اخبار فلسطين
موقع كل يوم -شبكة مصدر الإخبارية
نشر بتاريخ: ٧ أيار ٢٠٢٥
القدس المحتلة – مصدر الإخبارية
حذر تقرير صادر عن 'معهد أبحاث الأمن القومي' في جامعة تل أبيب، من أن تحاول الحكومة الإسرائيلية التأثير على المفاوضات بين إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، وإيران حول اتفاق نووي جديد، وأن محاولة كهذه من شأنها أن تؤثر سلبا على قضايا ذات أهمية إستراتيجية بالنسبة لإسرائيل، فيما دعا تقرير آخر للمعهد، حول حزب الله، إلى 'الحفاظ وتطوير قنوات تنسيق مع القيادة اللبنانية الجديدة'.
وأشار التقرير حول المفاوضات النووية إلى أن 'إسرائيل تبدو كمن تتواجد في هامش الحدث'، بعد أن كان ترامب قد أعلن قراره ببدء مفاوضات مع إيران خلال زيارة سريعة لرئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، لواشنطن وبعد لقاء في روما مع مبعوث نتنياهو ووزير الشؤون الإستراتيجية، رون ديرمر، مع مبعوث ترامب، ستيف ويتكوف، في محاولة للاطلاع على سير المفاوضات ومضمونها.
وبدا ترامب خلال محادثة هاتفية مع نتنياهو أنه يحاول 'تهدئة' إسرائيل حيال المفاوضات مع إيران، وكذلك من خلال بيان صادر عن البيت الأبيض حول 'وجود تنسيق مطلق بينهما'.
إلا أن التقرير لفت إلى أنه 'ليس واضحا مدى قدرة الجهات (الدبلوماسية) المهنية الإسرائيلية في التأثير على سير المفاوضات. ومعروف من خلال تجارب الماضي أن الأمور الأساسية موجودة في التفاصيل وليس في الإطار الإستراتيجي الذي سيتوصل إليه ويتكوف مع وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي'.
وفيما يعلن نتنياهو أن اتفاقا نوويا جيدا مع إيران ينبغي أن يكون على غرار 'النموذج الليبي'، أي بتفكيك البرنامج النووي الإيراني، أفاد التقرير بأن أجواء المفاوضات 'تشير إلى اتجاهات أخرى'، وأن 'ثمة أهمية لأن تطلع إسرائيل على تفاصيل المفاوضات وأن تتمكن من التأثير على تفاهماتها'.
واعتبر التقرير أن 'ثمة ضرورة ملحة أن يتواصل الحوار بين إسرائيل والولايات المتحدة وأن يشمل مجموعات عمل بأسرع وقت، كي تؤثر على الاتفاق الآخذ بالتبلور، وخاصة حول البنى التحتية النووية التي ستبقى بحوزة إيران وحول تفتيشها في المستقبل'.
وشدد التقرير على أن 'إسرائيل ستواجه صعوبة، في المستوى الدبلوماسي وكذلك في المستوى الإعلامي، في مواجهة سعي ترامب إلى اتفاق مع إيران، لكن ثمة أهمية ألا تحاول استخدام ’أصدقاء’ في الكونغرس والإدارة بشكل سيعتبره الرئيس أنه مناقض لمواقفه'.
وكان نتنياهو قد حاول منع إبرام الاتفاق النووي في العام 2015، ودخل في صدام مع الرئيس الأميركي الأسبق، باراك أوباما. وحذر التقرير من أن أي محاولة إسرائيلية لتكرار ذلك، 'ستعتبر في أوساط إدارة ترامب كخطوة متعمدة هدفها إحباط إمكانية دفع اتفاق مع إيران، من شأنها أن تؤثر فورا وسلبا على قضايا ذات أهمية إستراتيجية بالنسبة لإسرائيل في علاقاتها مع واشنطن. ولذلك، وأكثر من الماضي، ثمة أهمية لحوار حميمي وسري بين إسرائيل والولايات المتحدة، وفي جميع المستويات'.
تطوير علاقات جديدة بين إسرائيل ولبنان: حزب الله مستضعف
اعتبر التقرير الآخر الصادر عن المعهد، أن 'وضع حزب الله المستضعف والذي يمتنع عن استئناف المواجهة العسكرية من أجل التركيز على ترميم نفسه، يُنشئ فرصا لإسرائيل من أجل تغيير الواقع الأمني عند الحدود مع لبنان'، لكن من الجهة الأخرى 'لم يطرأ أي تغيير على أيديولوجية حزب الله ومحفزاته ضد إسرائيل'.
