اخبار فلسطين
موقع كل يوم -وكـالـة مـعـا الاخـبـارية
نشر بتاريخ: ١٧ حزيران ٢٠٢٥
القدس- تقرير معا- يعيش طلاب الثانوية العامة 'التوجيهي' في مدينة القدس حالة من القلق والترقب مع اقتراب موعد الامتحانات الرسمية، والمقرّر انطلاقها بعد أربعة أيام فقط، وسط استمرار حالة الطوارئ المفروضة منذ الجمعة بسبب التصعيد العسكري والحرب الدائرة بين إسرائيل وإيران.
وفي ظل تعليمات 'الجبهة الداخلية الإسرائيلية'، وفرض إجراءات استثنائية شملت إلغاء التعليم وحظر جميع أشكال التجمعات، وإغلاق أماكن العمل باستثناء المرافق الحيوية، يجد الطلبة المقدسيون أنفسهم أمام أجواء متوترة وضغط نفسي، وسط غياب رؤية واضحة لما ينتظرهم.
وأكّد مدير مكتب التربية والتعليم في القدس الأستاذ سمير جبريل في حديث لوكالة معا، أن امتحانات الثانوية العامة قائمة في موعدها حتى اللحظة، دون أي تغيير حتى اللحظة.
وأوضح جبريل: 'نحن أمام أربعة أيام على بدء أول امتحان، ونتابع عن كثب تطورات الأوضاع العامة والتعليمات الصادرة من الجهات المختلفة 'حول التجمعات والحالة العامة'، لكن الجهة المخوّلة بأي تعديل أو تغيير في جدول الامتحانات هي لجنة الامتحانات العامة، وهي وحدها من تصدر القرارات الرسمية بهذا الشأن'.
وأشار جبريل إلى أحداث أمنية شهدتها السنوات الماضية في مدينتي جنين وطولكرم، حين اضطرت الجهات المعنية وقتها إلى تأجيل الامتحانات بسبب الظروف الأمنية، مشدّداً على أن 'الطالب يجب أن يكون على أتمّ الاستعداد النفسي والدراسي، فقد تصدر تعليمات جديدة في أي لحظة تُنهي حظر التجمعات، ويُستأنف عقد الامتحانات بشكل طبيعي'.
من جانبه، طمأن الأستاذ زياد الشمالي رئيس اتحاد أولياء أمور الطلبة في مدارس القدس، الطلاب وعائلاتهم، مؤكّدًا أن اللجنة على تواصل دائم مع كافة الجهات المسؤولة، وأن أي قرار بشأن امتحانات الثانوية العامة لن يتعارض مع سلامة وأمن الطلبة.
وأكد الأستاذ زياد الشمالي أن الوزارة ستتخذ القرار النهائي بشأن سير الامتحانات في القدس، وهي تتابع تطورات الوضع عن كثب، حرصًا على ألا يضيع جهد الطلبة الذين أمضوا عامًا كاملًا في الدراسة والاستعداد.
وأوضح في حديثه لوكالة معا أن جميع التحضيرات اللوجستية لعقد الامتحانات قد أُنجزت بالكامل، من حيث تجهيز القاعات في مدارس البلدية، والأوقاف، والخاصة، والأهلية، وكذلك تعيين الطواقم المشرفة من مراقبين وإداريين.
لكن الشمالي أشار إلى أن التحدي الأكبر حالياً يبقى مرتبطًا بتعليمات الجبهة الداخلية الإسرائيلية، والتي أعلنت يوم الجمعة عن إغلاق المدارس حتى إشعار آخر، ما يعني أن القاعات لن تُفتح إن استمرت هذه التعليمات خلال الأيام المقبلة، وخصوصًا حتى مطلع الأسبوع القادم.
كما أشار إلى صعوبات إضافية تواجه الطلبة بسبب اضطراب المواصلات العامة في القدس، والتي لا تعمل بشكل منتظم في ظل حالة الطوارئ، ما يُعقّد وصول الطلبة إلى مراكز الامتحانات.
ولفت الشمالي إلى أن أكثر من 3000 طالب وطالبة من القدس يستعدون لخوض امتحانات التوجيهي هذا العام، بعد أن أنهوا عامهم الدراسي رغم كل التحديات والضغوط.
وعبّر طلاب الثانوية العامة عن قلقهم مع اقتراب موعد الامتحانات، وقال محمد بركات أحد طلبة الثانوية العامة في القدس: 'أتممنا الدراسة بالكامل، وتقدّمنا بامتحانات تجريبية للفصلين الدراسيين، لكن منذ أسبوع نعيش وضعًا صعبًا؛ إنذارات وصفارات إنذار متواصلة، وحالة طوارئ وإعلان بمنع التجمعات'.
وقال محمد بركات أن الضغط النفسي بسبب الحرب هذه الأيام لا يقلّ عن الضغط الأكاديمي، فالتحضيرات التي امتدت لأشهر باتت مهدّدة بالتشتت بسبب الوضع الأمني والمخاوف من التصعيد، خاصة مع عدم وضوح القرار النهائي بشأن عقد الامتحانات في موعدها أو تأجيلها... 'مش عارفين نرتب وقتنا هاي الأيام '.
وحال الطالب محمد بركات هو حال آلاف الطلبة في القدس، ممن يعيشون على وقع القلق والخوف، ولسان حالهم واحد: أن تُراعى ظروفهم الصعبة في حال استمر الوضع على ما هو عليه.