اخبار فلسطين
موقع كل يوم -راديو بيت لحم ٢٠٠٠
نشر بتاريخ: ٢٧ تشرين الأول ٢٠٢٥
خاص - بيت لحم 2000- في اليوم العالمي للمسنين، الذي يصادف الأول من تشرين الأول/أكتوبر من كل عام، يحتفي العالم بهذه الفئة التي أفنت أعمارها في العطاء، تقديرًا لما قدمته من خبرات وجهود لأسرها ومجتمعاتها وأوطانها. وبهذه المناسبة، يسلّط الضوء على واقع كبار السن في المجتمع الفلسطيني، والجهود المبذولة لتوفير حياة كريمة لهم تليق بما قدموه من عطاء.
وفي هذا السياق، قالتالمديرة التنفيذية لنادي المسنين في بيت ساحور ريم أبو سعدى، في حديث خلال برنامج 'يوم جديد' مع الزميلة سارة رزق، الذي يبث عبر أثير راديو 'بيت لحم 2000': إن النادي يعمل منذ تأسيسه على توفير بيئة آمنة وداعمة للمسنين، تعزز من مشاركتهم في الحياة الاجتماعية وتحافظ على كرامتهم ومكانتهم داخل المجتمع.
وأوضحت أبو سعدى أن نادي المسنين تأسس عام 1984 بإشراف جمعية تنمية الأسرة الخيرية، عندما بادرت مجموعة من السيدات من مدينة بيت ساحور إلى إنشاء إطار إنساني يُعنى برعاية كبار السن وتقديم الدعم لهم.
وأضافت أن البدايات كانت بسيطة، حيث تم استئجار مكان صغير لجمع المسنين وتنظيم لقاءات وأنشطة ترفيهية واجتماعية لهم، وكان النادي الأول من نوعه في المحافظة الذي يقدّم خدمات اجتماعية وترفيهية مخصصة لهذه الفئة.
وأشارت إلى أن فكرة النادي انطلقت من قناعة مؤسسيه بأن كبار السن هم ذاكرة المجتمع وجسر التواصل بين الماضي والحاضر، وأن خدمتهم واجب وطني وإنساني، يعبّر عن الوفاء لجيلٍ ساهم في بناء الحاضر.
وبيّنت أبو سعدى أن أبرز أهداف النادي تتمثل في تعزيز دور كبار السن في المجتمع، وتلبية احتياجاتهم الصحية والاجتماعية والنفسية، وتوفير أنشطة وبرامج ترفع من معنوياتهم وتشعرهم بقيمتهم في الحياة العامة.
وقالت: 'نحن نؤمن أن للمسنين طاقات يجب استثمارها، وأن دورهم لا ينتهي مع التقدم في العمر، بل يستمر عبر خبراتهم وتجاربهم التي تغني الأجيال القادمة'.
البرامج والأنشطة
يقدّم نادي المسنين مجموعة متنوعة من البرامج التي تجمع بين الترفيه والتوعية والدعم النفسي، حيث ينظم جلسات توعوية وصحية بالتعاون مع مختصين، إضافة إلى أنشطة فنية ورياضية وترفيهية تهدف إلى كسر العزلة وتعزيز التفاعل الاجتماعي بين الأعضاء.
وتضيف أبو سعدى أن النادي يستعين بخبراء ومختصين من مختلف المجالات، فهناك مدربة رياضة تزور النادي مرتين أسبوعيًا لتنفيذ تمارين خاصة للمسنين للمحافظة على اللياقة الجسدية، كما يزورهم أخصائي نفسي واجتماعي مرة أسبوعيًا لتقديم جلسات دعم نفسي تساعدهم على التعامل مع الضغوط اليومية وتحسين جودة حياتهم.
وحول فعاليات النادي في اليوم العالمي للمسنين، أوضحت أبو سعدى أن النادي يحتفل سنويًا بهذه المناسبة التي تتزامن مع يوم التراث الفلسطيني، نظرًا لما تمثله هذه الفئة من رمز للجذور والأصالة.
وقالت: 'نعتبر كبار السن جذور الأرض وبركتها، فهم تراثنا الحقيقي، ولذلك نقيم لهم احتفالًا خاصًا يتضمن فقرات فنية وألعابًا ومسابقات، إلى جانب تقديم وجبة عشاء وهدايا رمزية، تعبيرًا عن التقدير والامتنان لما قدموه طوال حياتهم'.
