اخبار فلسطين
موقع كل يوم -راديو بيت لحم ٢٠٠٠
نشر بتاريخ: ١٣ تشرين الأول ٢٠٢٥
بيت لحم 2000 -أكد المحلل والخبير في الشؤون الإسرائيلية الدكتور علي الأعور أن قمة شرم الشيخ تمثل نقطة تحول جوهرية في مسار الحرب على غزة، مشيراً إلى أن انعقاد المؤتمر الدولي بمشاركة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وعدد من زعماء الدول الكبرى، يعدّ إعلاناً فعلياً لانتهاء الحرب وبداية مرحلة جديدة من السلام وإعادة الإعمار.
وقال الأعور في حديث خلال 'جولة الظهيرة' مع الزميلة سارة رزق، التي تبثعبر أثير راديو 'بيت لحم 2000': 'إن إسرائيل تجد نفسها اليوم أمام واقع سياسي ودولي جديد'، موضحاً أن حضور دول وازنة مثل بريطانيا وفرنسا وكندا وإسبانيا واليابان يعكس 'شرعية دولية وإقليمية' تُلزم إسرائيل بقبول اتفاق وقف إطلاق النار الذي جرى توقيعه في شرم الشيخ، مضيفاً أن 'نتنياهو لم يعد قادراً على تجاوز هذه الشرعية أو الاستمرار في الحرب'.
وأشار إلى أن اتفاق شرم الشيخ، الذي تم فيه التفاهم على خطة ترامب للسلام، يشكل نهاية مرحلة الحرب وبداية مسار سياسي جديد 'يقوم على تثبيت الأمن والاستقرار في المنطقة'، متوقعاً أن تشهد المرحلة المقبلة إعادة إعمار غزة بتمويل أوروبي ودولي، إلى جانب ترتيبات سياسية جديدة داخل الساحة الفلسطينية.
وأضاف الأعور أن ما يجري على الأرض في غزة يؤكد تغير المعادلات، لافتاً إلى أن قوات الشرطة التابعة لحركة حماس أعادت انتشارها من رفح حتى بيت حانون، في مؤشر على تثبيت السيطرة الميدانية للحركة، رغم تغييبها عن القمة. وقال: 'حماس ستبقى جزءاً أساسياً من النظام السياسي الفلسطيني، وربما تشارك في إدارة غزة من خلال حكومة خبراء مستقلة، بعيدة عن الانتماءات الفصائلية'.
ورأى الأعور أن أبرز التحديات المقبلة تتعلق بملف نزع أو ضبط سلاح حماس، مشيراً إلى أن الحركة 'لن تتنازل عن سلاحها'، لكنها قد توافق على ترتيبات أمنية بإشراف مصري تضمن عدم استخدامه خارج إطار الدفاع.
ودعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى استثمار مشاركته في القمة عبر 'عقد مؤتمر وطني شامل في رام الله يضم جميع الفصائل'، لتوحيد الموقف الفلسطيني استعداداً للمرحلة القادمة.
وفي الشأن الإسرائيلي الداخلي، أوضح الأعور أن إسرائيل تمر بأزمة سياسية عميقة، مشيراً إلى أن الشارع الإسرائيلي ينتفض ضد نتنياهو الذي واجه احتجاجات غاضبة في ميدان المختطفين،وأضاف: 'نتنياهو قال لجمهوره إن الحرب لم تنتهِ، لكن تصريحات ترامب أكدت عكس ذلك. الولايات المتحدة لم تعد ترى فيه شريكاً ضرورياً، وربما تضحي به في سبيل استقرار المنطقة'.
وأشار إلى أن الحكومة الإسرائيلية تواجه انقسامات حادة، إذ يهدد كل من بن غفير وسموتريتش بحل الكنيست، بينما تتواصل الخلافات حول ملفات الأسرى، والتجنيد الإجباري، واتهامات الفساد التي تلاحق نتنياهو، ما يجعل مستقبله السياسي 'على المحك'.
وتابع: 'نتنياهو لن يصمد أكثر من ثلاثة أشهر، وإسرائيل تتجه نحو انتخابات مبكرة ستنهي وجوده السياسي'.
وحول مشاركة الرئيس محمود عباس في القمة، أكد الأعور أنها تمثل 'هزة عنيفة لنتنياهو'، الذي طالما رفض الاعتراف بالسلطة الفلسطينية كشريك سياسي.
وقال إن حضور عباس في مؤتمر دولي بهذا الحجم 'يؤكد شرعية السلطة الوطنية الفلسطينية باعتبارها إنجازاً وطنياً يجب الحفاظ عليه، رغم كل الانتقادات الداخلية'.
واختتم الأعور حديثه بالتأكيد على أن المنطقة 'تدخل مرحلة جديدة عنوانها السلام والاستقرار'، مشدداً على ضرورة وحدة الموقف الفلسطيني لمواجهة الاستحقاقات المقبلة وتثبيت الحقوق الوطنية.
المزيد من التفاصيل في المقطع الصوتي التالي: