اخبار فلسطين
موقع كل يوم -اندبندنت عربية
نشر بتاريخ: ٢٦ أيلول ٢٠٢٥
إسرائيل تعيد فتح جسر الملك حسين... والرئيس الفرنسي يشترط الإفراج عن الرهائن في غزة لإقامة سفارة لدى فلسطين
أدرجت بريطانيا اليوم الإثنين للمرة الأولى اسم 'دولة فلسطين' على خرائطها رسمياً، بينما رحبت وزارة الخارجية السعودية باعتراف بريطانيا وأستراليا وكندا والبرتغال بدولة فلسطين عشية انطلاق أعمال مؤتمر تحالف حل الدولتين في نيويورك.
في الموازاة قال متحدث باسم السلطة الإسرائيلية التي تدير الحدود البرية اليوم الإثنين إن جسر الملك حسين، المعبر الوحيد بين الضفة الغربية والأردن، أعيد فتحه.
وكانت إسرائيل قد أغلقت المعبر رسمياً في 19 سبتمبر (أيلول) الحالي غداة إطلاق سائق شاحنة أردني النار هناك ما أسفر عن مقتل جنديين إسرائيليين. والمعبر الحدودي هو الطريق الرئيس لنقل البضائع التجارية بين الأردن والضفة الغربية.
من جهتها، وصفت الخارجية السعودية الاعتراف بأنه 'يؤكد الالتزام الجاد من الدول الصديقة دعم مسار السلام والدفع باتجاه حل الدولتين على أساس قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة'. وأضافت في بيان 'تتطلع المملكة إلى اعتراف المزيد من الدول بدولة فلسطين، واتخاذها لمزيد من الخطوات الإيجابية، بما يحقق تطلعات الشعب الفلسطيني بالعيش في سلام على أرضه، ويمكِّن السلطة الفلسطينية من القيام بواجباتها نحو مستقبل يسوده الأمن والاستقرار والازدهار للشعب الفلسطيني'.
وأمس الأحد اعترفت بريطانيا وكندا وأستراليا والبرتغال بالدولة الفلسطينية في خطوة جاءت تعبيراً عن الإحباط من تداعيات حرب غزة وتهدف إلى تعزيز حل الدولتين، لكنها أثارت غضب إسرائيل.
وانضمت الدول الأربع في قرارها إلى أكثر من 140 دولة أخرى تدعم أيضاً تطلع الفلسطينيين إلى إقامة وطن مستقل عن الأراضي التي تحتلها إسرائيل. والدول الأربع من حلفاء إسرائيل التقليديين.
ويحمل قرار بريطانيا ثقلاً رمزياً بالنظر للدور الرئيس الذي اضطلعت به لندن في قيام إسرائيل في أعقاب الحرب العالمية الثانية.
وقال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر على منصة 'إكس'، 'تعلن المملكة المتحدة رسمياً اعترافها بدولة فلسطينية من أجل إحياء أمل السلام للفلسطينيين والإسرائيليين وتحقيق حل الدولتين'.
وأضاف ستارمر 'زادت حدة الأزمة الإنسانية التي هي من صنع الإنسان في غزة. فقصف الحكومة الإسرائيلية المستمر والمتزايد على غزة بلا هوادة والهجوم في الأسابيع القليلة الماضية والتجويع والدمار بات غير محتمل على الإطلاق'.
ومن المتوقع أن تحذو دول أخرى، منها فرنسا حذو بريطانيا هذا الأسبوع في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
وصفت الولايات المتحدة الأحد اعتراف عدد من حلفائها الرئيسين، بما في ذلك بريطانيا وأستراليا وكندا، بدولة فلسطينية بأنه 'استعراضي'.
وقال أحد المتحدثين باسم الخارجية الأميركية مشترطاً عدم كشف هويته 'لا يزال تركيزنا منصباً على الدبلوماسية الجادة وليس اللفتات الاستعراضية'.
وأضاف، وفق وكالة الصحافة الفرنسية، 'أولوياتنا واضحة: إطلاق سراح الرهائن وأمن إسرائيل والسلام والازدهار للمنطقة بأسرها الذي لا يمكن أن يتحقق إلا إذا كانت خالية من (حماس)'.
قال الفلسطيني شرف الطردة المقيم في مدينة الخليل بالضفة الغربية المحتلة 'إنه واجب إنساني ووازع أخلاقي لدى كل إنسان شريف وحر في هذا العالم أن ينصف الشعب الفلسطيني في المحنة التي يمر بها الآن، وأعتقد أن دور بريطانيا يأتي في هذا المضمار'.
ورحب الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالتحرك للاعتراف بدولة فلسطينية قائلاً إنه 'سيفتح المجال أمام تنفيذ حل الدولتين لتعيش دولة فلسطين إلى جانب دولة إسرائيل بأمن وسلام وحسن جوار'.
وكتب ستارمر رسالة إلى عباس يؤكد فيها قرار بريطانيا، مشيراً إلى أن لندن دعمت إنشاء وطن لليهود في 1917 مع التعهد بحماية حقوق غير اليهود. وذكر ستارمر في رسالته 'أؤكد التزام بريطانيا إقامة دولة فلسطينية للشعب الفلسطيني ودعمنا الدائم لحل الدولتين الذي يعيش بموجبه الفلسطينيون والإسرائيليون جنباً إلى جنب في سلام وأمن'.
وتتعرض الحكومات الغربية لضغوط من كثيرين في أحزابها وشعوبها لغضبهم من التزايد المستمر في عدد القتلى في غزة وصور الأطفال الذين يتضورون جوعاً.
وتباينت ردود فعل سكان لندن تجاه اعتراف بريطانيا بدولة فلسطينية. وقال مايكل أنجوس، وهو مدير مؤسسة خيرية عمره 56 سنة، 'هناك حاجة إلى فعل الكثير ويجب أن يحل السلام في تلك المنطقة. هذه هي الخطوة الأولى نحو الاعتراف الفعلي بحق هؤلاء الناس في أن يكون لهم وطن'.
وقالت البريطانية ماندي داماري، والدة الرهينة البريطانية الإسرائيلية المفرج عنها إميلي داماري، لـ'رويترز' إن ستارمر واقع تحت 'وهم (حل) الدولتين' نظراً إلى أن 'حماس' ما زالت تحكم قطاع غزة. وأضافت 'إنه يكافئ (حماس) على هجوم السابع من أكتوبر الوحشي على إسرائيل في حين أن الرهائن لم يعودوا، ولم تنتهِ الحرب، ولا تزال (حماس) تحكم غزة'.
من جانبه، قال رئيس الوزراء الكندي مارك كارني لدى إعلان قرار بلاده إن القرار يعزز جهود الساعين للتعايش السلمي وإنهاء حكم حركة 'حماس'. وأضاف 'الاعتراف بدولة فلسطين، بقيادة السلطة الفلسطينية، يعزز جهود الساعين للتعايش السلمي وإنهاء حكم حركة (حماس). هذا لا يمنح الإرهاب أي شرعية ولا يُعد مكافأة له'.
وقال وزير خارجية البرتغال باولو رانجيل في المقر الدائم لبعثة البرتغال لدى الأمم المتحدة في نيويورك 'الاعتراف بدولة فلسطين تحقيق لنهج أساس وثابت في السياسة الخارجية البرتغالية'. وأضاف 'البرتغال تؤيد حل الدولتين باعتباره المسار الوحيد إلى سلام عادل ودائم... وقف إطلاق النار أمر مُلح'.
ولم تعلق الولايات المتحدة، أوثق حلفاء إسرائيل، حتى الآن على قرار دول من حلفائها الاعتراف بدولة فلسطينية، لكن الرئيس دونالد ترمب أوضح في السابق أنه يعارض مثل هذه الخطوة.
ندد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بهذه الخطوة. وقال في بيان 'لديَّ رسالة واضحة للقادة الذين يعترفون بدولة فلسطينية بعد مجزرة السابع من أكتوبر (تشرين الأول) المروعة: أنتم تقدمون مكافأة كبرى للإرهاب'، في إشارة إلى هجوم حركة 'حماس' على إسرائيل في 2023، والذي أشعل فتيل الحرب المستمرة منذ عامين تقريباً. وأضاف 'لديَّ رسالة أخرى لكم: هذا لن يحدث. لن تقام دولة فلسطينية غرب نهر الأردن'.
وقال وزير الأمن الوطني الإسرائيلي إيتمار بن غفير إنه سيقترح في اجتماع مجلس الوزراء المقبل بسط السيادة على الضفة الغربية، مما سيكون ضماً فعلياً للمنطقة التي استولت عليها إسرائيل في حرب 1967. وأضاف أنه يجب تفكيك السلطة الفلسطينية المدعومة من الغرب، والتي تمارس حكماً ذاتياً محدوداً في الضفة الغربية.
أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في مقابلة مع شبكة 'سي بي أس' الأميركية بثت أمس الأحد أن بلاده تشترط الإفراج عن الرهائن الذين تحتجزهم حركة 'حماس' في غزة لإقامة سفارة لدى فلسطين، وذلك عشية اعتراف باريس بدولة فلسطين.
وصرح ماكرون في المقابلة التي أجريت الخميس بأن الإفراج عن الرهائن 'شرط واضح قبل أن نقيم سفارة'. ولدى فرنسا قنصلية عامة لدى القدس تتولى تمثيلها أيضاً لدى السلطة الفلسطينية. وتقع السفارة الفرنسية لدى إسرائيل في تل أبيب.
وتستعد باريس مع 10 دول أخرى للاعتراف رسمياً بدولة فلسطين، خلال قمة الإثنين في مقر الأمم المتحدة في نيويورك.
وسأل مقدم برنامج 'فيس ذي نايشن' ماكرون عما إذا كان يجعل من الإفراج عن الرهائن شرطاً لهذا الاعتراف، فاجاب 'سيكون بالنسبة إلينا شرطاً واضحاً قبل أن نقيم، مثلاً، سفارة لدى فلسطين'. وأضاف أن 'هذا الشرط هو الأول بين سلسلة من الشروط المسبقة التي سندافع عنها في إطار عملية السلام، لكننا سنعلن في الـ22 من سبتمبر هذا الاعتراف بالدولة الفلسطينية'.
وفي موازاة سعيه إلى 'عزل حماس'، بحسب قوله، انتقد الرئيس الفرنسي العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة. وأورد في هذا السياق 'ما يحصل هو أن هناك عدداً كبيراً من القتلى المدنيين، والخطة تقضي بتهجير الناس. أعتقد إذاً أنه خطأ فادح'. واعتبر أن الخطة الهادفة إلى تهجير جميع الفلسطينيين من قطاع غزة قبل إعادة إعماره هي بمثابة 'جنون'، مضيفاً 'لا نستطيع، ضمناً أو علناً، أن نتسامح مع مشروع كهذا'.