وتحدثت أبو سعدى عن أبرز التحديات التي تواجه المسنين في ظل الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الصعبة، مشيرة إلى أن العزلة الاجتماعية تعد من أكثر المشكلات انتشارًا، نتيجة الظروف المعيشية وضيق الوقت لدى أفراد الأسرة، إلى جانب ضعف الدعم النفسي والمادي الذي يؤثر سلبًا على جودة حياتهم اليومية.
وأضافت أن التدهور الاقتصادي أدى إلى تراجع مستوى الرعاية الصحية والخدمات الاجتماعية المقدمة للمسنين، مما يتطلب تضافر الجهود الرسمية والأهلية لمعالجة هذه القضايا بجدية.
وأكدت المديرة التنفيذية أن نادي المسنين يعتمد على التعاون والشراكة مع العديد من المؤسسات المحلية، من بينها بلدية بيت ساحور، مراكز الشرطة، المستشفيات مثل المطلع ومستشفى سان جون للعيون، إضافة إلى المدارس والجامعات والجمعيات الأهلية.
وأوضحت أن هذه الشراكات تسهم في تنفيذ برامج صحية وتوعوية، وتوفير رعاية أفضل للمسنين من خلال التنسيق بين القطاعات المختلفة.
وشددت أبو سعدى على أن العائلة هي الحلقة الأولى في رعاية كبار السن، داعية الأسر الفلسطينية إلى تعزيز التواصل مع المسنين وإشراكهم في القرارات العائلية، حتى لا يشعروا بالتهميش أو العزلة.
وقالت: 'من المهم ألا نحسسهم أن دورهم انتهى أو أنهم أصبحوا عبئًا، بل علينا أن نذكّرهم دائمًا بقيمتهم ومكانتهم، وأن نُشركهم في الحياة الأسرية والاجتماعية باستمرار'.
التواصل بين الأجيال
وفي إطار تعزيز التواصل بين الأجيال، ينظم النادي لقاءات وأنشطة مشتركة بين الأطفال والشباب وكبار السن، سواء داخل النادي أو في المدارس.
وتوضح أبو سعدى أن هذه اللقاءات تهدف إلى نقل الخبرات الحياتية والموروث الثقافي من المسنين إلى الأجيال الشابة، وبناء جسور من المحبة والاحترام والتفاهم بين الفئات العمرية المختلفة، بما يعزز الترابط الاجتماعي.
أما عن الاحتياجات الأساسية للمسنين، فقد أكدت أبو سعدى أن الرعاية الصحية المستمرة والدعم النفسي والمادي تشكل أولويات قصوى، مشيرة إلى ضرورة توفير أنشطة منتظمة وبرامج علاجية وترفيهية دائمة تساعدهم على الاندماج بالمجتمع وتحسين صحتهم الجسدية والعقلية.
وفيما يتعلق بخطط النادي المستقبلية، كشفت أبو سعدى عن نية إدارة النادي توسيع البرامج العلاجية والترفيهية، وتطوير الشراكات مع المؤسسات المختصة لتحسين جودة الخدمات المقدمة للمسنين، إلى جانب إطلاق مبادرات جديدة تُعنى بالدعم النفسي والاجتماعي.
وأشارت إلى أن الهدف هو ضمان استدامة الخدمات، وتوسيع نطاق المستفيدين من برامج النادي في مختلف مناطق المحافظة.
رسالة اليوم العالمي للمسنين
وفي ختام حديثها، وجهت ريم أبو سعدى رسالة مؤثرة إلى المجتمع الفلسطيني بمناسبة اليوم العالمي للمسنين، قالت فيها: 'المسنون هم بركة بيوتنا وجذورنا، وواجبنا أن نحترمهم ونرعاهم، لأنهم أساس حاضرنا ومستقبلنا. وكما يُقال: لولا خبراتهم لما كانت مهاراتنا.'
واختتمت حديثها بالتأكيد على أن نادي المسنين، الواقع في مدينة بيت ساحور، سيبقى بيتًا دافئًا يحتضن كبار السن ويوفر لهم الدعم الذي يستحقونه، إيمانًا بأن تكريمهم هو تكريم لإنسانيتنا جميعًا.
ومن جهتهاأكدت سائدة الأطرش، مديرة التنمية الاجتماعية في بيت لحم خلال مقابلة مع الزميلة هيلين أبو عيطة، أن كبار السن يمثلون فئة أساسية ضمن برامج الوزارة، مشيرة إلى أن شهر أكتوبر، الذي يحتفل فيه العالم بيوم المسنين، يشكل فرصة لتسليط الضوء على جهود الوزارة والجمعيات المحلية في دعم هذه الفئة المهمة في المجتمع.
