اخبار فلسطين
موقع كل يوم -شبكة قدس الإخبارية
نشر بتاريخ: ٢٨ تشرين الأول ٢٠٢٥
ترجمة عبرية - شبكة قُدس: أظهر تقرير صادر عن مركز الأبحاث والمعلومات في كنيست الاحتلال؛ ارتفاعًا حادًا في حالات ومحاولات الانتحار داخل صفوف جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ اندلاع الحرب على غزة. ووفقًا للتقرير، حاول 279 جنديًا الانتحار خلال العام والنصف الأخير، بينما ارتفع عدد الجنود الذين أنهوا حياتهم فعليًا بنسبة 56% مقارنة بالسنوات السابقة. وقد استند التقرير إلى بيانات رسمية من جيش الاحتلال، بناءً على طلب عضو الكنيست عوفر كسيف، وكشف أن عدد المنتحرين بين عامي 2017 ويوليو 2025 بلغ 124 جنديًا.
المعطيات أظهرت أن المعدل السنوي للانتحار في صفوف الجيش وصل إلى نحو 18 حالة في الأعوام 2023 و2024 و2025، وهو رقم يفوق المعدلات المسجلة في السنوات التي سبقتها. وفي حين تحدثت وزارة الحرب عن أن هذا الارتفاع مرتبط بزيادة عدد الجنود إثر الحرب، فإنها لم تقدم أي بيانات أو أدلة إحصائية تدعم هذا التبرير. وفي المقابل، حذر مختصون في الصحة النفسية من أن الخطر الحقيقي ما زال في بدايته، متوقعين أن تزداد معدلات الانتحار مع انتهاء الحرب وعودة الجنود من الجبهات مثقلين بالصدمة النفسية والإرهاق الأخلاقي.
البيانات أظهرت أيضًا أن الظاهرة أكثر تفشيًا بين الجنود في الوحدات القتالية مقارنة بغيرهم، إذ شكّل هؤلاء ما بين 42% و45% من إجمالي المنتحرين خلال السنوات 2017–2022، قبل أن ترتفع النسبة إلى 78% في عام 2024، وهو ما يعكس هشاشة نفسية عميقة في وحدات النخبة والصفوف الأمامية. كما بيّن التقرير أن 68% من المنتحرين كانوا من الجنود في الخدمة الإلزامية، و21% من جنود الاحتياط، و11% من الجنود النظاميين، في حين أن 91% من المنتحرين هم من الذكور.
وفي موازاة ذلك، رُصدت خلال الفترة الممتدة من يناير 2024 حتى يوليو 2025 نحو 279 محاولة انتحار داخل الجيش، منها 33 محاولة صنّفها الجيش بأنها “خطيرة” وكان يمكن أن تنتهي بالموت أو إصابات بالغة. ويشير التقرير إلى أن جيش الاحتلال لم يكن يجمع بيانات عن محاولات الانتحار قبل عام 2024، وأن 17% فقط من المنتحرين كانوا قد خضعوا لعلاج نفسي مسبق لدى ضباط الصحة النفسية العسكريين، ما يسلط الضوء على ضعف منظومة الدعم النفسي داخل المؤسسة العسكرية.
ويخلص التقرير إلى أن ظاهرة الانتحار بين جنود جيش الاحتلال لم تعد أحداثًا فردية أو استثنائية، بل باتت تعبيرًا عن أزمة بنيوية في المؤسسة العسكرية الإسرائيلية التي تخوض حروبًا متواصلة منذ عقود، دون معالجة الأعباء النفسية والإنسانية المترتبة عليها. فمع ازدياد الانكشاف أمام مشاهد العنف المفرط والدمار في غزة، يتزايد أيضًا الانهيار الداخلي لدى الجنود، ما ينذر بموجة أوسع من الأزمات النفسية والانتحار في صفوفهم مع انتهاء الحرب الحالية.

























































