلسطينيين.
لكن نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، يتهرب بطرح شروط جديدة، أحدثها نزع سلاح حماس، وهو ما ترفضه الحركة طالما استمر احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية.
وتقول المعارضة وأهالي الأسرى إن نتنياهو مستمر في حرب الإبادة بغزة رضوخا للجناح اليميني الأكثر تطرفا في حكومته، لتحقيق مصالحه السياسية الخاصة، ولاسيما البقاء في الحكم.