وحسب التقرير، فإنه 'في موازاة ذلك، يُنشئ استقرار القيادة الجديدة في لبنان فرصا لبلورة علاقات جديدة بين إسرائيل ولبنان تستند إلى مصالح مشتركة بين إسرائيل وتلك القيادة اللبنانية، برئاسة (الرئيس اللبناني جوزيف) عون، التي تسعى إلى استقرار لبنان كدولة موالية للغرب، ومن أجل إضعاف حزب الله لدرجة تنازله عن سلاحه'.
من الجهة الأخرى، أشار التقرير إلى القيود اللبنانية في التعامل مع حزب الله وتخوفات عون من حرب أهلية، إذ 'توجد فجوة بين المطالب البعيدة المدى الأميركية والإسرائيلية، وخاصة نزع سلاح الميليشيات في لبنان كله وتطبيع علاقات مع إسرائيل، وبين قدرة القيادة اللبنانية على ما يمكن تحقيقه، ولذلك على إسرائيل والولايات المتحدة أن تأخذا بالحسبان قيود قوة لبنان التي تملي الحذر، وخاصة مقابل حزب الله'.
ودعا التقرير إسرائيل إلى أن تأخذ بعين الاعتبار أن استمرار احتلال الجيش الإسرائيلي لخمسة مواقع على طول الحدود اللبنانية 'يحدث احتكاكا، ليس مقابل حزب الله فقط وإنما مقابل الحكومة اللبنانية أيضا، المعنية باستكمال انسحاب الجيش الإسرائيلي من أراضي الدولة من أجل إثبات قدرتها على مواجهة التحدي الذي تضعه إسرائيل أمامها'.
وأضاف التقرير أن 'ثمة أهمية بالغة لموقف الولايات المتحدة، من أجل ضمان استمرار مساعدات الدول الغربية للجيش اللبناني ولبنان وإبعاد حزب الله عن إيران، وكذلك من أجل ضمان الدعم الأميركي لإسرائيل في عملياتها العسكرية ضد حزب الله، وبضمن ذلك في إطار اللجنة الخماسية لتطبيق وقف إطلاق النار'.
رغم ذلك، أوصى التقرير 'بمواصلة العمليات العسكرية لإضعاف حزب الله ومنع عودته إلى جنوب لبنان، استنادا إلى حرية العمل التي مُنحت لإسرائيل في اتفاق وقف إطلاق النار، ولكن من خلال تنسيق مع القيادة اللبنانية وأخذها بعين الاعتبار'.
ودعا التقرير إسرائيل إلى الإعلان أن تواجد جيشها في المواقع اللبنانية الخمسة 'هو تواجد مؤقت، وأنه سينسحب من لبنان بعد أن يتضح أنه ليس هناك أي وجود عسكري لحزب الله في جنوب لبنان، وأن الجيش اللبناني يسيطر على المنطقة كلها الواقعة جنوبي نهر الليطاني'.
وطالب التقرير إسرائيل 'بعدم حث لبنان على التقدم في مسار العلاقات مع إسرائيل قبل أن تنضج الظروف لذلك، وبناء على ذلك يجب إرجاء اتفاق ترسيم دائم للحدود البرية بين الدولتين أو إجراء تغيير رسمي في علاقات إسرائيل ولبنان. وفكرة التطبيع التي طُرحت في الجانب الإسرائيلي سابقة لأوانها'.
وحسب التقرير، فإن على إسرائيل أن تواصل التنسيق مع الولايات المتحدة 'ووضع خطة مشتركة متدرجة لمواجهة مع حزب الله في موازاة تقدم المساعدات للجيش اللبناني ودولة لبنان، من دون اشتراط هذه المساعدات بشكل مطلق بنزع سلاح حزب الله'.
وتابع التقرير أنه 'على إثر إمكانية توسيع نشاط حزب الله في الخارج، فإن المطلوب هو دفع الكفاح السياسي والاقتصادي والإدراكي ضد حزب الله في الحلبة الدولية ووقف مصادر دخله. وفي هذا الإطار المبادرة إلى تعاون إقليمي، مع الأردن والإمارات والسعودية وقبرص واليونان ومصر، وحتى مع سورية، وتعاون دولي مع الإنتربول والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والأرجنتين وبراغواي والبرازيل، من أجل إفشال عمليات تهريب المخدرات وتبييض الأموال من جانب حزب الله'.