وقالت الأطرش: 'المسنون هم جزء مهم من المجتمع، وواجبنا دعمهم وتقديم الرعاية الكاملة لهم'، موضحة أن وزارة التنمية الاجتماعية في رام الله تعمل على توفير خدمات متنوعة للمسنين رغم التحديات التي تواجهها، أبرزها ضعف الموازنات المخصصة للوزارة، والتي تتوزع أيضًا على فئات أخرى مثل الأطفال والنساء وذوي الإعاقة.
وأوضحت الأطرش أن الوزارة تدير مراكز نهارية ومؤهلة لكبار السن، من أبرزها: نادي المسنين في بيت صحور، التابع لجمعية تنمية الأسرة، ويقدم أنشطة يومية واجتماعية.
مركز بيت الأجداد في أريحا، وهو مركز إيوائي يقدم الرعاية الشاملة لكبار السن.
مراكز القديس نيكولاوس والأنطونية، التي تركز على الرعاية الإيوائية وتقديم الخدمات الاجتماعية والطبية.
وأشارت إلى أن الوزارة تسعى لتوسيع نطاق خدماتها لتشمل الرعاية المنزلية لكبار السن، خاصة أولئك الذين لا يتوفر لديهم أقارب أو مساعدين، بالتعاون مع الوزارات الأخرى مثل وزارة الصحة، لتقديم التأمين الصحي والخدمات العلاجية المجانية لكبار السن، خصوصًا المرضى منهم الذين يحتاجون متابعة مستمرة وأدوية يومية.
وأضافت الأطرش أن الوزارة تقدم أيضًا الدعم النفسي والاجتماعي والمادي لكبار السن، عبر المساعدات المالية والخدمات العينية، موضحة أن المسنين دائمًا في صدارة أولويات الوزارة ضمن برامج الحد من الفقر وتحسين جودة الحياة.
وأكدت أن الوزارة تأمل في تحسين الموازنات المستقبلية لتتمكن من تقديم دعم مادي شهري ومستقر لكبار السن، مشيرة إلى أن تحسين التمويل سيعزز قدرة الوزارة على توسيع نطاق الخدمات وتقديم الرعاية المتكاملة للمسنين.
وقالت الأطرش: 'هدفنا هو أن يشعر كبار السن بالأمان والدعم الكامل من المجتمع والوزارة، وأن يستفيدوا من خدماتنا بشكل مستدام، سواء من خلال المراكز النهارية أو الرعاية المنزلية أو الدعم الصحي والاجتماعي والمادي'.
وأضافت: 'نأمل أن تتحسن موازنات السلطة قريبًا، لنتمكن من تحقيق هذه الأهداف ودعم كبار السن بشكل أكبر، لأنهم يستحقون التقدير والاهتمام بعد كل ما قدموه لمجتمعاتهم وعائلاتهم'.
سعاد مصلح: النادي بيتنا الثاني ونأمل أن يستمر مفتوحًا طوال الأسبوع
وفي هذا السياق عبّرت سعاد مصلح، من مدينة بيت ساحور، عن سعادتها الكبيرة بالمشاركة في أنشطة نادي المسنين، مؤكدة أن النادي أصبح بمثابة بيت ثانٍ يجمع الأعضاء بروح الألفة والمحبة.
وقالت مصلح: 'أنا مشتركة في النادي من زمان، والحمد لله مبسوطين، المعاملة فيه كويسة والاحترام دايمًا من الجميع'. وأضافت أن النادي ينظم فعاليات مميزة، أبرزها الاحتفال بيوم المسن الذي يتخلله الغداء والهدايا والأجواء الجميلة.
وأشارت إلى أن المتطوعين يزورونهم باستمرار ويشاركونهم الأنشطة، ما يخلق أجواء من التفاعل والتسلية بين الجميع، مضيفة: 'نحن خوات في المكان، ما بنشعر إن وحدة بعيدة عن الثانية، بنشارك وبنقعد مع بعض دايمًا'.
وختمت مصلح حديثها بأمنية أن يفتح النادي أيامًا إضافية خلال الأسبوع، قائلة: 'إحنا مداومين اثنين، ثلاثة، أربعة، وخميس، ونتمنى لو يفتحوا كمان يوم أو يومين حتى نمضي وقت أكثر في النادي'.

























































