اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ٢١ حزيران ٢٠٢٥
كشفت صحيفة إندبندنت البريطانية، أن الضربات الصاروخية الإيرانية الأخيرة مثّلت أكبر خرق للدفاعات الجوية التابعة للاحتلال الإسرائيلي منذ سنوات، بعد أن تمكّنت من تجاوز أنظمة الحماية متعددة الطبقات بفعل الكثافة النارية والتقنيات المتطورة المستخدمة في الهجوم.
وأوضحت الصحيفة، أن الهجمات الإيرانية نجحت في الوصول إلى العمق رغم اعتماد الاحتلال على منظومات دفاعية متقدمة طوّرها عبر سنوات لمواجهة صواريخ فصائل المقاومة الفلسطينية، خصوصًا حماس، ومقاتلي حزب الله في لبنان.
وتعمل هذه المنظومات ضمن شبكة واحدة تشمل القبة الحديدية، ومقلاع داوود، وصواريخ 'آرو 3'، إلى جانب منظومة 'ثاد' الأميركية، إلا أن هذا النظام المتكامل فشل في اعتراض جميع الصواريخ التي أُطلقت خلال الهجوم الإيراني الأخير.
ونقل التقرير عن الخبيرة الأمنية في مركز 'تشاتام هاوس' البريطاني، ماريون ميسمر، قولها إن الدفاعات الجوية الإسرائيلية تُعد فعّالة لكنها ليست منيعة، مضيفة أن 'سمعة القبة الحديدية الإعلامية تفوق فعاليتها الحقيقية'.
وأشارت إلى أن معظم الصواريخ التي اعترضتها المنظومة في الماضي كانت محدودة العدد، تنطلق من مسارات معروفة ومواقع ثابتة مثل قطاع غزة أو جنوب لبنان، بعكس ما واجهته مؤخرًا.
ووفقًا لتقرير الصحيفة البريطانية، اعتمدت الإستراتيجية الإيرانية على إطلاق عدد هائل من الصواريخ دفعة واحدة، بهدف إغراق الدفاعات الجوية وإجهادها، الأمر الذي صعّب عليها التعامل مع كل التهديدات في وقت واحد.
وأكدت الأستاذة مارينا ميرون من كلية كينغز في لندن أن 'نجاح إيران في خرق الدفاعات يعود إلى الكم الهائل من الصواريخ'، مشيرة إلى أن هذا النهج تسبب في إنهاك أنظمة الاعتراض وإرباك منظومة الرد.
وبيّنت ميسمر في حديثها للصحيفة أن من أبرز عوامل نجاح الهجمات الإيرانية هو استخدام صواريخ فرط صوتية قادرة على تغيير مسارها أثناء الطيران، ما يجعل عملية اعتراضها بالغة الصعوبة، حتى أمام المنظومات الأكثر تطورًا.
ورجّح خبراء نقل عنهم التقرير أن إيران استخدمت أيضًا مسيّرات وهمية بعدّة طرق، من بينها نشرها بالقرب من مواقع الدفاعات الجوية لدفع الاحتلال إلى استهدافها ذاتيًا، أو إرسال موجات من الأهداف الزائفة بهدف استنزاف الذخيرة.
كما نقل التقرير عن ميرون إشارتها إلى احتمال لجوء الحرس الثوري الإيراني إلى وسائل الحرب الإلكترونية، مثل التشويش على الرادارات، لمنعها من اكتشاف مسارات الصواريخ وتحديد أماكن السقوط بدقة.
وخَلُص تقرير إندبندنت إلى أن ما جرىيُعبّر عن نجاح إيراني في تنفيذ خطة هجومية مركبة، اعتمدت على كثافة الضربات وتنوع التكتيكات، مؤكداً أنه 'لا وجود لمنظومة دفاعية محصّنة بالكامل'.
وفي هذا السياق، نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن مسؤول عسكري إسرائيلي قوله، إن إيران سوف تتعافى من الضربات التي وجهتها لها إسرائيل، مشيرا إلى أنها بدأت بالتعافي على صعيد الدفاعات الجوية ونرصد محاولات لترميم القدرات.
وأضاف المسؤول، أن لدى إيران منظومات رصد فعالة وقد عادت لإطلاق صواريخ مضادة للطائرات.
وبينت الصحيفة أن إيران لا تزال تمتلك قدرات إطلاق كبيرة ومنظومات اعتراض وغيرها من القدرات العسكرية.
كما أشارت إلى أن إيران كانت تخطط لإنتاج العشرات من الصواريخ الباليستية المرعبة شهريا، وكان هدفها إنتاج نحو 11 ألف صاروخ باليستي في غضون عقد من الزمن إلى جانب منصات الإطلاق.
وأكدت الصحيفة أن هناك مخاوف لدى المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين من خوض حرب استنزاف ضد إيران دون وجود مسار دبلوماسي.
ومنذ فجر 13 يونيو/حزيران الجاري تشن إسرائيل هجمات واسعة على إيران استهدفت منشآت نووية وقواعد صاروخية وقادة عسكريين وعلماء نوويين، وردّت طهران بإطلاق صواريخ باليستية وطائرات مسيرة باتجاه العمق الإسرائيلي، في أكبر مواجهة مباشرة بين الجانبين.