اخبار فلسطين
موقع كل يوم -سي ان ان عربي
نشر بتاريخ: ٢٨ أب ٢٠٢٥
(CNN)-- واجهت إسرائيل إدانة عالمية لشنّها غارتين متتاليتين على مستشفى ناصر، أكبر مستشفى في جنوب غزة هذا الأسبوع، مما أسفر عن مقتل 22 شخصًا على الأقل، من بينهم عاملون صحيون وفرق استجابة طارئة وخمسة صحفيين.
ويكشف مقطع فيديو جديد حصلت عليه شبكة CNN أن هذه 'الضربة' الثانية كانت في الواقع ضربتين شبه متزامنتين، ويبدو أن هاتين الضربتين الثانية والثالثة تسببتا في معظم الوفيات.
واستُخدمت شرفة الطابق الرابع ودرج مستشفى ناصر بشكل متكرر كموقع تصوير مباشر من قِبل رويترز وأسوشيتد برس وغيرها من وسائل الإعلام العالمية. كما عُرف أن الصحفيين يستخدمون هذا الموقع بحثًا عن إشارة خلوية لتحميل موادهم. تُظهر هذه الصورة، الملتقطة في 12 يونيو/ حزيران، مجموعة من الصحفيين يعملون من الشرفة، من بينهم اثنان من الضحايا، مريم أبو دقة ومعاذ أبو طه.
وصورة أخرى التُقطت قبل نحو شهر تُظهر مصور رويترز حسام المصري وهو يعمل من نفس الدرج الذي قُتل فيه يوم الاثنين، ويُظهر فيديو نُشر على صفحة مريم أبو دقة على إنستغرام في يونيو/ حزيران عدة صحفيين يعملون من نفس المكان.
وتُظهر صورة أقمار صناعية التقطتها شركة بلانيت لابس في 22 أغسطس/ آب أكثر من 12 مركبة قتالية، بما في ذلك دبابات، في قاعدة تابعة للجيش الإسرائيلي على بُعد ميل ونصف شمال شرق مستشفى ناصر. وتقع قواعد أخرى متعددة لجيش الدفاع الإسرائيلي أبعد إلى الشمال الشرقي، وكذلك في اتجاهات أخرى. ولم يتضح بعد ما إذا كانت القذائف قد أُطلقت من تلك الدبابات القريبة أم من موقع آخر للجيش الإسرائيلي.
وجاء الهجوم على المستشفى بعد الساعة العاشرة صباحًا بقليل بالتوقيت المحلي، الاثنين، عندما أُصيبت شرفة في مستشفى ناصر في خان يونس بما يبدو أنه قذيفة دبابة، مما أسفر عن مقتل مصور من رويترز وآخرين. وبعد 9 دقائق، وبينما كانت مجموعة من عمال الإنقاذ والصحفيين الآخرين يقدمون الرعاية للضحايا، أصيبوا عندما أطلق الجيش الإسرائيلي النار مرة أخرى على المستشفى - وهو تكتيك يُعرف باسم 'الضربة المزدوجة'.
إن تعمد مهاجمة عمال الإنقاذ والصحفيين وغيرهم من المدنيين يُعد انتهاكًا للقانون الإنساني الدولي وجريمة حرب، يوم الاثنين، أقر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن الحادث كان 'حادثًا مأساويًا'، لكن يوم الثلاثاء، دافع الجيش الإسرائيلي عن الهجوم على المستشفى، مدعيًا مقتل 6 'إرهابيين' في الهجوم، الذي قال إنه وُجه إلى 'كاميرا نصبتها حماس'، وأنه يواصل التحقيق في 'العديد من الثغرات' في فهمه لما حدث. وأصر على أن جيش الدفاع الإسرائيلي 'لا يستهدف المدنيين عمدًا'.
ومنذ الغارات، تطورت التصريحات الإسرائيلية، لم يُقرّ بيان أولي للجيش الإسرائيلي بقصف المستشفى مباشرةً، ولم يأتِ على ذكر مقتل أي شخص مرتبط بحماس، وفي وقت لاحق، الاثنين، صرّح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأن إسرائيل 'تأسف بشدة' لما وصفه بـ'حادث مأساوي' في مستشفى ناصر. وأضاف في بيان: 'تُقدّر إسرائيل عمل الصحفيين والطاقم الطبي وجميع المدنيين'.
ويوم الثلاثاء، أصدر الجيش الإسرائيلي تقريرًا مُحدّثًا، جاء فيه أنه 'يبدو' أن لواءً إسرائيليًا 'رصد كاميرا نصبتها حماس في منطقة مستشفى ناصر، تُستخدم لمراقبة نشاط قوات جيش الدفاع الإسرائيلي، بهدف توجيه العمليات الإرهابية ضدهم'.
ولم يتطرق بيان الجيش إلى الغارة الثانية، ولم يوضح سبب اعتقاده بأن حماس هي من نصب الكاميرا. كما لم يوضح كيف ميّزت إسرائيل الكاميرا التي تزعم أن حماس استخدمتها عن كاميرات الصحافة المعروفة بتصويرها من الشرفات.
وبينما قال الجيش الإسرائيلي إن قواته 'عملت لإزالة خطر' الكاميرا، زعم أيضًا في بيانه أن 'ستة من القتلى' في الغارات على مستشفى ناصر كانوا إرهابيين.
وفي سياق منفصل، صرّح مصدر أمني لشبكة CNN بأنه لم يكن أي من الصحفيين الذين قُتلوا، الاثنين هدفًا للغارة.
أما الأربعاء، فقد نفى مسؤولو الصحة في حماس وغزة رواية الجيش الإسرائيلي، قائلين إن اثنين من الأفراد الذين ذكرتهم إسرائيل قُتلا في مواقع أخرى في خان يونس. وصرح الدكتور يوسف أبو الريش، وكيل وزارة الصحة في غزة، لشبكة CNNبأن إسرائيل، على ما يبدو، أخذت سجلات ذلك اليوم من المشرحة المحلية وسمّت بعض القتلى كإرهابيين، حتى لو لم يُقتلوا في هجوم مستشفى ناصر.
وصرح مسؤول أمني إسرائيلي مطلع على التحقيق الأولي في الغارات لشبكة CNN، الاثنين، أن قوات الجيش الإسرائيلي حصلت على إذن بقصف الكاميرا بطائرة مسيرة، وأضاف المصدر أن القوات الإسرائيلية أطلقت قذيفتي دبابة، الأولى على الكاميرا والثانية على فرق الإنقاذ.
هذا التعليق الصادر عن المصدر الأمني هو الاعتراف الوحيد من مسؤول إسرائيلي بأن الهجوم استهدف عمدًا فرق الإنقاذ التي وصلت إلى موقع الحادث بعد الغارة الأولى.