اخبار فلسطين
موقع كل يوم -وكالة شمس نيوز
نشر بتاريخ: ١٧ تشرين الثاني ٢٠٢٥
كشفت صحيفة 'هآرتس' الإسرائيلية، في تحقيقٍ استقصائي، عن جمعية غامضة تديرها شخصيات تحمل الجنسية الإسرائيلية والإستونية، تقوم بتنظيم رحلات طيران مستأجرة لمغادرة مئات الغزيين من قطاع غزة إلى وجهات مختلفة حول العالم.
ووفقا للتحقيق، تعرض الجمعية على الفلسطينيين دفع مبلغ يصل إلى 2,000 دولار مقابل ضمان مقعد لهم على متن هذه الرحلات.
أهداف غامضة
تدعي الجمعية، التي تُسمى 'المجد'، أنها منظمة إنسانية متخصصة في تقديم المساعدات للمجتمعات المسلمة من مناطق الصراع.
وتشير معلومات على موقعها الإلكتروني، إلى أن الجمعية تأسست في ألمانيا ولديها مكاتب شرق مدينة القدس المحتلة.
لكن تحقيق 'هآرتس' كشف أن الجمعية ليست مسجلة في أي من هاتين المنطقتين، بل وراءها شركة استشارات مسجلة في إستونيا.
وأفادت الصحيفة أن مديرية الهجرة الطوعية التابعة لوزارة جيش الاحتلال الإسرائيلي قد أحالت الجمعية إلى مكتب منسق أعمال الحكومة لتنسيق عمليات الخروج من غزة.
تفاصيل خروج الغزيين
في الأشهر الأخيرة، غادرت عدة رحلات مستأجرة من مطار رامون قرب إيلات، حملت مجموعات من الغزيين إلى وجهات شملت إندونيسيا وماليزيا وجنوب أفريقيا. آخر هذه الرحلات كانت إلى نيروبي في كينيا، حيث سافر 153 غزيًا.
وكان المسافرون يجهلون وجهاتهم النهائية، حيث تم نقلهم من نيروبي إلى جوهانسبرغ عبر طائرة أخرى تابعة لشركة الطيران الجنوب أفريقية 'ليفت'، هناك، تم احتجازهم داخل الطائرة لأكثر من 12 ساعة بسبب عدم امتلاكهم الوثائق المناسبة، بما في ذلك تذكرة العودة أو ختم الخروج من إسرائيل على جوازات سفرهم.
ورغم الظروف الصعبة، بما في ذلك نقص المياه والطعام، وافقت السلطات الجنوب أفريقية في النهاية على السماح لهم بدخول البلاد بعد فحص طويل.
ادانات وتحذيرات
في أعقاب هذه الحادثة، أصدرت سفارة فلسطين في جنوب أفريقيا بيانًا أدانت فيه المنظمة، مشيرة إلى أنها استغلت الوضع الإنساني في غزة، وأخذت أموالاً من العائلات، ونقلتهم بطريقة غير مسؤولة، مع التهرب من تحمل المسؤولية عن التبعات التي تلت ذلك.
كما حذرت وزارة الخارجية الفلسطينية من التعامل مع 'تجار الدم' ووكلاء الترحيل الذين قد يستغلون معاناة سكان غزة.
دور حكومة الاحتلال الإسرائيلي
وفيما يتعلق بالدور الإسرائيلي في هذه العملية، أفادت 'هآرتس' أن مديرية الهجرة الطوعية، التي تم إنشاؤها في وزارة الجيش في العام الماضي بهدف تسهيل مغادرة الغزيين، قد أحالت الجمعية إلى منسق أعمال الحكومة
وأشارت إلى أن هذه المديرية هي جزء من سياسة حكومة الاحتلال لتخفيف المعايير الأمنية المتعلقة بمغادرة غزة، ومع ذلك، لم تنجح محاولات منظمات أخرى لتنظيم عمليات إخلاء مشابهة.
الكشف عن هوية المجرمين
وفيما يتعلق بهوية القائمين على الجمعية، أظهر التحقيق أن الجمعية ليس لديها معلومات واضحة عن إدارتها. ومع ذلك، يظهر في الموقع الإلكتروني للجمعية رابط إلى شركة مسجلة في إستونيا تُدعى 'Talent Globus'، والتي يفترض أنها مسؤولة عن تنظيم هذه الرحلات.
ومن خلال البحث في السجل التجاري الإستوني، تبين أن 'Talent Globus' أسسها توما يانار ليند، وهو شخص يحمل الجنسيات الإسرائيلية والإستونية.
ليند كان قد أسس أيضًا عدة شركات في بريطانيا، بعضها غير نشط حاليًا. وقد أكد في اتصال مع 'هآرتس' تورطه في تنظيم مغادرة الغزيين، ولكنه رفض تقديم تفاصيل إضافية حول الجهة التي تقف وراء الجمعية.
استغلال الأزمة الإنسانية
من الواضح أن هذا النشاط يثير العديد من التساؤلات حول الدوافع الكامنة وراءه وطبيعة التعاملات مع الفئات الضعيفة في غزة.
يبدو أن بعض الأطراف تسعى لاستغلال المعاناة لتحقيق مكاسب مالية، مما يعقد الوضع أكثر بالنسبة للفلسطينيين الذين يسعون للهرب من ظروفهم القاسية.

























































