اخبار البحرين
موقع كل يوم -وكالة أنباء البحرين
نشر بتاريخ: ٢٧ تشرين الأول ٢٠٢٥
روما في 26 أكتوبر /بنا/ أكد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، أن العدل المطلق هو القاعدة الذهبية التي قامت عليها السموات والأرض، وجعلها الله ضامنة لحقوق الإنسان في المساواة والحرية والكرامة والسلام، مشيرا إلى أن إغفال هذه القيم أدى إلى ما يشهده العالم من حروب وأزمات أخلاقية واقتصادية وإنسانية.
جاء ذلك خلال مشاركة الإمام الأكبر، بصفته رئيس مجلس حكماء المسلمين، في القمة العالمية للسلام التي تنظمها جمعية سانت إيجيديو بالعاصمة الإيطالية روما تحت عنوان 'اللقاء العالمي من أجل السلام: إيجاد الشجاعة لتحقيق السلام'، بحضور الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا والملكة ماتيلد ملكة بلجيكا وعدد من القادة الدينيين والمفكرين من أنحاء العالم، وذلك بحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ).
وأوضح شيخ الأزهر أن الحضارة المادية المعاصرة بتجاهلها قيم العدالة والرحمة ساهمت في اندلاع حروب عبثية فرضت على الشعوب الفقيرة، وأدت إلى أزمات الفقر والمجاعات والتقسيم غير العادل للثروات بين شمال غني وجنوب فقير، محذرا من أن العالم يسير نحو انهيار أخلاقي بفعل غياب القيم الدينية والإنسانية.
وأعرب فضيلته عن تقديره للدول التي بادرت بالاعتراف بدولة فلسطين خلال اجتماعات الأمم المتحدة الأخيرة، معتبرا أن هذه الخطوة تعكس 'صحوة ضمير إنساني وانتصارا للحق الفلسطيني المسلوب'، مؤكدا أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام العادل في الشرق الأوسط.
كما انتقد الإمام الأكبر ما وصفه بـ'الخلل العميق في النظام الدولي' القائم على الكيل بمكيالين والهيمنة على الضعفاء، داعيا إلى إحياء 'أخلاق العدل والعدالة' كأساس لإعادة التوازن إلى العالم، ومشيرا إلى أن الإسلام وجميع الرسالات السماوية أرست قيم الحق والإنصاف.
وفي سياق متصل، تحدث شيخ الأزهر عن أخلاقيات الذكاء الاصطناعي، موضحا أنه بدأ العمل مع الراحل البابا فرنسيس على إعداد ميثاق عالمي لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي، وأن فرقا مشتركة من الأزهر والفاتيكان ومجلس حكماء المسلمين تعمل حاليا على استكماله ليكون 'مرجعا أخلاقيا وإنسانيا عالميا' يضمن أن تظل التقنيات الحديثة في خدمة الإنسان لا أداة لتهديده.
واختتم فضيلته كلمته بالتأكيد على أن العالم اليوم أحوج ما يكون إلى عدالة تعيد إليه سكينته، وإلى ضمير إنساني حي يدرك أن الظلم شرارة تحرق السلم العالمي، مشددا على أن 'العدالة هي القانون الأعلى للحياة، والسلام هو ثمرتها الطبيعية'.
ع.إ , A.A.M

























