اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ٢ حزيران ٢٠٢٥
أثارت مجزرة إطلاق النار التي وقعت صباح أمس قرب مركز أمني لتوزيع 'المساعدات الإنسانية' في مواصي مدينة رفح جنوب قطاع غزة، موجة غضب عارمة على منصات التواصل الاجتماعي، وسط اتهامات للاحتلال الإسرائيلي وشركات أمنية أمريكية بالتورط في 'كمين مدبّر' استهدف مدنيين فلسطينيين يبحثون عن الغذاء.
ووفقًا لشهادات فلسطينية ونشطاء، فإن قوات الاحتلال الإسرائيلي جمعت المواطنين في طابور موحد قبل أن تفتح النار عليهم من اتجاهات متعددة، في مشهد وصفه شهود عيان بـ'الإعدام الميداني الجماعي'، ما أسفر عن استشهاد العشرات وإصابة المئات، وفق تقديرات أولية.
أظهرت مقاطع فيديو متداولة لحظة إطلاق النار الكثيف على المدنيين الذين تجمعوا قرب نقطة توزيع مساعدات تديرها جهات أمريكية بالتعاون مع الاحتلال الإسرائيلي. ووفقًا للناشط الحقوقي هيثم أبو خليل، فإن 'ما حدث لم يكن خطأً عسكريًا، بل عملية ممنهجة لتصفية المدنيين تحت ذريعة الفوضى'.
وأشارت مصادر محلية إلى أن الحصيلة الأولية للهجوم بلغت 30 شهيدًا على الأقل، وأكثر من 220 جريحًا، وسط تحذيرات من ارتفاع الرقم بسبب عدم توفر الرعاية الطبية الكافية في المستشفيات المزدحمة.
دشّن نشطاء وسم '#مجزرة_ويتكوف' على منصة 'إكس'، في إشارة إلى المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط، ستيفن ويتكوف، الذي اتهمه نشطاء بالتواطؤ مع الاحتلال في سياسة تجويع غزة. وكتب حساب 'الحملة العالمية لوقف الإبادة': 'لم يعد هناك فرق بين المساعدات والمصائد الدموية.. العالم يشاهد ويصمت'.
من جهته، وصف الباحث السياسي علي أبو رزق الحادثة بأنها 'استمرار لمجازر الاحتلال، مثل دوار الكويتي والنابلسي'، مؤكدًا أن '(إسرائيل) تستخدم الجوع سلاحًا لتركيع الشعب الفلسطيني'.
أما الناشط الأردني وائل الحوراني، فكتب: 'إياك أن تتوقف عن الكتابة عن غزة.. الجوع يقتل، والحصار يخنق، والغرب يدعم المجزرة بصمته'.
اتهامات للولايات المتحدة
اتهم مغردون الإدارة الأمريكية بالمشاركة غير المباشرة في المجزرة، عبر آلية توزيع المساعدات التي تشرف عليها شركات أمنية خاصة. وكتب الصحفي يونس أبو جراد: 'واشنطن تقدم المساعدات بيد وتسلّم الاحتلال رصاص الموت باليد الأخرى'.
وفي تعليق لافت، قال المحلل السياسي د. إياد القرا: 'من ذهبوا لاستلام كيس طحين عادوا شهداء.. هذه ليست أزمة إنسانية بل جريمة حرب'.
وكتب المحلل السياسي أحمد الكومي: 'مواقع توزيع المساعدات تحوّلت إلى ساحات إعدام جماعي.. حيث تُطلق النار بدلاً من توزيع الغذاء، ويُحاصر الجائع، ويُستهدف المحتاج'.
وخاطب حساب 'العلا' من الأردن حكام الخليج الذين دفعوا أكثر من ٥ تريليونات دولار للرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال جولته في المنطقة مؤخرًا: 'هذه أموالكم التي دفعتموها للعدو وقت الحرب هي من قتلت إخوانكم وموّلت أعداءنا ضدهم'.
وكتب 'أنس'، ناشط من غزة: 'ثلاثون جسدًا نحيلًا أُزهقت أرواحهم وهم يلاحقون فتات الحياة، ثلاثون جائعًا قُتلوا وهم ينتظرون رغيفًا يسد الرمق، ثلاثون مكلومًا خرّوا صرعى تحت أنظار العالم الأخرس، ثلاثون من أبناء القهر، ممن خذلهم القريب قبل البعيد، سقطوا لا في معركة سلاح، بل في معركة البقاء'.
وفي هذا الإطار، قال ناشط فلسطيني: 'هؤلاء ليسوا وسطاء ولا إنسانيين! المساعدات الأميركية المزعومة ليست سوى امتداد للاحتلال، شراكة في القتل والإبادة. والعالم بثقله يدّعي عجزه عن فتح معبر، أو رفع حصار!'.
كما كتب أحد النشطاء: 'يجوعوننا، ثم يدعوننا للمساعدات، ثم يقتلوننا.. ليفرح العالم بإنسانيته وحضارته'.
وفي السياق ذاته، وصف مدونون ما تسمى 'مؤسسة غزة الإنسانية' بأنها 'غطاء قذر' لقتل سكان غزة، واتهموها بـ'هندسة مجاعة ومراكز قتل وإبادة صهيوأميركية'.
وقالوا إن المساعدات التي توزَّع في غرب رفح أو محور نتساريم مغموسة بالدم والذل، وإن الاحتلال يحاول تصدير صورته 'الإنسانية' للعالم، لكنه لا يستطيع التخلي عن 'هوايته المفضلة'، وهي استباحة دم الفلسطينيين وقتل الصغير قبل الكبير، حسب تعبيرهم.
في المقابل، أكد ناشطون أن مجزرة رفح تمثل دليلا جديدا على فشل الآلية الأميركية، وعلى أهدافها العسكرية الحقيقية في القتل والتهجير.
وذكر عدد من المغرّدين أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يحاول ارتكاب مجازر متعمّدة بهدف الضغط على حركة حماس للقبول بالمقترح الأميركي لوقف إطلاق النار.
وأشاروا إلى أن هذه الجرائم تأتي ضمن إستراتيجية ممنهجة تستخدم فيها المساعدات الإنسانية كأداة ابتزاز سياسي، وأن التصعيد العسكري بعد تسلّم الرد من حماس ليس مجرد صدفة، بل خطوة محسوبة لفرض شروط تفاوضية بالقوة.
وتأتي المجزرة في سياق التدهور الإنساني الكارثي في غزة، حيث يعاني أكثر من مليوني فلسطيني من نقص المجاعة بسبب الحصار الإسرائيلي المشدد منذ 2 مارس/ آذار 2025.