اجتماع الحكومة في غزة.. التفاؤل على مقصلة الانتظار

غزة-خاص قدس الإخبارية: ما أن ظهرت صورة الوزراء باجتماعهم الحكومي في غزة، حتى توالت ردود الأفعال وتوقعات الغزّيين التي بدت في غالبها غير مستبشرة بالنتائج التي سوف تخلص إليها الحكومة.

فغزة وسكانها باتوا أكثر تبلدًا أمام الوعود لفرط ما وُعدوا ولم يروا سواها (الوعود)، فيما يبقى الأمل حليف البعض في كل مرة، وزائر صفحات الرجاء بتحسين الأوضاع العامة السيئة التي باتت تطعن الشعب في مقتل.

حيث عقدت حكومة الوفاق الفلسطيني، اليوم الثلاثاء، اجتماعها الأول في مجلس رئاسة الوزراء في قطاع غزة بحضور شبه كامل للوزراء

وجاءت أبرز نتائجه ما أعلنها الناطق باسم حكومة التوافق الوطني إيهاب بسيسو 'بقرار عودة الموظفين المستنكفين 'القدامى' والبدء التدريجي لاستيعاب الموظفين بعد 17 حزيران 2007 وفقًا لاحتياجات الوزارات، كما ومناقشة قضية الكهرباء وترتيب الأمور المالية المتعلقة بالجباية، والتأكيد على جاهزية الحكومة لاستلام المعابر والعمل بروح مسئولية وتتبع الإجراءات الفنية اللازمة'.

' الإنجاز يحكم'

في ذلك، قال المحلل السياسي هاني البسوس لا يمكننا الحكم على اجتماع الوزراء اليوم في غزة حتى نرى لمسات واقعية على الأرض.

كما اعتبر أن الاجتماع هذه المرة أفضل من سابقه، خاصة وأن الوزراء سيبقون في غزة مدار أسبوع للتعاطي مع الملفات الخاصة بالخدمات العامة ' الصحية والتعليمية والكهرباء والمعابر' وغيرها مما تهم المواطن بالدرجة الأولى

وأوضح البسوس أن موضوع حل الأزمات واستلام المعابر يتطلب لجان عمل لم يتم البحث فيها حتى الآن، لافتًا أن على الحكومة أن تخرج بمؤتمر صحفي لاحق للإعلان عن إنجازاتها.

وأضاف: 'أن حالة التفاؤل ليست بالشكل الكامل، خاصة في ظل الإحباط وفقدان الأمل لدى الشعب، ما يخلق حالة من عدم التعاطي مع الكلمات الحكومية، مؤكدًا على أن ' العبرة بالفعل وليس بالقرارات والكلمات'.

وفيما يتعلق بقضية الموظفين، أوضح البسوس أن ما تم الإعلان عنه في التصريح الحكومي يبعث على التخوف لا الرضا، خاصة أن رجوع المستنكفين وعبارة 'حسب حاجة الوزارة' تهدد حياة الكثير من الموظفين الجدد بغزة، لافتًا أنه في حال تم التخلي عنهم سنتعثر بحالة من الصدمة التي تخلف الاشتباك والفوضى'.

وأشار البسوس أن الأمور ليست واضحة ومع ذلك يبقى الانتظار للنتائج هو الأفضل، متوقعاً أن يخلف هذا الاجتماع خطوات تنفيذية جديدة، وفي حال لم تحقق الحد الأدنى منها ستتسبب بانتكاسة فعلية'.

في سياق متصل، قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهر د. ناجي شراب إن ما قامت وتقوم به الحكومة يعد إنجازًا كبيرًا.

ودعا شراب إلى ضرورة ألا نفصل حالة التفاؤل بالخطوات الحكومية التي تتخذ للتخفيف عن المواطنين خاصة في غزة

وأكد أن القيمة الحقيقة للإنجاز التي ستحققه هذه الاجتماعات وما تتلخص عنه من قرارات، لافتًا أنه في حال لم تتحقق فعلى الحكومة حينها تقديم استقالتها

ودعا شراب كافة الأطراف بما فيها حركة حماس والمواطنين بغزة إلى العمل على استمرار هذا الحكومة وإنجاحها باعتبارها السبيل الوحيد لحل الأزمات الخانقة التي يمر بها الغزيين معتبرًا أنه لا بديل أفضل منها حتى الآن.

وتبقى حالة ' الانتظار' والمراهنة على الأيام القليلة القادمة، هي أبرز ما جاء في جملة تعليقات المواطنين، فيما بدا نشطاء المواقع التواصل الاجتماعي أكثر سخطًا، فكما قال أحد النشطاء:' اليأس من الحالة العامة ولد يأسًا من الحكومة وقراراتها ويأسًا من إمكانية التحسن للأفضل'

محمد الصفدي 38عامًا، رحّب بقرار عودة المستنكفين إلى مقاعدهم الحكومية، معتبرًا أن هذا الخطوة واجبة من فترة، ويأمل أن تتحسن الظروف للأفضل

في المقابل يرى عمر زين الدين أن قرار عودة المستنكفين قبل استيعاب موظفي غزة الحاليين بشكل كامل قد يخلق مشكلة تبتعد عن العدالة التي نؤمل بها، متخوفًا أن تكون هذه القرارات رهن الطباعة الورقية فقط.

أما بثينة شتيوي التي وضعتها صورة الاجتماعي الوزاري على صفحتها الشخصية معلقة:' شو عملتوا طيب؟! ' حتى يعقب الكثيرون بتعليقات تعبر في مجملها عن حالة استهتار عامة من القرارات الحكومية الحالية، والانتظار حتى وجود لمسات واقعية على الأرض تحدد الحكم على الحكومة الحالية واجتماعاتها

والناشط محمد المصري علق بالقول ' كالمعتاد ' زيارة سياحية، أما زميله رفعت الرنتيسي فيقول' نعم، إنها اجتماعاتنا الحكومية التي تكون الضيافة الغزية عنوانها الأول'

فيما عارض مصطفى عوض الله الحالة العامة قائلاً ' يبدو أن هذه المرة لن تكون كسابقتها، وأن الحكومة تحاول التخفيف وعلينا أن نتسلح بالأمل'.

ووصل وفد حكومي يضم 45 مسؤولا بينهم 8 وزراء إلى قطاع غزة أمس الاثنين عبر معبر بيت حانون/إيرز لمناقشة كافة القضايا العالقة وأبرزها ملفي إعادة الإعمار والمعابر.