اخبار فلسطين
موقع كل يوم -وكـالـة مـعـا الاخـبـارية
نشر بتاريخ: ٢٤ حزيران ٢٠٢٥
الكاتب:
محسن نافع
بصفتي فلسطينيا من المؤلم أن أكتب هذه الكلمات لكن الحقيقة لم تعد تحتمل التجميل، ولا المواقف الغامضة.
إيران، التي ما زال البعض يروّج لها كـ”داعم للمقاومة” لم تكن يومًا نصيرًا حقيقيًا لقضيتنا
بل كانت – وما تزال – قوة إقليمية توظّف القضية الفلسطينية كورقة ضغط، وتستغلها لتوسيع نفوذها، ولو على حساب دماء العرب وتمزيق أوطانهم.
من يدعم القضية لا يموّل ميليشيات تقاتل أبناء العروبة في كل من اليمن وسوريا والعراق ولبنان. من يؤمن بتحرير فلسطين لا يُغرق المنطقة في الفوضى الطائفية ويصنع انقسامات تخدم أعداء الأمة قبل أن تخدمه
ومن يتحدث عن القدس لا يضع يده بيد من يحتل العواصم العربية ويُسقط الدول من داخلها.
إيران لم تكتفِ بخطابات وشعارات بل ذهبت أبعد من ذلك فخلقت أذرعًا مسلّحة موازية للجيوش الوطنية، وحوّلت دولًا كاملة إلى ساحات صراع بالوكالة
كل ذلك تحت لافتة “دعم المقاومة” لكن السؤال الأهم: هل اقتربت فلسطين شبراً واحداً من التحرير؟ هل تغيّر ميزان القوى لصالحنا؟ أم أننا أصبحنا جزءًا من بازار سياسي إقليمي تُباع فيه المواقف ويُشترى الصمت؟
القضية الفلسطينية لا تحتاج إلى وكلاء ولا تجار. تحتاج إلى موقف عربي صادق، واستقرار عربي شامل، وبيئة خالية من المشاريع التخريبية التي تتغذى على الأزمات. والأمة التي تسقط عواصمها واحدة تلو الأخرى، لن تنهض لتحرير عاصمتنا في القدس.
رسالتي لإخواني العرب، من موقع الانتماء والحرص أن لا تسمحوا بأن تكون فلسطين بوابة لتبرير الفوضى فنحن أصحاب قضية عادلة، ولسنا غطاءً لمشاريع طائفية أو حسابات إقليمية ودعم فلسطين لا يكون بتفكيك العرب، بل بوحدتهم. لا يكون بشعارات فارغة، بل بدعم حقيقي لحقوق شعبنا وكرامته.
وإلى أولئك الذين ما زالوا يرون في إيران حليفًا أو نصيرًا، أقول: راجعوا خريطة الدمار العربي، وتأملوا جيدًا من المستفيد، ومن الخاسر الأكبر.