اخبار فلسطين
موقع كل يوم -وكالة شهاب للأنباء
نشر بتاريخ: ٦ أب ٢٠٢٥
حذر د. أفنر ساعر، الخبير الإسرائيلي في إدارة المفاوضات، من أن إسرائيل تواجه لحظة حاسمة في تعاطيها مع ملف الحرب في غزة وملف المختطفين، مؤكدًا أنها 'وصلت إلى طريق مسدود لم يعد يسمح بمواصلة التعنت أو ازدواجية الأهداف'.
وفي مقابلة مع صحيفة معاريف، قال ساعر إن أمام إسرائيل خيارين لا ثالث لهما: 'إما الموافقة على صفقة لإعادة المختطفين، أو الاستمرار في محاولة القضاء على حماس'، مشددًا على أن محاولة تحقيق الهدفين معًا تؤدي إلى 'ضياع البوصلة، واستنزاف الموارد، وتعميق الفشل الاستراتيجي'.
وأشار إلى أن تعنّت الحكومة ورفضها الانخراط في عملية سياسية جادة أدى إلى انهيار استراتيجيتها، وهو ما يتطلب 'الاعتراف بالخسارة وإدراك الأثمان التي دفعتها إسرائيل من زيادة أعداد القتلى، وتراجع الدعم الدولي، وتفاقم الانقسام الداخلي، فضلًا عن الأضرار الاقتصادية الهائلة'.
وأوضح ساعر أن حماس تدير المفاوضات من موقع قوة، مستفيدة من احتفاظها بالمختطفين الذين وصفهم بـ'كنز استراتيجي'، يُستخدم ليس فقط للضغط التفاوضي، بل أيضًا لتعميق الانقسام الداخلي في إسرائيل وزيادة الانتقادات الدولية.
وفي ظل الجمود الراهن، شدد ساعر على أن 'استمرار المفاوضات يخدم مصلحة الطرفين، فإسرائيل معنية بإعادة مختطفيها، بينما تسعى حماس لوقف الحرب، والحفاظ على سلطتها، وتأمين إطلاق سراح الأسرى'.
وأضاف أنه 'إذا اختارت إسرائيل إعطاء الأولوية لعودة المختطفين، فعليها الدخول في مفاوضات شاملة، مع توفير بدائل حقيقية لإدارة شؤون غزة'، بدلًا من التمسك برؤية عسكرية محضة ثبت فشلها.
وحذّر الخبير من مغبة تجاهل الواقع، قائلًا: 'رغم الضربات التي تلقتها، إلا أن حماس لم تُهزم، ولا تزال تعمل بمنهجية وذكاء، وتسعى لتعزيز مكانتها محليًا وإقليميًا'، مما يجعل استمرار الحرب بلا أفق واضح خطرًا على الأمن والاستقرار.
وختم ساعر بالقول إن حكومة إسرائيل أمام مفترق طرق: 'إما الدخول في عملية سياسية تنهي الحرب – ولو تطلّب ذلك التنازل عن وهم الانتصار الفوري – أو الاستمرار في حرب بلا أفق، ما يعني فقدان فرصة إنقاذ المختطفين، والتورط في صراع آخر في ظروف أسوأ وشرعية دولية أضعف'.